البحث في...
إسم البحث
الباحث
اسم المجلة
السنة
نص البحث
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

مقارنة بين قراءة نصّ نقش النَّمارة الجديدة لزكريا محمّد

الباحث :  شافية بنت عبد القادر ، أ.د صالحة حاج يعقوب
اسم المجلة :  دراسات استشراقية
العدد :  36
السنة :  خريف 2023م / 1445هـ
تاريخ إضافة البحث :  October / 31 / 2023
عدد زيارات البحث :  4051
تحميل  ( 1.771 MB )
الملخّص
يرجع تاريخ نصِّ نقش النَّمارة إلى عام 328م، ويتعلَّق النَّصّ بشخصيَّة امرئ القيس ملك الحيرة في بلاد الشَّام. وتمَّ العثور عليه في عام 1901م، وقد كان عالم الآثار المستشرق الفرنسي رينيه دوسو (Rene Dussaud) أوَّل من عالج بدراسته وتحليله، وفي عام 1905م نشر دوسو (Dussaud) القراءة النَّبطيَّة العربيَّة الأوَّلى لهذا النَّقش. وكاد المستشرقون يتمسَّكون بقراءة دوسو(Dussaud) تمسُّكًا شديدًا، مع أنَّ هناك بعض المحاولات من قبل الباحثين المستشرقين في تقويم قراءته، ولكن العمل لم ينتج أيَّ نتيجة مختلفة، لأنَّهم لم يزالوا يعتمدون على قراءته شاؤوا أم أبوا. ومن هذا المنطلق، يهدف هذا البحث إلى تحليل القراءة الجديدة لزكريا محمَّد عن نقش النَّمارة ومقارنته بين قراءات المستشرقين، والعلماء المسلمين. وفي نهاية المطاف، من خلال هذه القراءة الجديدة للنَّقش تظهر الصُّورة المختلفة لشخصيَّة امرئ القيس، حيث من الأسلم أن يُعدَّ بأنَّه بطل مشاريع مدنيَّة، بدلًا من بطل مشاريع حربيَّة.

الكلمات المفتاحيَّة: نقش النَّمارة، رينيه دوسو (Rene Dussaud)، زكريا محمَّد، قراءة، تحليل، مقارنة.

مقدِّمة
يُعدُّ نقش النَّمارة، أو نقش امرئ القيس بأنَّه مرحلة سابقة للعربيَّة الفصحى حيث يرجع تاريخه إلى عام 328م. ويبدو أنَّ النَّقش يستعمل الكتابة النَّبطيَّة، ولكن بلغة عربيَّة فصيحة، وعلى هذا يذهب باحثو الكتابة إلى أنَّ كتابة النَّقش تمثِّل مرحلة وسطى بين الكتابة النَّبطيَّة، والكتابة العربيَّة. ويلحظ أنَّ اللَّهجة النَّبطيَّة المحكيَّة كانت تستخدم (أل) التَّعريف، كما تمَّ استخدامه في هذا النَّصّ؛ وعلى هذا، فإنَّ هذا النَّصّ هو أقدم نصٍّ عربي يستعمل (أل)، ويشكِّل لهجة وسطى بين النَّبطيَّة، والعربيَّة الفصحى، وإن كان أقرب إلى العربيَّة الفصحى من النَّبطيَّة.[3] وفضلًا عن ذلك، يعتمد النَّصّ على تقويم (بصرى)، حيث يوافق يوم 7 من شهر كسلول سنة 223 وفق تقويم (بصرى) بيوم 7 من شهر كانون الأوَّل من سنة 328م[4].
والجدير بالذِّكر، يلحظ أن كاد المستشرقون يعتمدون على قراءاة دوسو(Dussaud) ، مع العلم بأنَّ هناك بعض الباحثين من المستشرقين الَّذين حاولوا تقويم قراءة دوسو (Dussaud)، ولكن العمل لم ينجح، أو لم يأت بأيِّ نتيجة مختلفة لأنَّهم لم يزالوا يعتمدون على قراءة دوسو (Dussaud) كما نقل عن ألفريد بيستون (Alfred Beeston)، بأنَّه يرى أنَّ سطح النَّقش كان متآكلًا جدًا عقب قراءة دوسو بسبعين سنة، فلم يجد حلًا آخر عنده، ولا بد للباحثين من اعتماد كبير على قراءة دوسو شاؤوا أم أبوا[5]. ومن ناحية أخرى، في سنة 1985م، نشر جيمس إي بيلامي (James A. Bellamy) بحثًا جديدًا، أو قراءة جديدة لنقش النَّمارة، وأمَّا منفريد كروب (Manfred Kropp) نشر قراءة أخرى في سنة 2006م. وأمَّا بالنِّسبة إلى العلماء المسلمين الَّذين اعتنوا بدراسة نقش النَّمارة، وقدموا قراءات جديدة له فهم كأمثال: عرفان شهيد في سنة 1985، وسعد الدِّين أبو الحب في سنة 2013م، وزكريا محمَّد في 2015م. ومن هذه المعطيات، يتجلَّى لنا الأمر أنَّ قراءة زكريا محمَّد لنقش النَّمارة هي أحدث القراءات، وقد استفاد كثيرًا من قراءات الباحثين السَّابقين.

شكل رقم (1) رسم لنقش النَّمارة[6]
في شكل (1) يظهر لنا صورة نقش النَّمارة بالحروف النَّبطيَّة. وفي الأسفل سيسرد البحث النَّصّين الجديدين الْمُتَرْجَمين إلى الحروف العربيَّة، والحروف العربيَّة الحديثة للمؤلف سعد الدِّين أبي الحب بعد إضافة حروف الألف، والحركات، وحذف الواو النَّبطيَّة، وبعد إضافة الفوارز والنِّقاط لتسهيل قراءة النَّصّ[7].

جدول رقم (1) النَّصّ الجديد الْمُتَرجَم إلى اللغة العربيَّة[8]
تي نفس مرء لقيس بر عمرو ملك العرب كله ذو اسد التج
وملك الاسدين ونزرو وملوكهمو هرب مذحجو عكدي وجء
يزجه في رتج نجرن مدينت شمرو ملك معدو وبين بنيه
الشعوب ووكلهن فرسنولروم فلم يبلغ ملك مبلغه
عكدي هلك سنت 223 يوم 7 بكسلول يلسعد ذو ولده


جدول رقم (2) النَّصّ الجديد الْمُتَرجَم إلى اللغة العربيَّة الحديثة[9]
تَيا نَفسُ امرؤ القيس بن عَمْرو، مَلِكُ العَربِ كلها، ذو أسَد التاج،
ومَلِكُ الأسَديين ونَزارٍ ومُلوكَهُمو. هَرَّبَ مِذْحِج عكْدي، وجاءَ
يزُجُّها في رُتِجِ نَجران، مدينةُ شِمْر، مَلِكُ مَعَدٍ، وبَيّنَ بَنيها
الشعوب، ووكلهنَّ فُرْسانو الروم، فَلمْ يبلغْ مَلِكٌ مَبلَغَه.
عكْدي هَلكَ سَنَة 223 يَومْ 7 بكسلولْ ، يالِسَعْدِ ذو وَلَدَه.
وفضلًا عن قراءة سعد الدِّين أبي الحب الجديدة لنقش النَّمارة، قد قام زكريا محمَّد بنفس العمل بناء على ترجمة المستشرق دوسو (Dussaud) قديمًا، وصورة النَّقش كالآتي:

شكل رقم (2) نقش النَّمارة لدوسو[10] (Dussaud)
جدول رقم (3) وهذا نص النَّقش باللُّغة العربيَّة القديمة حسب قراءة دوسو[11] (Dussaud)

تي نفس امرء القيس بر عمرو ملك العرب كله ذو أسر التاج
وملك الأسدين ونزارو وملوكهم وهرّب مذحجو عكدى وجاء
بزجاي في حبج نجران مدينت شمرو ملك معدو وبين بنيه
الشعوب ووكلهم فارسو لروم فلم يبلغ ملك مبلغه
عكدي هلك سنة 223 يوم 7 بكسلول بالسعد ذو ولده.

جدول رقم (4) النَّصُّ الأسفل هو نصُّ نقش امرئ القيس حسب قراءة زكريا محمَّد[12]
تي نفس امرء القيس بر عمرو ملك الغرب له ذو أسر التاج
وملك الأسديين ونزارو، وملوكهم، وهُراب مذحجو عكدي، وجا
بزجه في رتج نجران، مدينة شمرو ملك معدو. وبزل بيبة
ووكلهم فرسوا للدوم فلم يبلغ ملك مبلغه
ثم حُمّ الهلاك سنة 328 في السابع كسلول. فالعزاء لنسله

مقارنة بين قراءة زكريا محمَّد لنقش النَّمارة وقراءة المستشرقين والعلماء المسلمين
يرى زكريا محمَّد أنَّ قراءة دوسو (Dussaud) تعكس تخيُّلات الباحثين حوله، وحول ومملكته، والصُّورة الَّتي صوَّرها دوسو غير حقيقية، وكما يفحص إن كانت هذه القراءة المبتدعة ناجمة من بندين[13]؛ أولُّه: أخطاء القراءة، والفهم النَّاتج من القدرة الضَّعيفة للباحثين الغربيِّين على فهم دقائق اللُّغة العربيَّة، وتركيباتها المعقَّدة، وعلى إدراك غنى جذورها، وتعدُّد معاني هذه الجذور، وثانيه: تخيُّل دوسو (Dussaud) في تحديد صاحب النَّقش. فإن دوسو (Dussaud) قد عدَّ بأنَّ امرأ القيس بن عمرو الملك العربي كما ورد في قراءته للنَّقش «ملك العرب كله»، وأكَّد دوسو (Dussaud) لنا أنَّ هذا الملك هو ذاته ملك الحيرة الأسطوري، ومن هنا أبرز شخصيَّة الملك من كتاب الأسطورة فجأة إلى كتاب التَّاريخ، بفعل نقش لا نظير له الَّذي عثر في الشَّام لا في جنوب وسط العراق، ولا في الجزيرة العربيَّة. وهذا ما وافقه جواد علي وقدَّم تبريرًا لقضيَّة دفن امرئ القيس في موضع النَّمارة، أنَّ امرئ القيس كان في بلاد الشام حين وفاته، وذلك لأنَّه كان من حزب بهرام الثَّالث، وممَّن أيَّدوا بهرام، وحين وقوع الخلاف على العرش بين الفرس، ظهر دعمه، وانتصاره لنرسي (293-302م) (293-303م)، وقد خرج امرؤ القيس عن العراق، وتوجَّه إلى بلاد الشَّام، فنزل هناك، وغيَّر ميله إلى الرُّوم فأيَّدوه، وأقرَّوه على عرب بلاد الشَّام، ومن هنا قد عمل امرؤ القيس لكليهما: الفرس والروم[14].
ولكن مع مرور الزَّمن، أشار زكريا محمَّد إلى إثبات تعديل قراءة النَّقش، كما حدثت فيه تطوُّرات عديدة، وذلك للأمور الأربعة[15]: ظهرت التَّحسينات المستمرِّة على قراءة رينيه دوسو (Rene Dussaud)، وتكون هذه التَّحسينات متراكمة بالتَّدريج، وذلك يؤدِّي إلى درجة كأنَّ قراءة دوسو (Dussaud) كاد أن يفقد تماسكه. والأمر الثَّاني أنَّ الصُّور الجيِّدة متوفرة بين أيدي الباحثين، بالتَّالي، لم يكونوا معتمدين على تقصِّي دوسو (Dussaud) لقراءة النَّقش والنَّسخة المضغوطة الَّتي أخرجها. وثالثها، تتزايد أعداد الباحثين الَّذين يتلمَّسون النَّقش بأيديهم، ويتبصرون بأعينهم في متحف اللوفر (Musée du Louvre) بباريس. وكان العدد أقلَّ بكثير سابقًا، وكذلك الأمر الرَّابع يبدو أنَّ زيادة الاعتناء الكبير ببداية الإسلام (الإسلام المبكر)، الَّذي أوصل إلى مضاعفة الاعتناء بالنُّقوش العربيَّة قبل الإسلام. واعتمادًا على هذه الأمور الأربعة، تظهر القراءة الجديدة للنَّقش، والصُّورة المختلفة لشخصيَّة امرئ القيس، بعدِّه بطل مشاريع مدنيَّة، وليس بطل مشاريع حربيَّة.
وفضلًا عن ذلك، فقد قسَّم زكريا محمَّد النَّصّ إلى الموضوعات من أجل حسن استيعابه. وقد اقترح أنَّ موضوعات النَّصّ تتطرَّق إلى أربعة بنود مهمَّة؛ وهي[16]: البند الأوَّل هو التَّقدمة حيث أراد كاتب النَّقش أن يعطي القارئ فكرة عن من يكون امرؤ القيس في السَّطر الأوَّل كله؛ والبند الثَّاني الَّذي يكون في السَّطرين الثَّاني والثَّالث إلَّا الكلمتين الأخيرتين في السَّطر الثَّالث، يوضح لنا مجال سيطرة هذا الملك؛ والبند الثَّالث هو إنجاز حكم امرئ القيس لمدَّة محدّدة الَّذي يظهر في نهاية السَّطر الثَّالث إلى نهاية السَّطر الرَّابع، ويرى زكريا محمَّد أنَّ هذه المنطقة كانت أكثر إبهامًا، وعصيانًا بالنِّسبة للباحثين. وأخيرًا، البند الرَّابع هو ما يحدِّد نهاية امرئ القيس، وتاريخها المورود في السَّطر الخامس كله.

والآن سيناقش البحث نصَّ النَّقش سطرًا سطرًا مع مقارنة بين قراءة جديدة من زكريا محمَّد، وقراءات الباحثين الَّذين سبقوه من المستشرقين، مثل: رينيه دوسو (Rene Dussaud) جيمس إي بيلامي (James A. Bellamy)، ومنفريد كروب (Manfred Kropp)، ومن العلماء المسلمين، مثل: سعد الدِّين أبو الحب، وعرفان شهيد. والجدير بالبيان، لقد أشار زكريا محمَّد إلى أنَّه استند أساسًا إلى عرض بيلامي (Bellamy) المفصَّل للقراءات المقترحة الَّتي قدَّمت للكلمات المبهمَّة في النَّقش؛ لأن عرضه مفصَّل، ومهم لمن يريد قراءة النَّقش[17]. ومن ناحية أخرى، مقترحاته الَّتي تطرَّق إليها لحلِّ بعض الغوامض غير سديدة في أغلب الأحيان. وعلى الرَّغم من ذلك، فبعض هذه المقترحات كان شديد الأهميَّة إذ أدى إلى إمكانيَّة كسر استفراد قراءة دوسو (Dussaud). وبالنِّسبة إلى السَّطر الأوَّل لقراءة دوسو (Dussaud)، وهو كما يلي:

1- تي نفس امرء القيس بر عمرو ملك العرب كله ذو أسر التاج
ومعنى السَّطر هو هذا قبر امرئ القيس بن عمرو، ملك العرب كله، حاصل على التَّاج. وكما يبدو أنَّ هناك تأثيرات بسيطة للنَّبطيَّة على لغة السَّطر، لاستخدامه كلمة (بر) بدلًا من (بن)، ولكن هناك احتمال أن (بر) كتبت كصيغة، ولكنَّها كانت تنطق بـ(بن) فعليًا، وكذلك وردت الواو النَّبطيَّة في الاسم (عمرو) وهو تأثير ممتد إلى السَّطر الثَّاني حيث هناك الواو في آخر الأسماء البسيطة؛ ومن أمثلتها: مذحجو وشمرو[18]. ويلحظ أنَّ في الكتابة العربيَّة اللَّاحقة قد حذفت هذه الواو، ولم يوجد أيُّ أثر لها إلَّا في الاسم (عمرو) لتفريق بينه، وبين الاسم (عمر). ويرى زكريا محمَّد أنَّ استخدام كلمة (نفس) في النَّقش ما زال مضطربًا، إذ ما المراد بـ(نفس) هنا، هل هي تراد القبر أم الضَّريح؟ وإذا أريدت إحداهما، لماذا تكون كلمة القبر، أم الضَّريح مؤنثًا؛ لأنَّ (تي) اسم إشارة للمؤنث[19]. وانطلاقًا من هذا الأساس تجلَّى الأمر أنَّ كلمة (نفس) في النَّفس ما زالت غموضًا، ولكن لم تؤثِّر مفهوم النَّصِّ كليًا.
ثمَّ سيناقش البحث أهمَّ جملة في السَّطر، ونصِّ النَّقش كله، وهي كما قرأه دوسو (Dussaud) (ملك العرب كله). وإذا افترضنا أنَّ نصَّ النَّقش نصٌّ كلاسيكي، فإنَّه لاستحال أن تكون جملة النَّصِّ (ملك العرب كله)، لأنَّ (العرب) كلمة مؤنثة، ويجب أن تكون ضمير (كله) تعود إلى (العرب)، والأصحُّ أن تكون الجملة (كلها)، وليست (كله) بالضَّمير المذكَّر للهاء. هذا الخطأ اللُّغوي يعطي الفكرة لإعادة قراءة كلمة (العرب)، أو (كله)، ويبدو أن لا مجال للباحثين لإعادتها، إلَّا أنَّهم افترضوا أنَّ لغة النَّقش ليست عربيَّة، أم عربيَّة ركيكة. والاحتمال بأنَّ لغة النَّقش ليست عربيَّة كلاسيكية بعيدًا من الواقع حيث ترد في النَّصِّ الجملة الفصيحة، مثل: (فلم يبلغ ملك مبلغه). ويلحظ أنَّ هذه الجملة ليست عربيَّة فقط، بل جملة مركَّبة على نمط الشِّعر الجاهلي، والنَّمط القرآني. وأمَّا الاحتمال بأنَّ لغة النَّقش لغة عربيَّة ركيكة، فهو يؤدِّي إلى مخالفة المنطق اللُّغوي، فهل كلَّما مرَّ على الباحثين كلمات، شقَّت عليهم استيعابها، فيُعدُّون بأنَّ لغة النَّقش لغة عربيَّة ركيكة؟ ومن ثمَّ سيكون هذا الأمر لا نهاية له.
وبجانب ذلك، ذكر زكريا محمَّد أن بيلامي (Bellamy) قدّم تحقيقًا مهمًّا لقراءة دوسو (Dussaud)، حيث غيَّر بيلامي (Bellamy) الجمل (ملك العرب كله) إلى (ملك العرب لقبه ذو أسد ومذحج)، وإنَّ كلمة (ذو) بمعنى صاحب هي المعنى الأساس الَّذي يسير على القاعدة العربيَّة، بينما كانت قراءة دوسو (Dussaud) (ملك العرب كله الَّذي أسر التَّاج)؛ أي: (ذو) بمعنى (الَّذي) شاذَّة، ولم تسر مع القاعدة العربيَّة[20]. وقد ورد في لسان العرب أنَّ ذو بمعنى صاحب كما قال اللَّيث: «ذو اسم ناقص وتفسيره صاحب ذلك»[21]، ومثال ذلك: رجل ذو أخلاق أي صاحب أخلاق، والتثنية ذوان، والجمع ذوون. ومن ناحية أخرى، ثمَّة معنى آخر لـ(ذو) الَّتي في لغة طيء تُراد بها (الَّذي)؛ نحو: ذو قال وذو سمعت، وتستوي فيها التَّثنية، والجمع والتَّأنيث[22]. ولكن ألغى بيلامي (Bellamy) التَّناقض اللُّغوي في (ملك العرب كله)، وأزاح الجملة إلى (ملك العرب ولقبه ذو أسد ومذحج)، وذلك جعل النَّصَّ غير متماسك وضعيفًا، إذ كيف صرَّح بأنَّ امرأ القيس (ملك العرب كله)، ثم ذكر (أسد ومذحج) فقط. ومن ثمَّ، يرى زكريا محمَّد أنَّ قراءة بيلامي (Bellamy) خصَّصت امرأ القيس صاحب أسد، ومذحج فقط دون سائر قبائل العرب، لذا، يرى لزامًا أن يبقى النَّصُّ بـــــ(كله) ولم يُغَيَّر إلى (ولقبه ذو أسد ومذحج).

وأمَّا بالنِّسبة إلى سعد الدِّين أبو الحب، فقد اقترح بأنَّ كلمة (كله) لا بدَّ من إضافة الألف في نهاية جملة (ملك العرب كله) لتسير مع القاعدة اللُّغوية العربيَّة، ومن هنا صارت الجملة (ملك العرب كلها)[23]. ولكن قد ردَّ ذلك الرَّأي زكريا محمَّد حيث يرى أنَّ نصَّ النَّقش يُكتب (كله) بوضوح، وافتراض بأنَّ الألف سقطت من النَّصِّ، وتغيَّرت إلى فتحة غير سديد. وأقرَّ بأنَّ الألف قد تسقط في النُّقوش العربيَّة القديمة، مثل كلمة (نزار) في نصِّ النَّقش الَّتي كتبت (نزرو)، غير أنَّ سقوطها في هذه الحالة لا يمكن، لأنَّ الألف هنا هي التَّمييز بين التَّذكير، والتَّأنيث، وإسقاطها في كلام عربي فصيح لا يصحُّ[24]. وأتى بسؤال مثير لتبرير آرائه، وهو هل الملك هو ملك العرب كله، أم ملك الغرب كله؟ وذكر زكريا محمَّد أنَّ مانفريد كروب (Manfred Kropp)، قد جاء باقتراح ممتاز حيث عللَّ كروب (Kropp)، أنَّ كلمة (العرب) هي الَّتي يجب إعادتها، واقترح بأنَّ الصَّحيح: (ملك الغرب كله)، غير أنَّه لم يثق برأيه فلم يأت بهذا الاقتراح في ترجمته[25].

ومن المعلوم أنَّ الأبجديَّة النَّبطيَّة تشتمل على 22 صوتًا، بينما الأبجديَّة العربيَّة تشتمل على 28 صوتًا، وهذا يعني أنَّ هناك ستَّة أصوات عربيَّة لا تتمثَّل في الكتابة النَّبطيَّة، وعند كتابة نصٍّ عربي بالأبجديَّة النَّبطيَّة، تتمثَّل بعض الأصوات النَّبطيَّة مهمَّة صوتين عربيَّتين. وعلى هذا، يمكن قراءة حرف العين النَّبطي صوت العين، والغين العربيَّتين معًا.
وفي جدول رقم (5) يوضح لنا الحروف النَّبطيَّة، وأشكال حروف الجزم الأوَّلى، وحروف المسند بمختلف فروعها مع عرض تطابق هذه الحروف بالحروف العربيَّة الحديثة[26]. ويستفيد البحث بهذا الجدول من إحدى المؤلَّفات لسعد الدِّين أبو الحب، مع العلم بأنَّ المؤلف وضع هذا الجدول من خلال دراساته السَّابقة.

جدول رقم (5) المقارنة بين الحروف العربيَّة الحديثة والحروف النَّبطيَّة وغيرها
وهذا صلب الأمر الَّذي أشار إليه كروب (Kropp) لاقتراحه إعادة قراءة (ملك العرب كله) إلى (ملك الغرب كله)[27]. وقد وافق زكريا محمَّد باقتراح كروب (Kropp)، ويلحظ أنَّ حين ذكر كروب (Kropp) (الغرب)، تتطابق الجملة مع ذاتها بتطابق المذكَّر في (ملك الغرب)، والمذكر في (كله)، ولكن قد يتبادر في الذِّهن هذه التَّساؤلات: أين تكون هذه المنطقة الَّتي تقع في الغرب من الهلال الخصيب، والَّتي حكمها امرؤ القيس؟ وما المراد بـ(ملك غربي الهلال الخصيب كلِّه)؟ ولماذا لا تكون المنطقة غربي الجزيرة العربيَّة؛ لأنَّ الشَّام هي مملكة الرَّجل الَّتي تقع غربي الجزيرة العربيَّة؟ وقد عرض زكريا محمَّد أنَّ هناك حديث غريب من النَّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) فُسِّر على أنَّ أهل الغرب يراد بأهل الشَّام: (لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحقِّ)، وقد علَّق عبد السَّلام علُّوش في [باب الغين مع الرَّاء] من كتابه «الَّذيل على النِّهاية في غريب الحديث والأثر»، بأنَّ المراد بأهل الغرب هم أهل الشَّام لأنَّ منطقتهم في غرب الحجاز.[28]

- وبناء على هذا، ذهب زكريا محمَّد إلى الأخذ باقتراح كروب (Kropp)، مع القيام بتعديله قليلًا حيث يرى أنَّ الحديث عن الشَّام كلِّها يعطي الانطباع بملك امبراطوري، يسيطر على العرب في غربي الشَّام، وهذا الاقتراح يصعب قبوله، لأنَّ السِّياسة الرُّومانيَّة، والبيزنطيَّة عمومًا كانت تستند إلى ملوك صغار، أي شيوخ قبائل، وحكَّامها يحكمون على مناطق محدودة تصل إلى درجة لا تمكِّنهم أن يتبادروا فكرة الاستقلال[29]. ويرى زكريا محمَّد أنَّ جملة (ملك الغرب كله) صحيحة، غير أنَّها لا تقصد بنقيض الشَّرق، وإنما تقصد بحدِّ الشَّيء، أي طرَفه، ونهايته، وحرْفه، فالحدُّ كما ذكره ابن منظور في لسان العرب: «الفصل بين شيئين لئلَّا يختلط أحدهما بالآخر، أو لئلَّا يتعدَّى أحدهما على الآخر، وجمعه حدود»، «والفصل بين كلِّ شيئين» هو «حدٌّ بينهما»، وكذلك «منتهى كلِّ شيء» هو «حدُّه»، ومثاله أيضًا: «أحدُّ حدود الأرضين وحدود الحرم»[30]. وقد أخرج الطَّبراني، وأبو يعلى، والبراز، وغيرهم عن ابن مسعود موقوفًا في وصف القرآن: «إنَّ هذا القرآن ليس له حرف إلَّا له حدٌّ، ولكلِّ حدٍّ مطلع»[31].

وأمَّا بالنِّسبة إلى معنى الغرب، فقد ورد أيضًا في لسان العرب أنَّه يعني «حدَّ كلِّ شيء»، «وغرب كلِّ شيء حدُّه، وكذلك غرابه»، كما جاء في الصِّحاح أنَّ غرب كلِّ شيء يعني حدَّه[32]. وكذلك ما عرَّفه صاحب معجم مقاييس اللُّغة بأنَّ الغرب هو حدُّ الشَّيء، ومثال ذلك: هذا غرب السَّيف أي: حدُّه[33]. ومن هنا، يُلحظ أنَّ ما سلكه كروب (Kropp)، وزكريا محمَّد في إتيان معنى آخر لـ(الغرب) صحيح وسديد، إذ إنَّه مُستنَد بالأدلة من المعاجم العربيَّة، فكان امرؤ القيس (ملك الغرب كله) أي: ملك المنطقة الحدودية، وهذا الافتراض يتوافق مع المصطلح الرُّوماني (Limes Arabicus) الَّذي يُطلق على حزام روماني بيزنطي طويل من أجل الحفاظ على مناطقهم من هجمات القبائل العربيَّة داخل الجزيرة العربيَّة، وذكر جلين وارين باورسوكس (Glen Warren Bowersock) أنَّ هذا حزام الأمن يكون في منطقة رومانيَّة بعقبة حتَّى جنوب شرقي سوريا[34]. وبناء على هذا الأساس، يُفترض أنَّ امرأ القيس كان ملكًا لمنطقة حدوديَّة منها النَّمارة، وتدخل في مُلكه أيضًا القبائل الَّتي يسردها نصُّ النَّقش في السَّطرين الثَّاني والثَّالث. ومن خلال هذه القراءة الَّتي قدَّمها زكريا محمَّد، تتطابق كلمتا (الغرب)، و(كله) من حيث الجنس والعدد، والأمر الَّذي يهمُّ البحث بأكثر هو توافق نصِّ النَّقش مع الحقيقة السِّياسيَّة التَّاريخية المعروفة بالحزام الأمني الرُّوماني، وكما أنَّه يتوافق مع موقع النَّمارة ذاتها الَّذي يقع في غرب بادية الشَّام أي: حدِّها تقريبًا.
والجدير بالانتباه أنَّ هناك قضية مهمَّة مشوَّهة تتعلَق بامرئ القيس ألا وهي عدَّ النَّاس بأنَّه ملك الحيرة، والسُّؤال الَّذي يتبادر إلى الذِّهن هو: كيف تكون مقبرة ملك مقرَّه الرَّسمي في الحيرة جنوبي الوسط العراق، حيث يحكم الفرس، في أرض الشَّام، حيث يحكم الرُّومانيين البيزنطيِّين؟ إنَّ هذا الأمر لعجيب. ودوسو (Dussaud) نفسه قد أقرَّ بأنَّ لمن العجب مركز ملك جميع العرب، الَّذي يستمدُّ سلطانه من ملوك الفرس، ولكنَّه في الوقت نفسه حليف لروما، غير أنَّه سرعان ما تجاهل هذه الفكرة حيث برَّر أنَّها كانت متوافقة تمامًا مع تلك السِّياسة المتذبذبة للشَّرقيِّين مع المركز الخاص للعرب الرُّحل في بادية الشَّام[35]. وهناك كثير من الباحثين الَّذين حاولوا كلَّ المحاولة في إثبات إمكانيَّة جمع بين الفرس، والرُّوم في سلَّة واحدة، ومثاله الباحث الشَّهير، عرفان شهيد الَّذي بيدو أنَّه يؤكد ما قاله دوسو [36](Dussaud)، بأن امرأ القيس في نقش النَّمارة ليس سوى ملك الحيرة اللَّخمي كما ذكره هشام الكلبي[37]، ويرى أنَّه لا شكَّ في ما يخصُّ هويَّة (ملك العرب كلها) اعتمادًا على التَّأكيد الإبيغرافي-الأدبي. وكذلك يرى عرفان شهيد أنَّ امرأ القيس كان أوَّل من اعتنق المسيحيَّة من الحكام اللخميين مثلما ذهب إليه هشام الكلبي.[38] وبناء على هذا الأساس فقد تجلَّى الأمر كما افترضه عرفان شهيد ودوسو (Dussaud)، بأنَّ الفرس غضبوا على امرئ القيس بن عمرو باعتناقه المسيحيَّة ديانة أعداء الفرس، فاضطُرَّ امرئ القيس إلى اللُّجوء إلى الروم في بلاد الشَّام[39]. وهذا ما وافقه جواد علي، وقدَّم تبريرًا لقضيَّة دفن امرئ القيس في موضع النَّمارة، أنَّ امرأ القيس كان في بلاد الشَّام حين وفاته، وذلك لأنَّه كان من حزب بهرام الثَّالث، وممَّن أيّدوا بهرام، وحين وقوع الخلاف على العرش بين الفرس، ظهر دعمه وانتصاره لنرسي (293-302م) (293-303م)، وقد خرج امرؤ القيس من العراق، وتوجَّه إلى بلاد الشام، فنزل هناك، وغيَّر ميله إلى الرُّوم؛ فأيَّدوه، وأقرُّوه على عرب بلاد الشَّام، ومن هنا قد عمل امرؤ القيس لكليهما الفرس والرُّوم[40]. ولكن ردَّ زكريا محمَّد هذا الافتراض إذ لم يذكر هشام الكلبي لجوء امرئ القيس إلى بلاد الشَّام، ولا سيما نقش النَّمارة لم يشر إلى أيِّ رمز، أو إشارة تدلُّ على مسيحية امرئ القيس[41]. وفضلًا عن ذلك، اعترف عرفان شهيد نفسه بأنَّ النَّقش على قبر ملك عربي كبير لم يعلن صراحة تحوُّل الملك من وثنية ديانة الفرس إلى النَّصرانيَّة[42]. ومن هنا، يلحظ أنَّ عرفان شهيد تجاهل هذه الحادثة الخطيرة المفترضة، فاضطرَّ إلى القيام بمحاولة جمع الفرس، والرُّوم في سلَّة واحدة غير أنَّ محاولته فاشلة لتبرير غياب أيِّ دليل، أو رمز يدل على تحوُّل امرئ القيس من ديانة الفرس إلى المسيحيَّة. والأمر الأعجب هو عدم ذكر الرُّوم حادثة تحوُّل ديانة امرئ القيس بن عمرو، ومن المنطقي أنَّهم كانوا يرحِّبون كلَّ التَّرحيب حادثة اعتناق ملك عربي شهير لديانتهم، ولجوئه إلى المنطقة الرُّومانيَّة خاصَّة في سياق صراعهم، وتنافسهم مع الفرس، ولهذا، يرى زكريا محمَّد لزامًا أن تُلغى الرِّوايات شبه الأسطورية لهشام الكلبي بخصوص اعتناق امرئ القيس المسيحيَّة، وكذلك تبريرات عرفان شهيد لغياب الذِّكر عن حادثة تحوُّل ديانة ملك عربي إلى النَّصّرانية في المصادر الرُّومانية البيزنطيَّة[43].

وبجانب ذلك، يفترض زكريا محمَّد أنَّ التَّحسينات على قراءة النَّصِّ أخذت تشير إلى عدم وجود اسم الفرس في النَّصّ أصلًا، كما سوف يكتشف قارئ النَّصِّ أنَّ الرُّوم أنفسهم كانوا غير مذكورين في النَّقش مباشرة[44]. فإنَّ الدَّليل الملموس، والحجَّة الأقوى لمن وثق بأنَّ امرأ القيس بن عمرو بن عدي هو ملك الحيرة ذاته، فقد فهم بكلمة (التَّاج) في التَّعبير المبهم (ذو أسر التَّاج) أنَّها تُراد بالَّذي حاز على التَّاج، أو الَّذي كُلِّل بالتَّاج. وقد ذكر دوسو (Dussaud) ملاحظة الأستاذ كليرمون جانو (Clermont-Ganneau)، بأنَّ كلمة (التَّاج) مظهر من مظاهر السُّلطان العربي الَّذي تأسَّس تحت الرِّعاية الفارسيَّة، وكذلك خلُص بأنَّ ملكًا عربيًّا ذكر عام 328 ميلادية قد أُلبِس التَّاج، فلا بدَّ أن يكون قد تسلَّم تاجه إلَّا من الفرس، وبالتَّالي فامرؤ القيس بن عمرو استمدَّ سيطرته من ملك الفرس؛ ولذلك يجزم بأنَّه ملك الحيرة الَّذي يُسمَّى بهذا الاسم[45]. وفضلًا عن ذلك، يرى زكريا محمَّد أيضًا أنَّ جواد علي اعتقد بأنَّ امرأ القيس في نقش النَّمارة هو ملك الحيرة كما كان قول دوسو (Dussaud)، خاصَّة في أمر التَّاج بلا شك حيث قد فسَّر جواد علي أنَّ كلمة (تاج) كلمة معرَّبة مأخوذة من الألفاظ الفارسيَّة، من أصل (تاك)، ولما كان هذا ملكًا عربيًا، فهو إذن امرؤ القيس ملك الحيرة[46].

وعلاوة على ذلك، استمرَّ زكريا محمَّد في نقد رأي عرفان شهيد بخصوص فكرة (التَّاج)، وهو قائل: «غير أنَّ عرفان شهيد أخذ فكرة (التَّاج) إلى مدى أبعد. فيما أنَّ السَّطر الثَّاني يقول حسب القراءة السَّائدة: (ملك الأسدين ونزار، وملوكهم). بالتَّالي، فامرؤ القيس إذن (ملك الملوك)، أي (شاهنشاه) مثله مثل ملوك الفرس»[47]. وأمَّا رأي البحث في هذه القضية فيذهب إلى أنَّ زكريا محمَّد قد بالغ في تفسير قول عرفان شهيد بخصوص (ملك الأسدين ونزار، وملوكهم)، لأنَّ إيراد ذلك أنَّ امرأ القيس استعمل لقب (ملوكهم)، أي ملك الملوك كما استعمله ملوك الفرس في لقبهم، ولمَّا ذهب عرفان شهيد إلى أنَّ امرأ القيس استمدَّ سلطانه من الفرس، فلا غرو في أنَّ امرأ القيس استعمل لقب ملوك الفرس أيضًا. وقد أورد عرفان شهيد في مقال آخر له أنَّ التَّاج، ولقب basileus[48] لدى ملوك الرُّوم له تأثير فارسي[49]. وعلى هذا، يرى البحث أنَّ ما ذكره زكريا محمَّد في هذه القضيَّة أمر تافه، ولا حاجة إلى نقاش طويل.
وبعد أن علَّق زكريا محمَّد على آراء الباحثين الآخرين حول تفسير عبارة (ذو أسر التَّاج)، قدَّم اقتراحه أنَّ (ذو) في الجملة لا تعني الَّذي، كما يرى أنَّ كلمة (ملوكهم) لا تعني زعماءهم وقادتهم. والأمر الَّذي يهمُّ باحثي نقوش النَّمارة أنَّ هناك مصطلح (أسر تاج) في اللُّغة النَّبطيَّة، وهو مماثل لعبارة (أسر التاَّج) في النَّقش. وفوق ذلك، فإنَّ هذا المصطلح مماثل جدًّا بقراءة بيلامي(Bellamy) (أسد تاج)، أي أنَّه لم يمل إلى قراءة (ال) التَّعريف في الكلمة، ويراد تفسير مصطلح (أسر تاج)، بأنَّه وظيفة محدَّدة، تشابه حاكم مدينة، أو منطقة[50]، واستدلَّ زكريا محمَّد هذا المصطلح بما ورد في البحث عن عشرة من نقوش مدينة الحجر النَّبطيَّة، الَّذي قدَّمه سليمان عبد الرَّحمن الذييب: «وورد في هذه المجموعة اسمان لوظيفتين إداريَّتين؛ الأوَّلى: أ س ر ت ا ج (الوالي، الحاكم)، الَّتي جاءت في عشرة نصوص...»[51]. ولذلك، اقتنع زكريا محمَّد أنَّ (أسر تاج) مصطلح إداري نبطي، ولا يُعْرَف معناه الدَّقيق بالضَّبط، ولكنَّه اسم لوظيفة إداريَّة محدَّدة، أو منصب رفيع في الدَّولة. ومن الجدير بالانتباه، إنَّه لمن العجب أنَّ زكريا محمَّد أخطأ في كتابة مصطلح (أسر تاج) إذ كتبه بـ(أ س ر ت ا ج)، أي: الحرف الأوَّل همزة قطع، والحرف الأخير الجيم، وما قبله الألف، وإنَّما كتابة سليمان عبد الرَّحمن الَّذييب الَّذي احتجَّ زكريا محمَّد برأيه هي (ا س ر ت ج ا)، أي: الحرف الأوَّل هو همزة وصل، وليس بهمزة قطع، والحرف الأخير هو الألف، وليس الجيم. وعلى هذا، يدهش الأمر الباحثة إذ لماذا لم يدقِّق، أو ينتبه الباحث كمثل زكريا محمَّد قبل تقديم كتابه؟ وقد قامت الباحثة بفحص مصطلح ( ا س ر ت ج ا) الَّذي يريد به زكريا محمَّد بـ(أسر تاج)، والَّذي يعني منصبًا إداريًّا نبطيًّا، فيلحظ أنَّ كلَّ المصطلح من زكريا محمَّد على شكل (أسر تاج)، وليس (ا س ر ت ج ا)، وفي حين آخر، دقَّقت الباحثة كتابة المصطلح من المصدر[52] الَّذي استخدمه سليمان عبد الرحمن الذييب في تقديم ترجمته لنصوص نقوش الحجر النَّبطيَّة، فوجدت أنَّها مكتوبة بـ( ا س ر ت ج ا) أيضًا، وليس (أ س ر ت ا ج) كما سرده زكريا محمَّد. وانطلاقًا من هذه المعطيات، ترى الباحثة أنَّ من المحتمل أنَّ زكريا محمَّد تجاهل شكل كتابة هذا المصطلح، ليبرِّر رأيه، وليقتنع الباحثين الآخرين بما قدَّمه من قراءة جديدة لنقش النَّمارة، وإذا كان الأمر صحيحًا فهذا لا يجوز لأنَّه يجب على الباحث العلمي أن يتَّصف بالإنصاف، وأن يتحلَّى بالأمانة العلميَّة. وربما كان زكريا محمَّد لم يقصد بتجاهل شكل كتابة مصطلح (ا س ر ت ج ا)، بل من المحتمل أنَّه افترض بأنَّ (ا س ر ت ج ا)، و(أ س ر ت ا ج)، سواء فلا حاجة إلى بيان طويل في كتابه، إذ ليس هناك أيًا كان من الباحثين يمكن أن يثبت صحَّة كتابة، وقراءة نقش النَّمارة بإطلاق لاستحالة الأمر. وهذا السَّبب لأنَّ كلَّ باحثي نقش النَّمارة منذ بداية زمن اكتشافه على يديِّ رنيه دوسو (Rene Dussaud)، وفريديريك ماكلر (Frederic Macler) حتَّى أن وصل إلى الزَّمن الحاضر لم يعيشوا، أو لم يعاصروا زمن تدوين النَّقش، وكلهم إذن افترضوا، وأقاموا بإعادة قراءة النَّقش حسب اعقادهم، وعلومهم، وافتراضاتهم. وهكذا، فقد عرض البحث بعض احتمالات في تفسير عبارة (ذو أسر التَّاج) من قبل عرفان شهيد، وسليمان عبد الرحمن الذييب، وزكريا محمَّد باعتماد على قراءة دوسو (Dussaud). فممَّا يُلحظ أنَّ عرفان شهيد قد سار على مسلك دوسو (Dussaud)، حيث يرى أنَّ عبارة (ذو أسر التاج) يعني الَّذي نال، أو حاز التَّاج من الفارسيَّة، فأمَّا زكريا محمَّد فذهب إلى إعادة قراءة عبارة (ذو أسر التَّاج) إلى (ذو أسر تاج)؛ أي: ذو بمعنى صاحب، ومصطلح (أسر تاج) يرجع إلى وظيفة إداريَّة نبطيَّة؛ أي: الوالي أو الحاكم، وفوق ذلك يرى أن كان من الأفضل أن تكون عبارة (ذو أسر تاج) تعني (صاحب الولاية)، أو (صاحب الرِّئاسة)، فالملك العربي عنده موظف عسكري عند الرُّوم، وليس عند الفرس[53]. غير أنَّه أخطأ في كتابة شكل المصطلح حيث غيَّر من (ا س ر ت ج ا) إلى (أسر تاج) مع أنَّه اعتمد على رأي سليمان عبد الرَّحمن الَّذييب في تفسيره.

2- وملك الأسدين ونزارو وملوكهم وهرّب مذحجو عكدى وجاء
وبعد أن عرض البحث مناقشة السَّطر الأوَّل من النَّقش، سيستمر النِّقاش إلى السُّطور الأخرى. ويرى زكريا محمَّد أن السَّطر الثَّاني، والسَّطر الثَّالث أن يُقرَءا معًا، وقراءتهما حسب اعتقاده كالآتي[54]:
- وملك الأسديين ونزارو، وملوكهم، وهرب مذحجو عكدي، وجا
- بزجه (بزجي) في رتج نجران، مدينة شمرو ملك معدو. وبزل بيبة
وفيهما يبين كاتب النَّقش القبائل الَّتي كانت تحت سيطرة الملك العربي امرئ القيس، وإنَّ الكلمة الثَّانية بالنسبة إلى زكريا محمَّد هي (الأسديين)؛ أي: جماعات بني أسد وقبائلها. وثمَّة من قرأ (الأسديْن) على احتمال أنَّه يراد بشعبتين من قبيلة أسد، وكذلك قرأ البعض (الأزديْن)؛ أي: شعبتين شهيرتين للأزد: أزد شنوءة وأزد عمان، ولكن الكلمة كانت مكتوبة بالسِّين ليس بالزاي. ثم جاءت الكلمة الثَّالثة (ونزارو)، فهي اسم قبائل (نزار) بلا خلاف، مع إضافة الواو النَّبطيَّة، الَّتي قد تخلصت كتابة اللُّغة العربيَّة الحديثة منها.

وقد ذكر زكريا محمَّد أنَّ كلمة (ملوكهم) في السَّطر الثَّاني، ربما لا تقصد بزعمائهم، وقادتهم وإنَّما تقصد بمصادر مياههم وآبارهم، أو أملاكهم عامَّة، بما فيها مصادر المياه. وورد في لسان العرب كلمة (ملك) بفتح الميم، وسكون اللَّام: (مَلْكٌ)؛ وبكسر الميم، وسكون اللَّام: (مِلْكٌ)؛ وبضم الميم وسكون اللَّام: (مُلْكٌ)؛ وبفتح الميم واللَّام: (مَلَكٌ) كما جاء في قول: «ولي في هذا الوادي مَلْكٌ ومِلْكٌ ومُلْكٌ ومَلَكٌ يعني مرعىً، ومشربًا، ومالًا، وغير ذلك مما تملكه، وقيل: هي البئر تحفرها، وتنفرد بها»[55]. وقال ابن بزرج كما جاء في تهذيب اللُّغة: «مِيَاهُنا مُلُوكنا، ومات فلان عن مُلوكٍ كثيرة»[56]، وكذلك ما ذُكِرَ في تاج العروس عن ثعلب: «يقال: ليس لهم مِلْكٌ مثلّثًا: إذا لم يكن لهم ماء، والجمع مُلُوكٌ»[57]. وعلى هذا، يُفهم من النَّصِّ أنَّ الملك العربي فقد حكم الأسديين، ونزارًا، وأملاكم؛ أي: مياههم. وبعد ذلك يستمرُّ النَّصُّ في سرد قبائل أخرى الَّتي حكمها امرؤ القيس. ثم أشار النَّصُّ إلى كلمة (هرب) الَّتي اعتقدها كثير من الباحثين أنَّها تعني (فرّ)؛ أي: قام امرؤ القيس بعمل حربي، وفرَّ من قبيلة مذحج إلى رتج، أو حبج، نجران، والظَّاهر أنَّ مفهوم النَّصِّ لم يتعلَّق بفرار، ولا هروب[58]. فكلمة (هرب) عند زكريا محمَّد هي اسم قبيلة ويقرأ: (هَرّاب)، وفي الحقيقة هناك أكثر من بطن قبلي بهذا الاسم، واستدل بما ذكر السَّمعاني في الأنساب عن الهرابي: «بفتح الهاء، والرَّاء المشدَّدة بعدهما الألف، وفي آخرها الباء الموحدة، هذه النِّسبة إلى هرَّاب، وهو بطن من سامة بن لؤي، وهو هراب بن صهبان بن بطنة بن سامة بن عوف ابن بني سامة بن لؤي»[59]. كما هناك هرَّاب من ذهل أيضًا: «وولد ذُهل بن الحارث: هراب بن ذهل»[60]. وكذلك هناك هراب من بني هُناءة بن مالك: «فولد خِنْزِيرُ بن أسلم: عائدًا، وعازبًا، وحاشيًا. منهم: عُقْبَةُ بن سَلْم بن نَافِع بن هِلَال بن صُهْبَان بن هَرَّاب بن عَائِد بن خِنْزِيرٍ»[61]. ومن هنا، بناء على هذا الأساس، هناك بطون قبلية شائعة باسم (هراب)، وهذا يدلُّ على أنَّ (هراب) اسم قبلي. إذن، الواو الَّتي في كلمة (هراب) بعد كلمة (وملوكهم) هي واو العطف، وهي تعطف اسم قبيلة على اسم قبيلة أخرى، وتكون القراءة هكذا: (وهراب مذحجو)، أي: (هراب قبيلة مذحج)[62]. والمراد بعبارة (وهرب مذحجو)، إن كان هناك بطن من قبيلة مذحج يُسمَّى بالهرَّاب (هرَّاب مذحج). ثم جاءت كلمة (عكدي)، وهي كلمة مبهمة جدًّا، وقد تكرَّرت مرتين في نصِّ النَّقش؛ أولها: بعد عبارة (وهراب مذحجو)، وكذلك في السَّطر الأخير من النَّصِّ. وبعد إبطال فكرة وجود مطاردة، وهروب، ذهب زكريا محمَّد إلى أنَّ كلمة (عكدي) جزء من اسم فرع لقبيلة مذحج، مع أنَّ بعض الباحثين قد فهموا من الكلمة على أنَّها بمعنى قوَّة؛ فمثلًا، جاء في القاموس المحيط (العُكدة) بضمِّ العين بمعنى القوُّة[63]. لذا، يرى زكريا محمَّد أنَّ الجملة تُقرأ هكذا: (وهراب مذحج عكدي) بصرف النَّظر عمَّا كان (عكدي) اسم منطقة، أو اسم جد قبلي، واستدلَّ بورود أسماء محدَّدة من جذر عكد، نحو: (مقاتل بن معكود)[64].

3- بزجاي في حبج نجران مدينت شمرو ملك معدو وبين بنيه
ثم جاءت في النَّصِّ الكلمة الأخيرة في السَّطر الثَّاني الَّتي تكتملها الكلمة في السَّطر التالي، وهي (وجابزجه)، وزكريا محمَّد على رأي أنَّها من اسم قبيلة أيضًا، وأنَّ الواو في أولها تعطف على اسم القبيلة السَّابق. وأمَّا قراءة دوسو (Dussaud) لها فكانت تحتمل على عدِّ أنَّها جملة كاملة، وليست مع اسم: (وجاء يزجه)؛ أي: وجاء يدفعه، وتكتمل الجملة بعبارة لحقتها: (وجاء يزجه في رتج نجران)، أي طارده إلى رتج نجران. وعلى هذا، تُفهم العبارة حسب قراءة دوسو (Dussaud): طارده إلى أبواب نجران. ومن ناحية أخرى، يظهر أن هذا الاسم (جابزجه) مركب غامض صعب التَّفسير، ولذلك افترض زكريا محمَّد أنَّ ممَّا ساعد في تفسيره إذا كان هناك الاسم (بزج) في العربيَّة، وأيَّد افتراضه بإتيان ما ورد في معجم البلدان لياقوت الحموي: «...فلحق الأصيد أبا سلمة على فرس له إلى غدير بزجّ بناحية ضرية»[65]. واحتجَّ بجريان العادة على تسمية الغدران، والعيون والمناطق باسم القبائل الَّتي تملكها؛ أي: أن هناك غديرًا باسم هذه القبيلة (غدير قبيلة بزج). وعلى هذا يكون الاحتمال قويًّا بأنَّ كلمة (جابزجه) بالباء، وليست بالياء كما يراها دوسو (Dussaud)، وربَّما تسكن هذه القبيلة حول نجران. ومن الأفضل أن يُعرِّف البحث بمفهوم كلمة (رتج)، والرَّتَجُ هي الباب العظيم، ويقال: الرِّتَاج الباب المغلق، وعليه باب صغير[66]. وقد يفهم منها أيضًا الحصن[67]، كما أشار إليه ابن منظور: «وفي الحديث ذُكر راتِجٌ بكسر التَّاء، وهو أُطُمٌ من آطام المدينة كثير الذِّكر في الحديث والمغازي»، وقد يكون معناه بالشَّعب: «الرِّتَاجَة: كلُّ شُعب ضيِّق كأنَّه أغلق من ضِيقه»، «والمَراتجُ: الطُّرق الضَّيقة»[68]. وأمَّا ابن فارس فذكر أنَّ (الرَّتَائِج) الصُّخور المتراصفةـ،[69] وهذا المعنى هو الَّذي مال إليه زكريا محمَّد، وعلى هذا، تكون الجملة: (وقبيلة جابزجه في المنطقة الصخرواية من نجران)، أو ممكن أن يقال: (وقبيلة جابزجه في شعب نجران)[70].

وفضلًا عن ذلك، من الممكن أن يستدلَّ البحث بأنَّ كلمة (جابزجه) اسم منطقة، وليس فعلًا بفحص كلمة (ضرية) الَّتي أشار إليها البحث سابقًا كما ذكرها ياقوت الحموي في معجم البلدان: «...فلحق الأصيد أبا سلمة على فرس له إلى غدير بزجّ بناحية ضرية»[71]. وكذلك وردت كلمة (ضرية) في كتاب الواقدي حينما ذكر قصَّة غزوة القُرْطاء، والقرطاء هي بطن من بني بكر[72]. وقال: «فخرج محمَّد بن مسلمة فشن عليهم الغارة، فقتل منهم عشرة، واستاقوا النِّعم، والشَّاء ثم انحدروا إلى المدينة فما أصبح حين أصبح إلَّا بضرية، مسيرة ليلة أو ليلتين.» والشَّاهد في الجملة الَّتي احتجت به الباحثة هو (ضرية) إذ ذكر ابن سعد في طبقاته عن سرية محمَّد بن مسلمة إلى الغرطاء، كما ذكر أنَّها منطقة تكون مسافتها على مدَّة سبع ليال من المدينة[73]. وبجانب ذلك، إذا أمعن القارئ النَّظر في موقع ضرية على الخريطة الحديثة، فوجد أنَّها تقع في الجهة الجنوبيَّة الغربيَّة من القصيم في المملكة السَّعوديّة العربيَّة[74]. ولذلك، استجلى الأمر أن ضرية اسم منطقة؛ وبالتَّالي: قد يكون افتراض زكريا محمَّد في تفسير (وجابزجه) على صواب وسديد. وانطلاقًا من هذه المعطيات، تكون القراءة الجديدة للفقرة حسب قراءة زكريا محمَّد هي: (ملك الأسديِّين، ونزار، ومياههم أملاكهم [أو أملاكهم ومياههم]، وهراب مذحج - عكدي، وجابزجه (أو بزجي) في [منطقة] رتج نجران [الَّتي هي] مدينة شِمْر، الَّذي هو ملك معد)[75].

وفضلًا عن ذلك، يرى زكريا محمَّد أنَّ منطقة نجران في النَّقش ليست تكون داخل الجزيرة العربيَّة، إذ امرؤ القيس في النَّقش لم يكن ملكًا لكلِّ العرب، وأنَّه لم يتعلَّق بالحيرة، فيصبح إذن ملعبه ضيّقًا، وحينئذ يكون لزامًا على الالتفات إلى (نجران اللجاة)، الَّتي تقرِّب مسافة من النَّمارة مقرِّ امرئ القيس[76]. وتقع قرية نجران بحوالي 20 كيلومترًا إلى الشِّمال الغربي من مدينة السُّويداء في سوريا، وتعدُّ من أقدم القرى المسكونة في منطقة اللجاة الصَّخريَّة. وبجانب ذلك هذه القرية غنيَّة بالآثار الَّتي تروي قصَّة حضارات مرَّت على هذه المنطقة في زمن بعيد، كما أنَّها تركت عجائب أثريَّة مهمَّة من العصور النَّبطيَّة، والرومانيَّة، والغسانيَّة[77]. وقد استدلَّ زكريا محمَّد بما تؤكِّده المصادر العربيَّة؛ منها ما ورد في معجم البلدان: «ونجران أيضًا: موضع بحوران من نواحي دمشق، وهي بِيعَة عظيمة عامرة حسنة مبنيَّة على العمد الرِّخام، منمَّقة بالفسيفساء، وهو موضع مبارك ينذر له المسلمون والنَّصارى»[78]. وكذلك دير نجران شهير جدًا كما أشار إليه ياقوت الحموي في كتابه «الخزل والدَّال بين الدُّور، والدَّارات والدِّيرة» بأنَّ دَيْر نجران في ثلاثة مواضع؛ أوَّلها: «باليمن لآل عبد المدان بن الديان، وهو من بني الحارث بن كعب: ومن هذا الدَّير كانوا القوم الَّذين قدِموا على النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وأرادوا مباهلته، وكانوا بنو عبد المدان بن الديان قد بنوا بيتًا على مثال الكعبة»[79]. وثانيها: «بأرض دمشق - من نواحي حواران قرب بصرى، وهو قريب من دير الرَّاهب بَحِيرَا في القصة المعروفة في أخبار معجزاته عليه الصَّلاة والسَّلام»[80]. وثالثها: «بأرض الكوفة بنته نصارى نجران اليمن لما أجلاها [عمر] رضي الله عنه عن جزيرة العرب فيمن أجلى من النَّصارى، فقدموا الكوفة، وابتنوا ديرًا هناك، ومنازل، وسَمَّوْه دَيْرَ نجران، باسم نجرانهم الَّتي باليمن، وكانوا من آل عبد المدان بن الديان»[81]. وأمَّا في كتاب «مراصد الاطِّلاع على أسماء الأمنة، والبقاع» فإنَّ ابن شمائل القطيعي ذكر أنَّه في عدَّة مواضع: «منها نجران مخاليف اليمن من ناحية مكَّة، وبها كان خبر الأخدود؛ وإليها تنسب كعبة نجران»، و«موضع على يومين من الكوفة»، و«موضع بأرض البحرين، في ما قيل»، و«موضع بحوران من نواحي دمشق»[82].

وبناء على هذا الأساس، من المحتمل أن تكون نجران في النَّقش، هي قرية نجران بمنطقة اللجاة الصَّخريَّة، ولكن باحثي نقش النَّمارة تجاهلوها لأنَّهم كانوا يفتِّشون عن ملك الحيرة لا ملك النَّمارة.
الخارطة (1) توضح المسافة بين قبر امرئ القيس في النَّمارة ونجران


الصُّورة منقولة من كتاب «نقوش عربيَّة قبل الإسلام»، لزكريا محمَّد كما استفادها من الصُّورة الأصليَّة بالخط اليدوي من كتاب «تاريخ العرب في سوريا قبل الإسلام لرنيه دوسو.
ويلحظ من الخريطة أنَّ موقع ضريح امرئ القيس، ومنطقة نجران مطوقين بدائرة سوداء.
ثمَّ سيناقش البحث الكلمتين الأخيرتين في السَّطر الثَّالث، ولا تزال هاتان الكلمتان شكَّلتا لبسًا كبيرًا في النَّصِّ، ويرى بيلامي (Bellamy) أنَ العبارة تُقرأ: (ونبل بنبه الشُّعوب)، ومتعلِّقة مع ما يتبعها (ووكلهم) ثم (فرسو لروم)[83]. وهذا الاقتراح من بيلامي (Bellamy)، هو الاقتراح الوحيد الَّذي اختلف عن اقتراحات الباحثين الآخرين، فمثلًا: قرأ دوسو (Dussaud) هذه العبارة: (وبيَّن بنيه الشُّعوب، ووكلهم الشعوب فارسو لروم)[84] أي بمعنى: فرِّق بين بنيه الشُّعوب، مع أنَّ هذه العبارة غير شائعة في اللُّغة العربيَّة؛ لأنَّ الأصحَّ يجب أن تكون العبارة: (بيّن بنيه بين الشعوب)، أو (في الشعوب)، ولذلك من المحتمل أنه غيّر قراءته بعد ذلك إلى (ونزّل بنيه الشعوب) أي: أنزلهم في الشُّعوب وبينها[85]. وقد سار ديرنبورغ (Derenbourg) على مسلك دوسو (Dussaud) حيث اقترح مثل اقتراح دوسو (Dussaud) المتأخر الَّذي عدَّله إلى (نزّل)[86]. وأمَّا ألفريد بيستون (Alfred Beeston) فأتى باقتراح آخر: (نَيَلَ) الَّذي يعني (أعطى) أي: أعطى بنيه الشُّعوب، غير أنَّ الصِّيغة الفصيحة يجب أن تكون: (نوّل) بالواو وليست بالياء[87].

وإذا أمعن النَّظر إلى قراءة بيلامي (Bellamy)، فيلحظ أنَّها تصدر اقتراحًا مهمًّا مع أنَّه غير صحيح في رأي زكريا محمَّد. وذلك لأنَّ بيلامي (Bellamy) قد أبعد فكرة وجود أبناء امرئ القيس في النَّقش من خلال هذه القراءة؛ وحذف أبناء امرئ القيس من النَّصِّ فقد أبعد الهفوة الكبرى في فهم النَّصِّ. وكلمة (نَبَه) مفهومة عند بيلامي (Bellamy) على أنَّها تراد بـ(نابهي) جمع (نبه)، والكلمة قبلها فقد اقترح بأنَّها تعني (رفق). وقد ورد في لسان العرب: «انْبُلْ بقومك أي ارفُقْ بقومك، وكلُّ جامع محشور، أي سيِّد جماعة يحشرهم، أي يجمعهم له نُبُلٌ أي رفق»[88]. وقد أشار الزبيدي في تاج العروس أنَّ: “نَبَلَ به ينبُلُ نَبْلًا: رَفَقَ، قال أبو زيد: يقال: انْبُلْ بقومك: ارْفُق بهم، وأنشد لصخر الغي:

فَانْبُلْ بِقومك إما كنتَ حاشرَهم وكل جامع محشورٍ له نَبَلُ”[89]

ومن هنا، تجلَّى الأمر أنَّ معنى العبارة على رأي بيلامي (Bellamy) هو: ونبل بنابهي الشُّعوب، أي: رفق بنابهيها. ولكن من المعلوم أنَّ نابهي الشُّعوب لم يحتاجوا إلى من يرفق بهم، وإنَّما كانوا يحتاجون إلى من يشركهم في الملك كما يراه زكريا محمَّد. وكذلك هناك احتمال آخر في قراءة بيلامي (Bellamy)، لأنَّ جذر (نبه) يحمل معنيين متناقضين: «ورجل نَبَهٌ نَبَيهٌ: شريفٌ»[90] وفي حين آخر يراد بنَبَه أيضًا: «الْمَنْسِي الْمُلْقَى السَّاقِط»[91]. وعلى هذا، يكون فهم النَّصِّ مع النَّابهين الشُّرفاء، والسَّاقطين المنسيِّين في صدد واحد. وأمَّا زكريا محمَّد فهو على اعتقاد أنَّ هاتين الكلمتين مع كلمة (الشُّعوب) الَّتي تليهما، لُبُّ النِّصف الثَّاني من النَّقش، وأنَّ الفهم للنَّصِّ يتوقَّف على صحَّة فهمهما. وبناء على هذا الأساس، يقرأ زكريا محمَّد الكلمة على أنَّها (بيبه)، وبالتحريك (بِيبَاه)، واحتجَّ بما ذكره ابن منظور في لسانه: «البِيبُ بالكسر هو مجرى الماء إلى الحوض، وحكى ابن جني فيه البِيْبَة، وفي لسان العرب عن ابن الأعرابي: باب فلانٌ يَبِيبُ إذا حَفَرَ كُوَّةً، وهو البِيبُ»[92]. وأمَّا البِيبَةُ فهي «الْمَثْعَب الَّذي يَنصَبُّ منه الماء إذا فُرِّغَ من الدَّلو في الحوض»[93].

وكذلك استدلَّ زكريا محمَّد بالحديث النَّبوي الشَّريف عن سيل مهزور، ومذينيب الَّذي يتعلَّق بباب القضاء في المياه بين المزارعين: عن ملك عن عبد الله بن أبي بكر بن محمَّد بن عمرو بن حزم أنَّه بلغه أنَّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) قال في سيل مهزور ومذينيب: «يمسك الكعبين، ثم يرسل الأعلى على الأسفل»[94]. وقال ابن عبد البر الأندلسي في شرح هذا الحديث: «فقضى به رسول الله صلَّى الله عليه وسلم للأعلى فالأعلى، والأقرب فالأقرب إلى ذلك السَّيل، يدخل صاحب الحائط الأعلى اللَّاصق به السَّيل جميع الماء في حائطه، ويصرف مجراه إلى بيته فيسيل فيها ويسقي به، حتَّى إذا بلغ الماء من قاعة الحائط إلى الكعبين من القائم، أغلق البيبة، وصرف ما زاد من الماء على مقدار الكعبين إلى من يليه لحائطه، فيصنع فيه مثل ذلك، ثم يصرفه إلى من يليه أيضًا، هكذا أبدًا يكون الأعلى، فالأعلى أولى به على هذا الفعل، حتَّى يبلغ ماء السَّيل إلى أقصى الحوائط...وقد كان ابن القاسم يقول: إذا انتهى الماء في الحائط إلى مقدار الكعبين من القائم: أرسله كلَّه إلى من تحته، وليس يحبس منه شيئًا في حائطه»[95].
ومن هنا تجلَّى الأمر أنَّ المزارعين اقتسموا الماء من سيل مهزور، ومذينيب بناء على ما قضاه الرَّسول(صلى الله عليه وآله وسلم). والمزارع الَّذي تقع أرضه على مجرى الوادي يفتح (بِيبَة) أي قناة، يسيل من خلاله الماء إلى مزرعه حتَّى أن يكتفي ويصل الماء إلى حائطه بمقدار الكعبين من القائم، ثمَّ يغلق بيبته، كي يترك لمن هم أسفل منه أن يأخذوا حظَّهم من الماء. وقد أشار ابن منظور إلى أنَّ أهل البصرة يسمون السَّاقي الَّذي يطوف عليهم بالماء في الأسواق بَيَّابًا[96]. وعلى هذا، فمن المحتمل أنَّ كلمة (بيبه) في نقش النَّمارة هي (بيباه) بالجمع، أي: قنوات تغذي السَّيل. ومن هنا تكون قراءة الكلمة الَّتي قبلها، وفهمها سهلة ألا وهي (بزل) الَّتي تعني شقٌّ وحفر. ويرى زكريا محمَّد أنَّ الباحثين لو لم يعلقوا مع أبناء امرئ القيس، لكان من قرأ (نزل) قد توصَّل سريعًا إلى (بزل) بتغيير وضع النُّقطة من فوق الحرف إلى تحته، غير أنَّ ذلك لم يحصل بسبب افتراضهم بوجود أبناء امرئ القيس.

4- الشُّعوب ووكلهم فارسو لروم فلم يبلغ ملك مبلغه
واعتمادًا على هذا الأساس، تصبح الجملة المفترضة (وبزل بيباه الشعوب): أي: شقُّ قنوات الشُّعوب. وكلمة (بزل) لها ثلاثة معان أساس: الشِّق، وجريان السَّوائل، وتسييلها والتَّصفية[97]. وقد وردت هذه المعاني في لسان العرب: فالمعنى الأوَّل: «بَزَلَ الشيء يَبْزُلُهُ بَزْلًا وبَزَّلَهُ فتبزَّلَ: شقّه». والمعنى الثَّاني الَّذي يتعلَّق بجريان السَّوائل وتسييلها هو: «وتبزَّلَ الجسد: تفطَّرَ بالدم، وتبزَّلَ السِّقاء كذلك. وسقاء فيه بزلٌ: يتبزلُ بالماء، والجمع بُزُولٌ». وأما المعنى الثَّالث الَّذي يراد بالتَّصفية فهو: «والبزل: تصفية الشَّراب ونحوه». وقال الجوهري: «الْمِبْزَلُ ما يُصفَّى به الشراب». وهكذا يكون البزل في النَّقش بمعنى الشِّق، أي: (وبزل بيباه): شق القنوات. والسُّؤال هنا: أين موضع هذا النَّهر الَّذي تشتقُّ له القنوات في نصِّ النَّقش؟ والواضح أنَّ الجواب يرد في كلمة (الشُّعوب) الَّتي يفهم منها أنَّها تعني: القبائل، بل في الحقيقة تعني: السَّيل أو الوادي. «والشِعْبُ: مسيل الماء في بطن من الأرض، له حرفان مشرفان، وعرضه بطحة رجل، إذا انطبح، وقد يكون بين سندين جبلين. والشُعْبَة: صدع في الجبل، يأوي إليه الطير، وهو منه. والشُعْبَةُ: المسيل في ارتفاع قرارة الرَّمل. والشُعْبَة: الْمَسيل الصَّغير؛ يقال: شُعْبَةٌ حافل أي ممتلئة سيلًا. والشُعْبة: ما صَغُرَ عن التِّلعة؛ وقيل: ما عظم من سواقي الأودية؛ وقيل: الشُّعبة ما انشعب من التِّلعة والوادي، أو عدل عنه، وأخذ في طريق غير طريقه، فتلك الشُّعبة، والجمع شُعَبٌ وشِعَابٌ»[98]. وبجانب ذلك، قد أورد زكريا محمَّد احتمالين آخرين في توضيح معنى كلمة (الشُّعوب). والاحتمال الأوَّل هو ممَّا أشار إليه ابن سيدة أنَّ «ماء شَعْب: بعيد، والجمع: شُعُوب»[99]. والاحتمال الثَّاني هو مما يبدو أنَّ نقش النَّمارة قد استعمل (شَعُوب) بدلًا من (شَعْب)، أو (شعبة)، وهذا مع افتراض على أنَّ قراءة الكلمة في النَّقش صحيحة. وكلمة (شَعُوب) هنا تعني التَّفرُّق. وقد ذكر ابن منظور في لسانه أنَّ: “التَّشعُّب: التَّفرُّق. والانشعاب مثله. وانشَعَبَ النَّهر وتشعّب: تفرَّقت منه أنهار»[100]. وذهب زكريا محمَّد إلى أنَّ المعنى الصَّحيح في كلمة (الشُّعوب) في النَّصِّ هو المتفرِّقة، لأنَّ كلمة شعب، وشعاب، وشعوب جاءت من تشعب الماء، وتفرقه في مسايل، وقنوات، و(شَعُوب) صيغة مبالغة على وزن (فَعُول)، تهدف إلى إظهار ضخامة الوادي وسعته.

والسُّؤال هنا أين يقع هذا الشُّعوب، أو الوادي الَّذي يُذكَر في نقش النَّمارة؟ وقد أورد زكريا محمَّد خارطة تشير إلى موقع قبر امرئ القيس في وادي الشَّام. وهذه الخارطة مأخوذة من بيوديبارد (Poidebard) عبر مانفريد كروب (Manfred Kropp)[101].

الخارطة (2)
وكما يلحظ في الخارطة (1) التَّلة الَّتي أقيم فوقها قبر امرئ القيس تطلُّ على الوادي الكبير المسمَّى بوادي الشَّام. ولذلك لا بدَّ أن يكون هذا الوادي هو الَّذي يشير إليه النَّقش. وكذلك هناك قناة كبيرة في أسفل الخارطة، وهي القناة الَّتي تنظِّم وصول الماء إلى الوادي. وكذلك أيَّد زكريا محمَّد رأيه عن مشروع مائي بما أشار إليه ميكيل ماكدونالد (Michael Macdonald) في ورقة نتجت من مشاركته في مسح إنقاذي لمنطقة النَّمارة في عام 1996م[102]. والصُّورة الَّتي يقدِّمها تبرِّر صحَّة ترجمة زكريا محمَّد للنَّقش. وبجانب ذلك، الصُّورة الَّتي يعرضها ميكيل ماكدونالد (Michael Macdonald) المتعلِّقة بـ(الشُّعوب) تبدو أنَّها وادي الشَّام كما افترضه زكريا محمَّد.
كما يظهر هذه صورة الأقمار الصِّناعية لمنطقة النَّمارة، ووادي الشَّام، ووادي الخز. والصُّورة مأخوذة من ميكيل ماكدونالد (Michael Macdonald).
وفي ما أدناه تبيِّن ورقة ميكيل ماكدونالد (Michael Macdonald): مشروع ري ضخم في النَّمارة: «هناك منشآت ريَّة كثيفة في النَّمارة. وهذه الحقول لا بدَّ أنَّها كانت تُروى بماء المطر في سنة جيَّدة المطر، لكنَّها كانت تُسقى بالقنوات من سدود في واي الشَّام أثناء الفيضان»[103].
وبجانب ذلك، قد أشار ميكيل ماكدونالد (Michael Macdonald) إلى بناء سدَّين على مسافة كلومترين وكلومتر من مدخل الجزيرة لعدم فقدان مياه وادي الشَّام، ولرفع مستوى الماء المحبوس وراء السَّدِّ بحيث يبلغ القنوات الَّتي تأخذه لمسافة 800 مترًا إلى الحوض المقام في الرَّافد جنوب - شرق الجزيرة. وعلى الرَّغم من أنَّ الحوض يظهر صغيرًا نسبيًّا (حوالي 250 متر مربع، وبعمق غير معروف)، فإنَّه يكفي في سنة عاديَّة لجمع ما يكفي من الماء لتغذية الآبار الَّتي حُفرت على مبعة قليلة إلى الشَّمال»[104].
وانطلاقًا من هذا الأساس، تجلَّى الأمر أنَّ مشروعُا مائيًّا في منطقة النَّمارة هو مشروع ريِّ ضخم بمقاييس ذلك الزَّمان، بل وبمقاييس هذا الزَّمان كذلك. وهذا المشروع الكبير هو الَّذي وصفه نقش امرئ القيس وادي الشَّام بأنَّه: (لم يبلغ ماء مبلغه). ومن خلال هذا مشروع ري الضَّخم، يكفي لتخليد ذكرى هذا الملك العربي، ودون استغناء إلى أن يكون ملكًا أسطوريًّا للحيرة، أو غزوات حربيَّة عظيمة.

والجدير بالذِّكر، فقد عرض ميكيل ماكدونالد (Michael Macdonald) فرضيَّة تبرِّر القاعدة الَّتي بنت عليها سلطة امرئ القيس، كما تبرِّر حاجة الرُّوم إليه. وقد اقترح أنَّ الهدف من بناء الحصن الرُّوماني الصَّغير في منطقة النَّمارة، هو ربَّما كان ضبط المحاضر [أماكن تجمُّعات البدو في المواسم المحدَّدة]، ومصادر المياه شبه الدَّائمة، الَّتي اتَّكل عليها البدو في فصل القيظ، حيث اجتمعوا هناك من أجل أمطار الخريف، وربَّما بدون مثل هذه الأماكن، فإنَّ البدو سيفنون مع مواشيهم[105]. وكذلك ذكر الدَّفع الَّذي جعل غلوب باشا يقيم، في الثَّلاثينات، والأربعينيَّات حصونًا صغيرة في المحاضر في الأردن، وهو ما كان سرًّا أساسًا لنجاحه في مع البدو هناك، ووضعهم تحت سيطرة الحكومة. وبعد ذلك يأتي النِّقاش إلى العبارة (ووكلهم فارسولروم)، الَّتي أحدثت اللُّبس وسوء الفهم. أمَّا الكلمة الأوَّلى (ووكلهم) فهي واضحة جدًّا، ولا تحتاج إلى أيِّ تفسير، أو قراءة جديدة، بينما الكلمة الثَّانية هي الَّتي أثارت الصِّداع والإشكال. وهناك اقتراحات عديدة في فهمها؛ وعلى سبيل المثال: فقد جاء بيلامي (Bellamy) باقتراح بأن تُقرأ (فارسولروم) بالفاء الاستئنافيَّة، والهمزة المزيدة: (فرأسوا للروم)، أي صار النبه رؤساء على القبائل للرُّوم، إذ لا يزال بيلامي (Bellamy) على رأي بوجود النَّابهين من القبائل في نصِّ النَّقش[106]. ولكنَّ دوسو (Dussaud) ذهب على مسلك مختلف حيث يرى أنَّها تعني (للفرس والرُّوم)، رغم أنَّ هذه القراءة مستحيلة بناء على ترتيب الكلمات: (ف ر س و ل ر و م)، وماذا سيكون استعمال اللَّام هنا؟ ومن ناحية أخرى، قد اقترح منفريد كروب (Manfred Kropp) بقراءة مختلفة ومثيرة جدًّا حيث بدَّل حرف الرَّاء في العبارة بالدَّال، وكما هو معلوم أنَّ الرَّاء، والدَّال حرفان متشابهان في اللُّغة النَّبطيَّة، ولذلك جاء بقراءة: (فرسوا للدوم)، أي: رسخ أو ثبت ملكهم للدَّوام، بشكل دائم[107]. وانطلاقًا من اقتراح منفريد كروب (Manfred Kropp) بنى زكريا محمَّد قراءة جديدة، ووضع العبارة على سياق مختلف: (ووكلهم - أي البيباه - فرسوا للدوم). وممَّا يلحظ عبارة (وكلهم) أشارت إلى القنوات، وهذه القنوات وردت بصيغة التَّذكير من (بيب). وقد كان الملك يعتني بها كلَّ الاعتناء فرست، أي رسخت باستمرار. ولا ريب فيه أنَّ القنوات بافتقار إلى حفظ، ومعالجة في كلِّ وقت، وقد توكَّل الملك، وعماله بهذه الوظيفة بشكل ممتاز. وذكر زكريا محمَّد أنَّ هذه القراءة إذا صحَّت فيجب أن تكون كلمة (بيبه) جمعًا، أي (بيباه)، والضَّمير في (وكلهم) يشير إلى الجمع، وكذلك الواو الَّتي وردت في (فرسوا)، فإنَّها واو الجماعة. ومن هنا ينتقل البحث إلى الجملة القاطعة (فلم يبلغ ملك مبلغه)، الَّتي أكّدها الباحثون منذ البداية أن نص النَّقش عربي، ولغته مثل لغة القرآن والشِّعر الجاهلي. وكما هو معلوم فإنَّ هذه الجملة لم يتساءلها أيُّ شخص، لأنَّها واضحة غير مبهمة كوضوح الشَّمس، غير أنَّ قراءة زكريا محمَّد للجمل الَّتي سبق ذكرها قد أتاحت مجالًا لتقديم قراءة أخرى للجملة الحاليَّة. وعليها فإنَّ لبَّ الموضوع في الجمل السَّابقة تناول عن المياه والسَّيل، والقنوات[108]، فهل هذه الجملة في سياق صحيح كما يراه زكريا محمَّد؟ ولفحص صحَّة هذا السِّياق فلا بدَّ من البحث أن يعيد إلى نقاشه السَّابق حينما أشار إلى الأسديَّين ونزار. وقد عرض البحث رأي زكريا محمَّد أنَّ كلمة (وملوكهم) في النَّصّ قد تريد آبارهم، أو مصادر مياههم.[109] وعلى هذا فإنَّ كلمة (ملوكهم) عند العرب قد تعني المياه والآبار، كما جاء في لسان العرب أنَّ (مَلْكٌ) بمثلَّثها، وكذلك (مَلَكٌ) بمعنى البئر تحفرها، وتنفرد بها. وبناء على هذا الأساس، فهناك احتمال كبير في فهم عبارة (فلم يبلغ ملك مبلغه) على سياق مياه وآبار، أي: (فلم يبلغ ماء مبلغه). وبعد شقوق القنوات، وصرف المياه الهاطلة إلى مرى الوادي، صار واديًا مندفعًا بقوَّة، لم يبلغ منبع الماء قوَّته وخطورته. ويلحظ أنَّ الضَّمير الغائب يعود على السَّيل؛ أي: على وادي الشَّام لا على الملك العربي امرئ القيس. وعلى هذا، تجلَّى الأمر أن ليس هناك ملك العرب كله في النَّصِّ كما أنه ليس هناك حيرة، ولا فرس وروم، ولا معارك، وفتوحات كبرى، وإنَّما هناك مملكة قبليَّة صغيرة على (الحد العربي) للولاية العربيَّة البيزنطيَّة[110]. ثم يأتي البحث إلى السَّطر الخامس الَّذي يتناول عن تاريخ وفاة امرئ القيس:

5- عكدي هلك سنة 223 يوم 7 بكسلول بالسعد ذو ولده
ويكون اللُّغز الأكبر في هذا السَّطر هو كلمة (عكدي) الَّتي مرَّت من في السَّطر الثَّالث. ويرى زكريا محمَّد أنَّ الكلمة في الموضعين؛ أي: في السَّطر الثَّالث السَّابق، والسَّطر الخامس الحالي تعني أمرين مختلفين، فمن المحتمل كلمة (عكدي) في السَّطر الثَّالث هي اسم لقبيلة، وأمَّا (عكدي) في هذا السَّطر فلا يمكن أن يكون اسمًا لقبيلة. وقد افترض سعد الدين أبو الحب أنَّ الكلمة قد تكون اسمًا لشخص، وقرأها مع الكلمة الَّتي تليها: (عكدي هلك) على أنَّها (عكدي توفي). وكذلك يرى سبب ذكر اسم (عكدي) بدون اسم أبيه هو أنَّ من المحتمل (عكدي) من أتباع امرئ القيس، ولكنَّه عبد مثل عنترة بن شداد من أشهر أبطال العرب، أو أنَّه كبير جنود العرب للجيش الرُّوماني[111]. وبالتَّالي انطلاقًا من هذا الأساس، أعاد قراءته لنقش النَّمارة. فالنَّقش إذن، ليس نقش امرئ القيس، بل هو نقش لشخص آخر باسم (عكدي)، وذلك مع أنَّ سعد الدِّين بدأ نقشه بالقسم باسم امرئ القيس، وروحه قبل عرض عن معاركه وغزواته. ولذلك، يبدو أنَّ افتراض سعد الدِّين أبي الحب هذا مستحيلًا. وأمَّا بيلامي (Bellamy) الَّذي طرح قاعدة أنَّ هذا النَّقش يمثل لغة عربيَّة كلاسيكيَّة، وأنَّه لا يجوز الخروج عن هذه القاعدة، فقد حاد عن القاعدة حين جاء باقتراحه أنَّ كلمة (عكدي) اختصارًا لـــــ(عن قضى) بإدغام النُّون إلى القاف، ومعناها (بعد ذلك)[112]. ولكن، ردَّ زكريا محمَّد هذا الاقتراح لأنَّه مختَرع، وليس له أيُّ سند في القواميس[113].

ومن ناحية أخرى، فقد سلك زكريا محمَّد على مسلك مختلف حين اقترح أنَّ كلمة (عكدي) لها علاقة بكلمة (معكود) كما وردت في لسان العرب: «وعَكْدُكَ هذا الأمر. وحَبابُك وشَبابُك ومَجْهُودُك ومَعْكُودُك أن تفعل كذا معناه كله: غايتك وآخر أمرك أي قصاراك؛ أنشد ابن الأعرابي:

سَنُصَلِّي بِهَا الْقَوْمَ الَّذينَ اصْطَلَوْا بِهَا، وَإِلَّا فَمَعْكُودٌ لَنَا أُمُّ ُجُندُبِ»[114].

وكما هو معلوم، إنَّ جملة (معكود لنا) هنا تعني قصارى أمرنا، وآخره كما فسَّره ابن الأعرابي، وهي متوافقة بشكل ما مع موضوع السَّطر الخامس في نقش النَّمارة. ومن ثمَّ، فمن المحتمل أن تكون القراءة: (وآخر أمره هلك). وبجانب ذلك، هناك تفسير رائع لابن فارس عن (فمعكود لنا) كما ورد في البيت:

سَيَصْلَى بِهِ القَوْمُ الَّذينَ عُنُوا بِهَا وَإِلَّا فَمَعْكُودٌ لَنَا أُمُّ ُجُندُبِ

ومما يلحظ، فقد فسَّر ابن فارس أنَّ (معكود لنا) بمعنى ممكن لنا، مُعَد، مُجْمَع عليه[115]. لذا، صارت الجملة (معكود لنا)، قد يكون بمعنى (مُعَدّ لنا)، أو (محتم علينا)، وهما المعنيَّان المناسبان لسياق الموت والقدر. ومن هنا، عبارة (عكدي هلك) في النَّقش قد تكون بمعنى (حتم الهلاك)، أو (حل الهلاك)، أو (قدر الهلاك)، أم حُمّ الهلاك)؛ أي: كلمة (هلاك) الَّتي تدلُّ على المصدر، ولا تدلُّ على الفعل[116]. وبعد ذكر عام ويوم وفاة امرئ القيس، اختتم النَّقش بجملة (بالسَّعد ذو ولده) اعتمادًا على ما قرأه دوسو (Dussaud)[117]. وأمَّا بيلامي (Bellamy) فقد جاء باقتراح مختلف إذ قرأ الجملة بـ(يا لسعد ذو والوْه)، حيث إنَّه تأثَّر تأثُّرا شديدًا بافتراض أنَّ نقش النَّمارة هو مرثية للملك العربي امرئ القيس، وكان له أتباع من النَّابهين الشُّرفاء[118]. والجدير بالذِّكر، يرى سعد الدين أبو الحب أنَّ الجملة قرئت بـ(يا لسعد) كما اقترحه بيلامي (Bellamy)، غير أنَّه لم يقرأ (ذو والوْه)، وإنَّما أقرَّ بقراءة دوسو (Dussaud) الأصليَّة (ذو ولده)[119]. وعلى هذا، يُلحظ أنَّ الجملة الأخيرة قرئت على ثلاثة أوجه: (بالسعد ذو ولدَهُ)، و(يا لسعد ذو والوْه)، و(يا لسعد ذو ولده)، وفي كلِّ القراءات إمَّا أن تتعلَّق بأقارب الملك، أم بمن والاه، فقد كان الأمر محسومًا نهائيًا أن يتعلَّق بالسَّعادة. ومن ناحية أخرى، فقد أشار زكريا محمَّد أنَّ قرأتيَّ (بالسعد)، أو (يا لسعد) لا علاقة لهما بالفرح والسَّعادة؛ لأنَّ الموت ليس موقفًا سعيدًا، وإنَّما هو موقف حزين على الرَّاحل الكبير[120]. وأيَّد ذلك بما ورد في كلام العرب أنَّ جذور كلمة (سعد) يفيد معنى الفرح، ومعنى التَّعزية أيضًا. وأما (سعد) الَّتي تعني التَّعزية فقد جاء في الحديث النَّبوي أنَّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، أخذ على النِّساء حين بايعهنَّ أن لا ينُحْن، فقلن يا رسول الله إنَّ نساء أَسْعَدْنَنَا في الجاهلية أَفَنُسْعِدُهُنّ فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): «لا إسعاد في الإسلام»[121]. والإسعاد هو نياحة المرأة إذا أصيبت بمصيبة، وكانت النِّساء في الجاهلية إذا أصيبت إحداهنُّ بمصيبة فيمن يعزُّ عليها، بكته حولًا، وأسعدتها جاراتها، وذوات قراباتها، فإذا أصيبت صواحباتها بعد ذلك بمصيبة أسعدتهنَّ بعد ذلك[122]. وعلى هذا المنوال، كانت المرأة تُسْعِدُ صاحبتها بالنَّوح على ميِّتها، وتُسَاعِدُها في مصيبتها. وعلى الرَّغم من ذلك، يرى زكريا محمَّد أنَّ الإسعاد لم يكن محدودًا على نياحات النِّساء، وتعزيتهنَّ لصاحباتهنَّ في عهد نقش النَّمارة، وإنَّما كان اسمًا عامًّا للتَّعزية، ثمَّ جاء بعد ذلك خصوصًا للتَّعزية النَّسويَّة ونياحاتها[123]. وهكذا، يُفْهَمُ السَّطر الأخير حيثما يراه زكريا محمَّد: ثمَّ حتَّم الهلاك سنة 328 في السَّابع من كسلول، والإسعاد لولده، أو الإسعاد لمن والاه إذا كانت القراءة تبني على افتراض بيلامي (Bellamy).

الخلاصة
وانطلاقًا من مقارنة البحث بين قراءة زكريا محمَّد الجديدة لنقش النَّمارة، وقراءات المستشرقين، والعلماء المسلمين، يمكن أن يخلص البحث إلى ما يأتي:
كاد المستشرقون يعتمدون على قراءاة دوسو (Dussaud) لنقش النَّمارة بسبعين سنة، وعلى الرَّغم من وجود بعض المحاولات في تقويم قراءة دوسو (Dussaud) من قبل الباحثين المستشرقين، لم ينجحوا في إتيان أيِّ نتيجة مختلفة، لأنَّهم لم يزالوا يعتمدون على قراءة دوسو(Dussaud) .
وبعد أن قدَّم الباحثون المستشرقون، والعلماء المسلمين الجدد قراءاتهم لنقش النَّمارة، ومن أبرزهم: جيمس إي بيلامي (James A. Bellamy)، ومنفريد كروب (Manfred Kropp)، عرفان شهيد، وسعد الدين أبو الحب، وزكريا محمَّد، صار تمسُّك الباحثين بقراءة دوسو(Dussaud) كاد أن يُفقد. وتعدُّ قراءة زكريا محمَّد لنقش النَّمارة أحدث القراءات، ولذلك انتفع كثيرًا من قراءات الباحثين السَّابقين، وبخصوص قراءة جيمس إي بيلامي (James A. Bellamy).
ذهب معظم الباحثين من المستشرقين، والعلماء المسلمين إلى أنَّ شخصية امرئ القيس في نقش النَّمارة هو ملك العرب كله، ملك الحيرة الَّذي قد عمل للفرس والرُّوم معًا. ومع ذلك، أعاد زكريا محمَّد في قراءة (ملك العرب كله) إلى (ملك الغرب كله) بناء على اقتراح ممتاز من مانفريد كروب (Manfred Kropp)، غير أنَّ مانفريد كروب (Manfred Kropp) لم يثق برأيه فلم يأت بهذا الاقتراح في ترجمته.
واستدل زكريا محمَّد بقراءاته (ملك الغرب كله) بقضيَّة الفرق بين الأبجدية النَّبطيَّة، والأبجديَّة العربيَّة. فالأبجدية النَّبطيَّة تشتمل على 22 صوتًا، بينما الأبجدية العربيَّة تشتمل على 28 صوتًا، وهذا يعني أنَّ هناك ستَّة أصوات عربيَّة لا تتمثَّل في الكتابة النَّبطيَّة، وعند كتابة نصٍّ عربي بالأبجديَّة النَّبطيَّة، تتمثل بعض الأصوات النَّبطيَّة مهمَّة صوتين عربيتيين. وعلى هذا، يمكن قراءة حرف العين النَّبطي صوت العين، والغين العربيَّتين معًا.
وفوق ذلك، انطلاقًا من قراءة أهمِّ الجملة في السَّطر الأوَّل، ونص النَّقش كلُّه (ملك الغرب كله)، توجِّه حقيقة شخصيَّة امرئ القيس بوصفه ملك الحيرة، وبطل مشاريع حربيَّة إلى بطل مشاريع مدنيَّة.
وعلى هذا، تجلَّى الأمر أنَّه ليس هناك ملك العرب كله في النَّصِّ، كما أنَّه ليس هناك حيرة ولا فرس وروم، ولا معارك، وفتوحات كبرى، وإنَّما هناك مملكة قبليَّة صغيرة على (الحدِّ العربي) للولاية العربيَّة البيزنطيَّة.
والمشاريع المدنيَّة المذكورة في النَّقش، هي مشاريع مائيَّة في منطقة النَّمارة، وهي مشاريع ضخمة بمقاييس ذلك الزَّمان، بل وبمقاييس هذا الزَّمان كذلك. وهذه المشاريع الكبيرة هي الَّتي ترد في جملة (لم يبلغ ماء مبلغه). فمن خلال هذه المشاريع تكفي لتخليد ذكرى هذا الملك العربي، ودون استغناء إلى أن يكون ملكًا أسطوريًّا للحيرة، أو غزوات حربيَّة عظيمة.

لائحة المصادر والمراجع
الكتب
1. ابن سيدة، أبو الحسن علي بن إسماعيل المرسي، المحكم والمحيط الأعظم، تحقيق: عبد الحميد هنداوي، ط1، بيروت: دار الكتب العلمية، 2000م.
2. ابن علّوش، أبو عبد الله عبد السَّلام بن محمَّد بن عمر، الَّذيل على النِّهاية في غريب الحديث والأثر، ط1، بيروت: دار ابن حزم، 1997م.
3. ابن فارس، أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكرياء القزوييني الرازي، معجم مقاييس اللُّغة، تحقيق: عبد السَّلام محمَّد هارون، ط1، دمشق: دار الفكر، 1979م.
4. ابن قيم الجوزية، إعلام المُوَقِّعِين عن رب العالمين، تحقيق: عصام الدِّين الصبابطي، القاهرة: دار الحديث، 2004م.
5. ابن هشام الكلبي، أبو المنذر محمَّد بن السَّائب، نسب معد واليمن الكبير، تحقيق: ناجي حسن، ط1، بيروت: مكتبة النهضة العربيَّة، 1988م.
6. ابن منظور، محمَّد بن مكرم بن علي، لسان العرب، ط3، بيروت: دار صادر، 1414هـ.
7. الأندلسي، أبو عمر يوسف بن عبد الله ابن محمَّد بن عبد البر النمري، التمهيد لما في المؤطأ من المعاني والأسانيد، تحقيق: أسامة بن إبراهيم، ط1، القاهرة: الفاروق الحديثة، 1999م.
8. البغدادي، صفي الدِّين عبد المؤمن بن عبد الحق ابن شمائل القطيعي، مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع، ط1، بيروت: دار الجيل، 1412هـ.
9. البلاذري، أحمد بن يحيى بن جابر، أنساب الأشراف، تحقيق: محمَّد محمَّد تامر، ط1، بيروت: دار الكتب العلمية، 2011م.
10. الحموي، شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الرومي، معجم البلدان، ط2، بيروت: دار صادر، 1995م.
11. الحموي، ياقوت، الخَزَل والدال بين الدُّور والدَّارات والدِّيَرة، تحقيق: يحيى زكريا عبَّارة ومحمَّد أديب جُمران، دمشق: وزارة الثَّقافة، 1998م.
12. الذَّهبي، شمس الدين محمَّد بن أحمد بن عثمان، تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، تحقيق: عمر عبد السَّلام التدمري، ط2، بيروت: دار الكتاب العربي، 1993م.
13. الَّذييب، سليمان عبد الرَّحمن، نقوش الحجر النَّبطيَّة، الرِّياض: مكتبة الملك فهد الوطنيَّة، 1998م.
14. الزبيدي، أبو الفيض محمَّد بن محمَّد بن عبد الرزَّاق الحسيني، تاج العروس من جواهر القاموس، جماعة من المختصين، الكويت: وزارة الإرشاد والأنباء، 2001م.
15. السَّمعاني، أبو سعد عبد الكريم بن محمَّد بن منصور التَّميمي المروزي، الأنىساب، تحقيق: عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني وغيره، ط1، حيدر أباد الدكن: مطبعة دار المعارف العثمانية، 1952م.
16. علي، جواد، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، ط2، بغداد: جامعة بغداد، 1993م.
17. الغانمي، سعيد، ينابيع اللُّغة الأوَّلى: مقدمة إلى الأدب العربي منذ أقدم عصوره حتَّى حقبة الحيرة التَّأسيسية، ط1، أبو ظبي: كلمة للترجمة، 2009م.
18. الفارابي، أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري، الصِّحاح تاج اللُّغة وصحاح العربيَّة، تحقيق: أحمد عبد الغفور عطار، ط4، بيروت: دار العلم للملايين، 1987م.
19. الفيروزآبادي، مجد الدين أبو طاهر محمَّد بن يعقوب، القاموس المحيط، تحقيق: مكتب تحقيق التراث في مؤسسة الرسالة، ط8، بيروت: مؤسَّسة الرِّسالة، 2005م.
20. كانتينو، جون، اللغة النَّبطيَّة، ترجمة: مهدي الزعبي، ط1، عمّان: وزارة الثَّقافة، 2015م.
21. محمَّد، زكريا، نقوش عربيَّة قبل الإسلام، ط1، عمان: الأهلية، 2015م.
22. منيع، أبو عبد الله محمَّد بن سعد، الطَّبقات الكبرى، تحقيق: محمَّد عبد القادر عطا، ط1، بيروت: دار الكتب العلميَّة، 1990م.
23. النِّسائي، أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب، المجتبى من السُّنن، تحقيق: عبد الفتاح أبو غدة، ط2، حلب: مكتب المطبوعات الإسلاميَّة، 1986م.
24. الهروي، أبو منصور محمَّد بن أحمد بن الأزهري، تهذيب اللُّغة، تحقيق: محمَّد عوض مرعب، ط1، بيروت: دار إحياء التُّراث العربي، 2001م.
25. الهروي، علي بن سلطان محمَّد قاري، مرقاة المفاتيح: شرح مشكاة المصابيح، ط1، بيروت: دار الكتب العلميّضة، 2001م.
26. الواقدي، أبو عبد الله محمَّد بن عمر بن واقد السهمي الأسلمي، المغازي، تحقيق: مارسدن جونس. ط3. بيروت: دار الأعلمي. (1989م).

المصادر الأجنبية
1. Aد-ظabarت, Abث Jaرfar Muحammad b. Jarتr, The History of al-ظabari: Volume V: The Sةsةnids, the Byzantines, the Lakmids, and Yemen, Translated by: Bosworth, C.E. New York: State University of New York Press, 1999.
2. Bellamy, James A, A New Reading of the Namةrah Inscription, Journal of the American Oriental Society, 105(1), January-March 1985.
3. Bowersock, G. W, Limes Arabicus, Massachusetts: Harvard Studies in Classical Philolgy, 80, 1976.
4. Kropp, Manfred, Burden and Succession: A proposed Aramaicism in the Inscription of Namةra, or the Diadochs of the Arabs, Proceedings of the Seminar Arabian Studies, 36, 2006.
6. Macdonald, M. C. A, Residences, Castles, Settlements Transformation Processes from Late Antiquity to Early Islam in Bilad al-Sham, Edited by: Bartl, Karin, Moaz, Abd Al-Razzaq, Rahden/Westf.: Verlag Marie Leidorf GmbH, 2008.
7. Saad D. Abulhab, Inscriptional Evidence of Pre-Islamic Classical Arabic: Selected Readings in Nabataean, Musnad and Akkadian Inscriptions, 1st ed., New York: Blautopf Publishing, 2013.
8. Shahid, Irfan, The Iranian Factor in Byzantium during the Reign of Heraclius, Dumbarton Oak Papers, 26, 1972.
9. Shahid, Irfan, Byzantium and the Arabs in the Fourth Century, Washington D.C.: Dumbarton Oaks Research Library and Collection, 1985.

المواقع الإلكترونية
1. شبكة .Arabetics الاسترجاع 11 مارس 2020م من
http://arabetics.com/public/html

2. شبكة المعاني. معنى كلمة «غرب». الاسترجاع 13 مارس 2020م من
https://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/%D8%BA%D8%B1%D8%A8

3. شبكة المعاني. معنى كلمة «أطم». الاسترجاع 10 يوليو 2020م من
https://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/%D8%A3%D8%B7%D9%85/

4. شبكة الجزيرة. ضرية...وآل غنام والتَّاريخ العريق. الاسترجاع 14 يوليو 2020م من
http://www.al-jazirah.com/2001/20010509/ct8.htm.

5. شبكة الوكالة العربيَّة السُّورية للأنباء. أكثر من نصف سكانها من المغتربين..نجران إحدى أقدم القرى بمنطقة اللجاة. الاسترجاع 16 يوليو 2020م من
https://www.sana.sy/?p=37693.


-------------------------------
[1][*]- طالبة الدُّكتوراه في الجامعة الإسلاميَّة العالميَّة ماليزيا، الدِّراسات اللُّغويَّة العربيَّة
[2][*]- أستاذة في فلسفة النَّحو العربي، Philosophy of Arabic Grammar، قسم اللُّغة العربيَّة، الجامعة الإسلاميَّة العالميَّة ماليزيا.
[3]- انظر: سعيد الغانمي، ينابيع اللُّغة الأوَّلى: مقدمة إلى الأدب العربي منذ أقدم عصوره حتَّى حقبة الحيرة التَّأسيسيَّة، (أبو ظبي: كلمة للترجمة، ط1، 2009م)، ص271.
[4]- انظر: المرجع نفسه.
[5]- James A. Bellamy, A New Reading of the Namةrah Inscription (New York: Journal of the American Oriental Society, Vol.105, No.1, January-March, 1985), p.32.
[6]- Saad D. Abulhab, Inscriptional Evidence of Pre-Islamic Classical Arabic: Selected Readings in Nabataean, Musnad and Akkadian Inscriptions (New York: Blautopf Publishing, 1st edition, 2013), p.89.
[7]- وهذه قراءة جديدة شاملة لنقشي النَّمارة، نبطيًّا وعربيًّا، وتصحيح أخطاء قراءات المستشرقين لهذين النَّقشين قبل أن قدم زكريا محمَّد قراءته في عام 2015م، Saad D. Abulhab, p.89.
[8]- Ibid, p.89.
[9]- Ibid, 89.
[10]- انظر: زكريا محمَّد، نقوش عربيَّة قبل الإسلام، (عمان: الأهلية، ط1، 2015م)، ص9.
[11]- انظر: المرجع نفسه، ص9-10.
[12]- واستنبطت الباحثة هذه القراءة بناء على مناقشة المؤلِّف الطَّويلة في كتابه، انظر: المرجع نفسه، ص7-50
[13]- انظر: زكريا محمَّد، نقوش عربيَّة قبل الإسلام، ص12.
[14]- انظر: جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل اللإسلام، (بغداد: جامعة بغداد، ط2، 1993م)، ص270.
[15]- انظر: المرجع نفسه، ص11-12.
[16]- انظر: زكريا محمَّد، نقوش عربيَّة قبل الإسلام، ص13-14.
[17]- انظر: زكريا محمَّد، نقوش عربيَّة قبل الإسلام، م.س، ص14.
[18]- انظر: م.ن، ص15.
[19]- انظر: زكريا محمَّد، نقوش عربيَّة قبل الإسلام، م.س، ص15.
[20]- انظر: زكريا محمَّد، نقوش عربيَّة قبل الإسلام، ص18؛ Bellamy, James A. p.35.
[21]- انظر: ابن منظور، محمَّد بن مكرم بن علي، لسان العرب، (بيروت: دار صادر، ط3، 1414هـ)، ص456، ج15.
[22]- انظر: المرجع نفسه، ص459، ج15.
[23]- Saad D. Abulhab, p.93.
[24]- انظر: زكريا محمَّد، نقوش عربيَّة قبل الإسلام، ص19.
[25]- Manfred Kropp, Burden and succession: a proposed Aramaicism in the inscription of Namةra, or the diadochs of the Arabs (London: Archaeopress Oxford, Proceedings of the Seminar Arabian Studies, Vol. 36, 2006), p.101.
[26]- انظر: Saad D. Abulhab, p.3.وكذلك راجع http://arabetics.com/public/html شوهد في تاريخ 11 من مارس 2020م.
[27]- Ibid, p.105.
[28]- انظر: أبو عبد الله عبد السلام بن محمَّد بن عمر بن علّوش، الَّذيل على النهاية في غريب الحديث والأثر، (بيروت: دار ابن حزم، ط1، 1997م)، ص361
[29]- انظر: زكريا محمَّد، نقوش عربيَّة قبل الإسلام، ص20-21.
[30]- انظر: ابن منظور، لسان العرب، ج3، ص140.
[31]- انظر: علي بن سلطان محمَّد قاري الهروي، مرقاة المفاتيح: شرح مشكاة المصابيح، (بيروت: دار الكتب العلميَّة، ط1، 2001م)، ج1، ص454.
[32]- انظر: أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري الفارابي، الصحاح تاج اللُّغة وصحاح العربيَّة، تحقيق: أحمد عبد الغفور عطار، (بيروت: دار العلم للملايين، ط4، 1987م)، ج1، ص193.
[33]- انظر: أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكرياء القزوييني الرازي، معجم مقاييس اللُّغة، تحقيق: عبد السلام محمَّد هارون، (دمشق: دار الفكر، ط1، 1979م)، ج4، ص420.
[34]- Glenn Warren Bowersock, Limes Arabicus (Massachusetts: Harvard Studies in Classical Philolgy, Vol. 80, 1976), p.219, وراجع
https://www.almaany.com/ شوهد في 13 من مارس 2020؛ وانظر: زكريا محمَّد، نقوش عربيَّة قبل الإسلام، ص21.
[35]- انظر: رنيه ديسو، العرب في سوريا قبل الإسلام، ص36-37.
[36]- Irfan Shahid, Byzantium and the Arabs in the Fourth Century (Washington D.C.: Dumbarton Oaks Research Library and Collection, 1985), p.31.
[37]- انظر: أبو المنذر هشام بن محمَّد بن السَّائب الكلبي، جمهرة النَّسب، تحقيق: ناجي حسين، (بيروت: مكتبة النهضة العربيَّة، ط1، 1986م)، ص617؛ أبو جعفر محمَّد بن جرير الطبري، تاريخ الطَّبري: تاريخ الأمم والملوك، (بيروت: دار الكتب العلمية، ط2، 2003م)، ج1، ص397؛
Aد-ظabarت, Abث Jaرfar Muحammad b. Jarتr, The History of al-ظabari: Volume V: The Sةsةnids, the Byzantines, the Lakmids, and Yemen. Translated by: Bosworth, C.E. (New York: State University of New York Press, 1999), vol.5, p44.
[38]- Shahid, Irfan, 33; Aد-ظabarت, 44; الطَّبري، تاريخ الطَّبري، ص398.
[39]- Shahid, Irfan, 33.
[40]- انظر: جواد علي، المفصل في تاريخ العرب، ج3، ص150، سعيد الغانمي، ينابيع اللُّغة الأولى، ص270.
[41]- انظر: زكريا محمَّد، نقوش عربيَّة قبل الإسلام، ص24.
[42]- Shahid, Irfan, 24.
[43]- انظر: زكريا محمَّد، نقوش عربيَّة قبل الإسلام، ص24.
[44]- انظر: المرجع نفسه، ص25.
[45]- انظر: زكريا محمَّد، نقوش عربيَّة قبل الإسلام، م.س، ص25.
[46]- انظر: المرجع نفسه، ص26؛ جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، ص57.
[47]- انظر: زكريا محمَّد، المرجع نفسه، ص26؛ Shahid, Irfan, 37-38.
[48]- يعني (ملك) في العربيَّة أو يفهم في الانجليزيَّة بـ king أو emperor
[49]- Shahid, Irfan. Dumbarton Oak Papers, The Iranian Factor in Byzantium during the Reign of Heraclius, 26 (1972): 296- 297.
[50]- انظر: زكريا محمَّد، نقوش عربيَّة قبل الإسلام، ص26-27.
[51]- انظر: سليمان عبد الرحمن الَّذييب، نقوش الحجر النَّبطيَّة، (الرياض: مكتبة الملك فهد الوطنية، د.ط، 1998م)، ص6.
[52]- انظر: جون كانتينو، اللُّغة النَّبطيَّة، ترجمة: مهدي الزُّعبي، (عمّان: وزارة الثقافة، ط1، 2015م)، ص250-251. ويلحظ أن جون كانتينو (Jean Cantineau) ترجم مصطلح (ا س ر ت ج ا) إلى الحاكم، وكتابته كانت تبدأ بهمزة وصل وتنتهي بالألف.
[53]- انظر: زكريا محمَّد، نقوش عربيَّة قبل الإسلام، ص29.
[54]- انظر: المرجع نفسه، ص29.
[55]- انظر: ابن منظور، لسان العرب، ج10، ص493.
[56]- انظر: أبو منصور محمَّد بن أحمد بن الأزهري الهروي، تهذيب اللُّغة، تحقيق: محمَّد عوض مرعب، (بيروت: دار إحياء التراث العربي، ط1، 2001م)، ج10، ص151.
[57]- انظر: أبو الفيض محمَّد بن محمَّد بن عبد الرزاق الحسيني الزبيدي، تاج العروس من جواهر القاموس، تحقيق: جماعة من المختصين، (الكويت: وزارة الإرشاد والأنباء، 2001م)، ج27، ص347.
[58]- انظر: زكريا محمَّد، نقوش عربيَّة قبل الإسلام، ص30.
[59]- انظر: أبو سعد عبد الكريم بن محمَّد بن منصور التَّميمي السِّمعاني المروزي، الأنىساب، تحقيق: عبد الرَّحمن بن يحيى المعلمي اليماني وغيره، (حيدر أباد الدكن: مطبعة دار المعارف العثمانية، ط1، 1952م)، ج13، ص395.
[60]- انظر: أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري، أنساب الأشراف، تحقيق: محمَّد محمَّد تامر، (بيروت: دار الكتب العلمية، ط1، 2011م)، ج7، ص182.
[61]- انظر: أبو المنذر هشام بن محمَّد بن السَّائب الكلبي، نسب معد واليمن الكبير، تحقيق: ناجي حسن، (بيروت: مكتبة النهضة العربيَّة، ط1، 1988م)، ج2، ص489.
[62]- انظر: زكريا محمَّد، نقوش عربيَّة قبل الإسلام، ص30.
[63]- انظر: مجد الدِّين أبو طاهر محمَّد بن يعقوب الفيروزآبادي، القاموس المحيط، تحقيق: مكتب تحقيق التُّراث في مؤسسة الرِّسالة، (بيروت: مؤسسة الرسالة، ط8، 2005م)، ص300.
[64]- انظر: شمس الدِّين محمَّد بن أحمد بن عثمان الذَّهبي، تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، تحقيق: عمر عبد السَّلام تدمري، (بيروت: دار الكتاب العربي، ط2، 1993م)، ج36، ص257.
[65]- انظر: شهاب الدِّين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الرُّومي الحموي، معجم البلدان، (بيروت: دار صادر، ط2، 1995م)، ج3، ص133.
[66]- انظر: الفارابي، الصحاح، ج1، ص317
[67]- انظر: كلمة «أطم» في https://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/%D8%A3%D8%B7%D9%85/ وشوهد في 10 من يوليو 2020م.
[68]- انظر: ابن منظور، لسان العرب، ج2، ص279-281.
[69]- انظر: ابن فارس، مقاييس اللُّغة، ج2، ص485.
[70]- انظر: زكريا محمَّد، نقوش عربيَّة قبل الإسلام، ص32.
[71]- انظر: ياقوت الحموي، معجم البلدان، ج3، ص133.
[72]- انظر: أبو عبد الله محمَّد بن عمر بن واقد السهمي الأسلمي الواقدي، المغازي، تحقيق: مارسدن جونس، (بيروت: دار الأعلمي، ط3، 1989م)، ج2، ص534.
[73]- انظر: أبو عبد الله محمَّد بن سعد بن منيع، الطبقات الكبرى، تحقيق: محمَّد عبد القادر عطا، (بيروت: دار الكتب العلمية، ط1، 1990م)، ج2، ص60.
[74]- انظر: ضرية...وآل غنام والتَّاريخ العريق http://www.al-jazirah.com/2001/20010509/ct8.htm شوهد 14 من يوليو 2020م، وضرية: بكسر الضاد والراء ثم ياء مشددة فتاء مربوطة أخيرة.
[75]- انظر: زكريا محمَّد، نقوش عربيَّة قبل الإسلام، ص32.
[76]- انظر: زكريا محمَّد، نقوش عربيَّة قبل الإسلام، م.س، ص32-33.
[77]- انظر: أكثر من نصف سكانها من المغتربين.. نجران إحدى أقدم القرى بمنطقة اللجاة
https://www.sana.sy/?p=37693 شوهد 16 من يوليو 2020م.
[78]- انظر: ياقوت الحموي، معجم البلدان، ج5، ص270.
[79]- انظر: ياقوت الحموي، الخَزَل والدَّال بين الدُّور والدَّارات والدِّيَرة، تحقيق: يحيى زكريا عبّارة ومحمَّد أديب جُمران، (دمشق: وزارة الثقافة، د.ط.، 1998م)، ج2، ص225-226.
[80]- انظر: المرجع نفسه، ج2، ص229.
[81]- انظر: ياقوت الحموي، الخَزَل والدَّال بين الدُّور والدَّارات والدِّيَرة، م.س، ج2، ص230.
[82]- انظر: صفي الدِّين عبد المؤمن بن عبد الحق ابن شمائل القطيعي البغدادي، مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع، (بيروت: دار الجيل، ط1، 1412هـ)، ج3، ص1359-1360.
[83]- Bellamy, p.40.
[84]- Bellamy, 41؛ وزكريا محمَّد، نقوش عربيَّة قبل الإسلام، ص35.
[85]-Bellamy, 41؛ وزكريا محمَّد، المرجع نفسه، ص35.
[86]-Bellamy, 41؛ وزكريا محمَّد، المرجع نفسه، ص35.
[87]- Bellamy, 41؛ وزكريا محمَّد، المرجع نفسه، ص35.
[88]- انظر: ابن منظور، لسان العرب، ج11، ص644.
[89]- انظر: الزُّبيدي، تاج العروس، 30، ص445.
[90]- انظر: ابن منظور، م.س، ج36، ص519.
[91]- انظر: المرجع نفسه، ج36، ص520.
[92]- انظر: ابن منظور، م.س، ج2، ص53.
[93]- انظر: المرجع نفسه، ج2، ص53-54.
[94]- انظر: أبو عمر يوسف بن عبد الله ابن محمَّد بن عبد البر النِّمري الأندلسي، التمهيد لما في المؤطأ من المعاني والأسانيد، تحقيق: أسامة بن إبراهيم، (القاهرة: الفاروق الحديثة، ط1، 1999م)، ج13، ص127.
[95]- انظر: المرجع نفسه، ج13، ص129.
[96]- انظر: ابن منظور، لسان العرب، ج1، ص223.
[97]- م.ن، ص52.
[98]- انظر: ابن منظور، لسان العرب، ج11، ج1، ص499.
[99]- انظر: أبو الحسن علي بن إسماعيل بن سيدة المرسي، المحكم والمحيط الأعظم، تحقيق: عبد الحميد هنداوي، (بيروت: دار الكتب العلميَّة، ط1، 2000م)، ج1، ص383؛ زكريا محمَّد، نقوش عربيَّة قبل الإسلام، ص40.
[100]- انظر: ابن منظور، لسان العرب، ج1، ص499.
[101]- انظر: زكريا محمَّد، نقوش عربيَّة قبل الإسلام، ص41.
[102]- Macdonald, M. C. A. Residences, Castles, Settlements Transformation Processes from Late Antiquity to Early Islam in Bilad al-Sham. eds: Bartl, Karin, Moaz, Abd Al-Razzaq. (Rahden/Westf.: Verlag Marie Leidorf GmbH, 2008), p.318.
[103]-زكريا محمَّد، نقوش عربيَّة قبل الإسلام، ص43. Macdonald, M. C. A. p.318-319.
[104]-زكريا محمَّد، المرجع نفسه، ص44. Macdonald, M. C. A. p.319.
[105]-زكريا محمَّد، المرجع نفسه، ص44-45. Macdonald, M. C. A. p.321.
[106]- Bellamy, p.45.
[107]- Kropp, Manfred. Burden and Succession: a proposed Aramaicism in the inscription of Namāra, or the diadochs of the Arabs. Proceedings of the Seminar for Arabian Studies, (Oxford: Archaeopress, 2006) (36), p.105.
[108]- انظر: زكريا محمَّد، نقوش عربيَّة قبل الإسلام، ص47.
[109]- انظر: ابن منظور، لسان العرب، ج10، ص493.
[110]- انظر: زكريا محمَّد، المرجع نفسه، ص47.
[111]- Saad D. Abulhab, p.100.
[112]- انظر: زكريا محمَّد، نقوش عربيَّة قبل الإسلام، ص49، Bellamy, J. p.39.
[113]- انظر: زكريا محمَّد، المرجع نفسه، ص49.
[114]- انظر: ابن منظور، لسان العرب، ص300، ج3.
[115]- انظر: ابن فارس، مقاييس اللُّغة، ص105، ج4.
[116]- انظر: زكريا محمَّد، نقوش عربيَّة قبل الإسلام، ص49.
[117]- Saad D. Abulhab, p.109.
[118]- Bellamy, p.46.
[119]- Saad D. Abulhab. P.110.
[120]- انظر: زكريا محمَّد، المرجع نفسه، ص50.
[121]- صحّحه الألباني، انظر: أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، المجتبى من السنن، تحقيق: عبد الفتاح أبو غدة، (حلب: مكتب المطبوعات الإسلامية، ط2، 1986م)، ص16، ج4؛ ابن قيم الجوزية، إعلام المُوَقِّعِين عن رب العالمين، تحقيق: عصام الدِّين الصبابطي، (القاهرة: دار الحديث، د.ط.، 2004م)، ص535، ج4.
[122]- انظر: الأزهري، تهذيب اللُّغة، ص43، ج2.
[123]- انظر: زكريا محمَّد، نقوش عربيَّة قبل الإسلام، ص50.