البحث في...
إسم البحث
الباحث
اسم المجلة
السنة
نص البحث
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

تزييف المخطوط العربي لدى المستشرقين ـ المستشرق آرثر جيفري أنموذجاً

الباحث :  أ. د. حسن منديل حسن العكيلي
اسم المجلة :  دراسات استشراقية
العدد :  8
السنة :  السنة الثالثة - صيف 2016م / 1437هـ
تاريخ إضافة البحث :  July / 14 / 2016
عدد زيارات البحث :  4619
تحميل  ( 1.359 MB )
الخلاصة:
 على الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلها المستشرقون في دراسة تراثنا الاسلامي والعلمي وتحقيقه، الا ان بعضهم حاول الإساءة الى الاسلام والطعن بالقرآن الكريم، موظفا التأليف والتحقيق والنشر لهذه الاساءة، من هؤلاء المستشرق آرثر جيفري ولاسيما في تزييف احدى مقدمتي كتاب: (مقدمتان في علوم القرآن). الذي حققه ونشره سنة 1954. والذي أثار جدلا بين الدارسين المختصين والمحققين، ولم يهتدوا الى صاحب مقدمة كتاب المباني لنظم المعاني الى يومنا هذا بعد أكثر من نصف قرن على نشره على الرغم من التنقيب والبحث، وفي ضوء تقدم التحقيق ونشر التراث وتقدم وسائل الاتصال وفهرسة التراث العربي المخطوط في العالم.

 فعند اطلاعي على الكتاب قبل ثلاثين سنة تقريبا ساورتني الشكوك في محتوى المقدمة الأولى (المباني لنظم المعاني) بأنها من وضع المستشرق آرثر جفري نفسه للطعن بالقرآن الكريم وسلبه الاعجاز. الا ان مشاغل التحضير للدكتوراه آنذاك لم تسمح لي بإثبات ذلك. وبعد الدراسة والتحقيق وصلت الى أدلة قاطعة تثبت ما ذهبت اليه ذكرتها في ثنايا البحث وقد استندت الى أدلة عقلية منطقية في الغالب. والحمد لله ربّ العالمين والله هو الهادي الى الرشاد. وأعوذ به من أن يكون كلامي شططا، اللهم واجعل عملي هذا لوجهك الكريم خالصا واكتبني من المدافعين عن كتابك الكريم.

 فرضية البحث:
 عند اطلاعي على مقدمة كتاب المباني ساورتني الشكوك بصحتها ذلك أن مضمونها تجمع كثيرا من الرويات التي تنطوي على بعض المطاعن في القرآن الكريم، وكثرة الخلافات في القراءات القرآنية وادعاء الزيادة والنقص في القرآن الكريم وغير ذلك من المطاعن التي وردت على شكل روايات يردها صاحب كتاب المباني. لكن بطريقة تؤدي الى الشكوك في تراثنا في الدراسات القرآنية. لا تنأى كثيرا عما ذكره جيفري في مقدمته لكتاب المصاحف من افتراءات. في ضوء اهتمام المستشرقين بتاريخ القرآن الكريم والتأليف بصورة مغرضة منحازة وليس بدراسة علمية موضوعية.

 لذلك افترضت الفرضية الآتية: إنّ مقدمة كتاب المباني من وضع المستشرق آرثر جيفري نفسه أو بالتعاون مع مستشرقين آخرين ولا سيما المستشرق تيو دور نولدكة صاحب كتاب تاريخ القرآن الذي اعتمد نسخة المخطوط الكتاب، وقد زيفت هذه المقدمة للطعن بالقران الكريم من حيث المباني والمعاني لسلبها الاعجاز القرآني..

 وقد تكون المخطوطة من فعل مستشرقين آخرين سابقين عليهم أرادوا الإساءة الى الدين الإسلامي الحنيف والقرآن الكريم الذين كانوا يحاربون الإسلام بكل السبل. لاسباب سياسية وصراعات دينية ولا سيما في العصر العثماني وتهديدهم دول أوربا آنذاك ([1]).

تمهيد
الاستشراق العلمي والاستشراق المغرض
 لا نجحد الجهود التي بذلها المستشرقون في مجال الدراسات القرآنية سواء أعلى مستوى التأليف، أم على مستوى جمع المخطوطات وفهرستها وتحقيقها ونشرها وترجمتها عن العربية إلى مختلف اللغات الأوروبية. ويعد عملهم هذا خدمة جليلة للتراث العربي الإسلامي، استفاد منه علماؤنا وباحثونا، فأضافوا إليه نتاجات قيمة(.([2]
 ففي مجال فهرسة القرآن الكريم وتفاسيره وعلومه، بذلوا جهودا حثيثة ككتاب كارل بروكلمان، وكتاب ـ نجوم الفرقان في أطراف القرآن للمستشرق كوستاف فلوجل (وهو فهرسة مرتب على حروف المعجم للكلمات الواردة في القرآن الكريم. وفي مجال التحقيق، عكف المستشرقون على تحقيق مجموعة من المخطوطات التي لم تعرف النور إلا على أيدي هؤلاء المستشرقين. 
 وأصدروا مجلات منها آسيوية وفرنسية وإنجليزية وألمانية ونمساوية وإيطالية وأمريكية، لم تترك بابا إلا قرعته، ولا بحثا إلا طرقته،... وقد بلغت المجلات والدوريات التي تشتغل على القرآن الكريم في موضوعات مختلفة عامة وخاصة، فأوصلها ثلاثمائة ونيف مجلة كما أحصاها الدكتور أحمد نصري([3]).

وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلها المستشرقون في خدمة تراثنا الاسلامي العلمي، الا ان بعض المستشرقين حاول الاساءة الى لاسلام والتآمر عليه من خلال أعمالهم العلمية: أمثال نولدكة وبرجسترسر وآرثر جفري وغيرهم: الذين درسوا أصول القرآن في عصر الخلفاء للطعن فيه بدهاء مدعين الموضوعية العلمية مبطنين طعنا خفيا في القرآن الكريم والإسلام. . اذ كانت غايتهم غير المعلنة في دراساتهم القرآنية اثبات ان القرآن الكريم من كلام البشر (محمد ص) لنزع الاعجاز عنه. واعتمدوا في اثبات ذلك على كتب وروايات منحرفة ضعيفة منقطعة عن الوحي. وعجبا لبعض علماء الإسلام الذين نقلوا مثل هذه الروايات التي ورد جزء منها في مقدمة المباني، تتقاطع مع العقل من غير تمحيص وتدبر مصدرها الطاعنون بالقرآن الكريم أوالجهل.
من ذلك كتاب: (مقدمتان في علوم القرآن) موضوع البحث الذي تعاون على تزييفه وإصداره عدد من المستشرقين منهم نولدكة وآرثر جيفري الذي حققه. والذي كان من مصادرهم المهمة وهو لمؤلف مجهول. وقد بذل الدارسون العرب منذ عشرات السنين في نسبة الكتاب لكن لم ينسب الكتاب الى مؤلفه الحقيقي نسبة حقيقية نطمئن اليها من غير شكوك.

وقد اعتمد الباحثون وطلبة الدراسات على كتاب مقدمتان في علوم القران منذ صدوره أي قبل أكثر من ستين عاما ونقلوا منه وأحالوا عليه وبنوا أراءهم ونتائج بحوثهم على هذا الكتاب المجهول المؤلف.



المبحث الأول
التعريف بالكتاب والدراسات السابقة
كتاب «مقدمتان في علوم القرآن» بتحقيق المستشرق الاسترالي آرثر جيفري، ضمّ مقدمتين لتفسيرين هما: «كتاب المباني لنظم المعاني» لمؤلف مجهول ومقدمة تفسير ابن عطية المعروف. ثم قام الأستاذ: عبد الله إسماعيل الصاوي بتصحيح الطبعة الثانية «وقوّم نصها وألحق بها استدراكات وتصويبات للطبعة الأولى». نشرته مكتبة الخانجي سنة: 1954م.

وقد شرع مؤلف كتاب المباني في تأليفه "يوم الأحد غرة شعبان 425 هـ"(3) أي 3 شعبان 425 هـ/ 23 يونيو 1034 م. وقد وصلَنا في نسخة وحيدة، ومؤلفه غير معروف لدينا لأن الصفحة الأولى من المخطوطة مفقودة.
وكانت هذه المخطوطة مركز عناية المستشرقين المغرضين من دون المخطوطات الكثيرة فقد عنوا فيها عناية كبيرة وكان من أهم مصادرهم في مؤلفاتهم التي شككوا في القران الكريم. قال كلود جيلو مقدمة بحثه: لتيودور نولدكه(1836-1930)، ثم فريدريك شواللي(1863-1919) وكوتثلف برجستراسر(1886- 1933) السبق في الاطلاع على المؤلف ولفت الانتباه إلى أهميته.

وتفسير المباني هذا يوجد قطعة منه في مكتبة الدولة ببرلين تبدأ من سورة الفاتحة إلى سورة الحجر برقم 1031 كما في الفهرس الشامل الصادر من مؤسسة آل البيت بالأردن قسم التفسير 919 . وصورة هذه المقدمة محفوظة بمركز الملك فيصل تحت علوم القرآن برقم (2679-2-ف) .
‌ وهي من مصادر المستشرق الألماني نولدكه اذن في كتابه «تاريخ القرآن». وإنَّ تلميذ نولدكه وهو المستشرق «شواللي» استعملها بعد شيخه([4]).

وكان براجستراسر يدعو إلى الإفادة من هذه المقدمة وكان عازما على تحقيقها ونشرها بعد انتهائه من نشر كتاب «غاية النهاية» لابن الجزري لكن ظروفاً قاسيةً حالت دون إنجاز قصده.قبل وفاته بسنتين.
 وقد ذكر جيفري في مقدمة تحقيقه: أنه أعدّ هاتين الرسالتين لأصدقائه في المشرق والمغرب تلبيةً لرغبةٍ عبّر عنها الأستاذ براجستراسر ([5])، وقد نشرهما آرثر جفري من المخطوطات المحفوظة في دار الكتب ببرلين، ودار الكتب المصرية، وقد أشار إلى أنه نشر هاتين المقدمتين لأهميتهما، ولحرص المستشرق برجشتراسر من قبله على نشرهما بعد فراغه من نشر كتاب (غاية النهاية) لابن الجزري، ولكن لم يتيسر له ذلك، وأشار إلى أن هذه المخطوطة قد انتفع بها نولدكه في كتابه الشهير (تاريخ القرآن) وغيره من المستشرقين.

 وكان (نولدكه) أول من نبه إلى المقدمة، ورجع إلى مخطوطته الفريدة التي تحتفظ بها مكتبة برلين، ثم قام الإنجليزي آرثر جيفري بتحقيق مقدمة التفسير، وضم إليها مقدمة تفسير ابن عطية (ت543هـ) وتولت دار الخانجي في القاهرة نشر المقدمتين سنة 1954م بعنوان (مقدمتان في علوم القرآن) ثم أعادت نشره سنة 1972م بتصحيح عبد الله إسماعيل الصاوي..

 وتقع المقدمة الاولي وهي لكتاب المباني لنظم المعاني، في عشرة فصول مطولة تناولت: المكي والمدني، ونزول القرآن، وجمع القرآن وكتابة المصاحف، واختلافها، ورد الشّبهات الواردة على الجمع والمصاحف وبيان عدد السور والآيات والتفسير والتأويل، والمحكم والمتشابه ونزول القرآن على سبعة أحرف، إلى غير ذلك. وفي الفصل الأخير الحادي عشر وهو متن الكتاب فسر المؤلف آيات القرآن الكريم، مشيراً إلى معانيها بشكل إجمالي. وقد ضم المخطوط خمس عشرة سورة من سور القرآن الكريم من فاتحة الكتاب حتى سورة الأحزاب.

لقد أثارت مقدمة كتاب المباني بين الباحثين جدلا ونقاشا وخلافات وبذلوا الجهود والوقت في توثيق نسبة الكتاب فألفوا الأبحاث والدراسات وكثرت الآراء واشتد الخلاف والنقاش والردود بينهم. ويمكن تقسيمهم على ثلاثة مجموعات كل مجموعة ترجح نسبة الكتاب الى عالم مغاير وكالآتي :

الشيخ أبي محمد حامد بن أحمد بن جعفر بن بسطام المتوفى بعد سنة 425هـ. وهذا ما رجحه الدكتور غانم قدوري الحمد في بحثه وتبعه الأستاذ محمد الجكني الشنقيطي.
أبو محمد أحمد بن محمد بن علي العاصمي مؤلف كتاب زين الفتى في شرح سورة هل أتى (الذي عاش نحو العام 425هـ والمولود سنة 378هـ) كما ذهب جلّ الباحثين منهم كاظم رحمتي وأبو يوسف والكفراوي، والأستاذ سامر رشواني ومحقق كتاب (زين الفتى في شرح سورة هل أتى) لأحمد بن محمد بن علي العاصمي ([6])، ذهب إلى أن مؤلف هذا الشرح هو نفسه مؤلف كتاب (المباني ).

فريق آخر درس مقدمة المباني والأعلام وأسانيد الرواة التي وردت فيها والمؤلفات وغير ذلك، لكن لم يقطعوا بمؤلف محدد مثل المستشرق الفرنسي كلود جاوييد الفرنسي ومن تبعه من الدارسين. قال في ملخص بحثه: استطعنا التعرف على عدد من شيوخ المؤلف ولكن دون التوصل إلى تحقيق هوية المؤلف.
 وقد نشرت محاورة علمية طويلة في الموقع الالكتروني منتدى أهل التفسير([7]) شارك بها المعنيون بالموضوع من المحققين والباحثين دعا اليها الدكتور عبد الرحمن الشهري في 17/03/2006 بعنوان : (من هو مؤلف تفسير (المباني في نظم المعاني) الذي نشره آرثر جفري مقدمته )؟ فأدلى الباحثون بأراء مختلفة ومادة مهمة جمعت في رابط واحد، انتفعت بها كثيرا في هذا البحث. لكن النقاش العلمي هذا لم يصل الى رأي قاطع في نسبة الكتاب نطمئن اليه. فكل رأي وجهت اليه اعتراضات وشكوك، مما دفعني لأن أدلي بدلوي بين الدلاء عسى أن يكون فيصلا في ذلك ان شاء الله. وهو رأي توصلت اليه قبل ثلاثين سنة لم أفرد له بحثا

وفيما يأتي التفصيل باذن الله تعالى وذكر ادلة كل فريق ثم أذكر رأيي:
الدكتور غانم قدوري الحمد([8]): نسب كتاب (المباني في نظم المعاني) للشيخ أبي محمد حامد بن أحمد بن جعفر بن بسطام الطحري وذكر أدلة ترجح نسبة هذا الكتاب اليه وقد توصل الى هذا الرأي من خلال دراسة أسانيد كتاب (الإيضاح في القراءات العشر واختيار أبي حاتم وأبي عبيد) لأحمد بن أبي عمر الأندرابي المتوفى بعد سنة 500هـ الذي كان تليمذاً لابن بسطام، والمقابلة بين الروايات التي وردت في الكتابين المباني والايضاح([9]).
 - وتبعه الدكتور السالم محمد محمود أحمد الشنقيطي الجكني([10]): الذي رجح ان تكون نسبة الكتاب الى ابن بسطام أيضا، تناول اسمه وكنيته ولقبه. وعقيدته وشيوخه وتلامذته...([11])، توصل الى ذلك من خلال ترجمة شيخه ابن الهيصم، في «غاية النهاية» لابن الجزري ومن تلميذه الأندرابي صاحب كتاب «الإيضاح في القراءات». الذي نقل نصوصاً عن شيخه حامد بن أحمد موجودة في كتابه «المباني» وعن غيره من شيوخه([12])، وجده نقل منه في سبعة وعشرين مسألة ما بين حديث وأثر كلها عن حامد بن أحمد بن جعفر وصرح باسم ابن بسطام ولم يذكر العاصمي([13]).

وهي أحاديث واثار تشترك في نقلها كل المصادر. فضلا عن كون الشنقيطي لم يرجع الى الكتاب المخطوط كله وانما رجع الى المقدمة التي نشرها جيفري التي نشكك بصحتها. فضلا عن ذلك ليس في قول ابن الجزري في ترجمة ابن الهيصم : (اعتمد عليه أحمد بن عمر صاحب «الإيضاح» وروى عن حامد بن أحمد عنه فوائد في كتابه) ما يدل على أن الأندرابي روى عن ابن بسطام وابن الهيصم القراءات بالأسانيد، وإنما روى عنهم فوائد متفرقة غير مقيدة . فضلا عن أن كنية حامد أبو محمد، وكنيته أبو جعفر كما في المخطوط أثناء سورة البقرة ([14]).

الأستاذ محمد كاظم رحمتي:
 يرى رحمتي أن مؤلف كتاب "المباني لنظم المعاني"، و"زين الفتى في شرح سورة هل أتى" عالم واحد هو (هو أبو محمد أحمد بن محمد بن علي العاصمي (الذي عاش نحو العام 425هـ) )([15])، " من خلال الموازنة بين نصوص الكتابين، وقد أشار العاصمي في كتابه زين الفتى([16]) إلى تأليفه كتاب المباني، وكتباً أُخر ورد ذكرها في كتاب المباني والاحالات على كتبه والأسانيد والاشتراك في النقل عن ابن الهيصم شيخه بالنص حرفا حرفا. والنقل عن كتاب أبي سهل الأنماري (فيه ما فيه). واتحادهما طبقة وبلدا، وهما من كتب الكراميّين التي تنقل بعضها عن بعض مثل: كتاب (فيه ما فيه) لأبي سهل محمد بن محمد بن علي الطالقاني الأنماري.

ووازن رحمتي بين مخطوطة زين الفتى : وكتاب زين الفتى الذي نشره الأستاذ محمد باقر محمودي بعنوان العسل المصفى في تهذيب زين الفتى. وقد وردت إحالات للعاصمي إلى كتاب المباني في المواضع التالية:
مثل قوله: على ما ذكرنا في كتاب الإبانة والإعراب وفي كتاب المباني لنظم المعاني ([17]). وعن خصائص سورة هل أتى يقول العاصمي: وأما الذي وعدناه من ذكر نظم هذه السورة بعد ذكر فوائدها فهو أحق ما نفتتح به بعد الفراغ من ذكر الفوائد وإن كنا قد أوردنا لنظم آيات القرآن كتاباً وعنونّاه بكتاب المباني لنظم المعاني وبينّا [ هناك ] مقدمات الكلام في هذا الفن الذي لا يسع لمن يتكلم في القرآن الاغفال عنها... ([18]). ويقول: وقد بيّنت وجوه الاحتجاج التي في هذا الفصل في كتاب المباني لنظم المعاني فكذلك المرتضى رضوان الله عليه([19]).
وتبعه أبو يوسف الكفراوي في ذلك الترجيح قال: مؤلف كتاب " المباني " هو العاصمي، والأدلة على ذلك كثيرة جداً ؛ منها : ورود اسم المؤلف في أول الكتاب، ونقل بعض علماء القرنين السادس والسابع الهجريين عن كتابه هذا، وتصريحهم بأنه من تصنيفه. وإن من يقارن بين الكتابين يجد توافقاً كبيراً في المنهج والأسلوب وأن المؤلفات: "الدرر في ترفيع السور"، و"الزينة في سؤالات القرآن"، و"الغرر في أسامي السور" التي ذكر مصنف "المباني" أنها من تصنيفه، وأحال عليها قد وردت الإشارة إليها وإلى غيرها في كتاب "زين الفتى" في أكثر من موضع، منسوبة لمؤلفها أبي محمد العاصمي... وزاد عليها : "ديباج المذكرين"، و"المباني لنظم المعاني"...

كما أن جل الشيوخ الذين روى عنهم مصنف " المباني "روى عنهم العاصمي في " زين الفتى"، ويضاف إلى ذلك : أن أبا عبد الله الأندرابي لم يدع أن كتاب "المباني" من تصنيف شيخه أبي محمد حامد بن أحمد بن جعفر بن بسطام الطحري (الطحيري) الزاهد الورع (ت بعد 427 هـ )، كما لم يذكر أنه نقل عن كتاب له([20]).
 ومع ذلك ثمة اعتراضات وشكوك وأسئلة ليس لها جواب أهمها: ردّ الدكتور غانم الحمد: (لم يتضح لي مما عُرِضَ عن كتاب زين الفتى الأساس الذي تقرر بموجبه نسبة الكتاب إلى العاصمي، وهل ذُكِرَ اسمه في أول الكتاب وفي داخله، وهل الأسانيد في الكتاب تؤيد هذه النسبة وتؤكدها ؟ وما مقدار علاقة النصوص التي نقلها الأندرابي عن ابن بسطام بالنصوص الواردة في كتاب زين الفتى ؟

ثم ان سائر الكتاب التفسير لم يقابله مع النصوص وهذا يعني ان المقدمة غير الكتاب)([21]).
 وان العاصمي هذا شيعي المعتقد كما يبدو من خلال أقواله في كتاب زين الفتى. أما صاحب كتاب المباني فمذهبه كرّامي أو سني كما أكد الدارسون، من خلال موقف التبجيل والتقدير والاحترام للصحابة عمر وابي بكر رضوان الله عليهما والسيدة عائشة رضي الله عنهم. فضلا عن ردود صاحب الكتاب على بعض المسائل التي يقول بها بعض الشيعة وعلى امامهم([22]).
 وقد أكد معتقد العاصمي الكرّامي المستشرق الفرنسي كلود جليو([23]) في بحثه([24]) الذي درس مصادر الأحاديث المنقولة في كتاب المباني مع تراجم للرجال الذين يتضمنهم. وقال جيلو في ملخص دراسته: (ولكن الشيء الأكيد أنّ المؤلف خراساني أو نيشابوري غالبا من نيشابور ومتكلم كرامي...).

رأي في حقيقة كتاب المباني:
 والذي أراه أن مخطوط كتاب المباني من صنيعة عدد من المستشرقين منهم جيفري، اذ تشير دلائل كثيرة على ذلك وعلى تلفيق المقدمة من كتب عدة، ومن ثم ألحقت بتفسير يتناول الاحكام النصي والدلالي في بعض سور القرآن الكريم وآياته مما كان يسمى بعلم المناسبة، فعند اطلاعي على الكتاب قبل ثلاثين سنة تقريبا ساورتني الشكوك في محتوى المقدمة الأولى وافترضت أنها من وضع المستشرق آرثر جفري نفسه أو بالتعاون مع مستشرقين آخرين ولا سيماالمستشرق تيو دور نولدكة صاحب كتاب تاريخ القرآن للطعن بالقران الكريم الذي طعن بالقران من حيث المباني والمعاني أيضا لسلبها الاعجاز.. وقد تكون مخطوطة الكتاب من وضع وصنيعة آخرين أرادوا الإساءة الى الدين الإسلامي الحنيف والقرآن الكريم الذين حاربوا الإسلام بكل السبل وهم كثيرون في أوربا أثناء الحروب الصليبية، لاسباب سياسية وصراعات دينية وفي العصر العثماني الذي شهد صراعا مع اوربا لذلك عندما ترجم القران في أوربا أطلقوا عليه الكتاب المقدس التركي([25]).
الا ان مشاغل تحضير الدكتوراه أثنتي عن اثبات الفرضة في بحث. وبعد الدراسة والتحقيق وصلت الى أدلة تثبت ما ذهبت اليه منها وسأدلوا بدلوي بين الدلاء دفاعا عن ديننا الحنيف وكتاب الله والله هو الهادي الى الرشاد.:
ليس غريبا عليهم تزييف نص بل فعلوا اكثر وقتلوا وشردوا واستعمروا ومحاولاتهم للقضاء على الدين واثبات القران كلام محمد (ص) وليس معجزا ولن يفلحوا. ونجد كثرة المطاعن في الروايات مادة الكتاب التي لا تتطابق مع عنوان الكتاب.

ويبدو ان الكتاب جمع روايات للمستشرقين الذين حاولوا الطعن في القران الكريم من التراث الإسلامي ويؤكد ذلك ان المستشرقين الثلاثة وتلاميذهم اعتمدو عليهما واراد برجسرسر نشرها قبل موته بسنتين لكن ظروفا منعته وجاء جفري لتحقيق رغبته كانوا يهتمون في دراسة تاريخ وتطور قراءاته من أيام الخلفاء الى قراءة حفص المشهورة المتداولة بين أيدينا (تصدير الكتاب جفري 3) .

فهي مقدمة عني بها المستشرقون عناية كبيرة وبذلوا جهودا كبيرة لنشرها بهذه الطريقة الملفقة، وكانت من أهم مصادرهم في كتبهم على الرغم من انها مجهولة المؤلف، وقد بنوا عليها حقائق ونتائج وهو عمل ينافي أصول البحث والتحقيق العلمي الرصين الذي يجب الالتزام به وأعني تحقيق ونشر جزء من مخطوط مجهول المؤلف، وهم لا يجهلون أساليب التحقيق العلمي ولكن كانت لهم غاية مبطنة.
إن عناية المستشرقين بنسخة تثير الجدل فريدة مجهولة المؤلف والناسخ خالية من تاريخ النسخ أمّا الشكوك في عنايتهم هذه، ذلك لانها نسخة ينافي تحقيقها شروطه في التحقيق ويمنع اعتمادها ومع ذلك مضى جيفري في تحقيقها ونشرها وقد اعتمدها الدارسون للأسف في دراساتهم.

وفيما يأتي أذكر مزيداً من الأدلة على ذلك بالتفصيل ان شاء الله تعالى.

المبحث الثاني
أدلة تزييف الكتاب والأسباب:
- إن المستشرق آرثر جفيري صدّر كتابه بهذه المقدمة، والتي تقع في عشرة فصول، وهي إحدى المقدمتين المنشورتين، والأخرى: مقدمة التفسير لابن عطية المتوفى سنة 543 هـ. وهو عمل ينافي أسلوب التحقيق العلمي ان ينشر جزءا من كتاب مجهول المؤلف. جمع بين مقدمتين مختلفتين قرن بينهما 425 ابن عطية 543 ولا أعرف ما الجامع بينهما وما الغرض من نشرها لتكبير الكتاب مثلا للتمويه
والجامع بينهما انهما مغربيان ولا سيما ان جفري ضليع بعلم التحقيق وشروطه العلمية. وهذه طريقة ذكية محكمة في إخفاء الحقيقة ان ينشر مقدمتين لكتابين أحداهما معروفة صحيحة النسب الى صاحبها، وأخرى مجهولة النسب لسقوط الورقة الأولى من المخطوط وذلك ليزيد اللبس على الدارسين. ولماذا لم ينشر مخطوط الكتاب كله المقدمة والتفسير وقد بلغت هذه المقدمة 250 صفحة تقريبا من هذا مجموع الكتاب المطبوع من أصل 293 صفحة، أما مقدمة ابن عطية فبلغت 41 صفحة ولو طبع كتاب المباني منفردا لكان أنسب لكنه كان يريد اللبس على الدارسين واخفاء حقيقة المخطوط المزيف. فجمع بينهما ليزيل الشكوك ان مقدمة كتاب المباني كبير يمكن نشره وحدها من غير مقدمة ابن عطية. 
- تناولت مقدمة كتاب المباني روايات تؤدي الى الطعن في القرآن مثل: موضوع الزيادة والنقصان في القرآن الكريم، ادعاء التحريف فيه وحديث الغرانق والخلاف في القراءات ومصادرها مما اتخذه المستشرقون ذريعة للطعن بالقرآن الكريم لاثبات عدم اعجازه. فضلا عن ايحائه بتقاطع المباني للمعاني والقصد من تناول المعاني يبدو معاني القرآن غرضهم وهذا ما كان يسعى اليه بعض المستشرقين([26]).
وكذلك تناولت المقدمة الخلاف بين عدد الصحابة رض في تغيير رسم الخط ومسألة المصاحف التي كان متخصصا بها جيفري([27])، والروايات الضعيفة فيها، نحو: إنّ مصحف ابن مسعود قد غابت عنه ثلاث سور قرآنية هي سورة الفاتحة والناس والفلق. ومصحف أبي بن كعب أيضاً لم يسلم من الادّعاءات، فقد روي أنّه يضمّ سورة باسم حفد. فالمقدمة عبارة عن جمع روايات وتتابعها وخلافات في جمع القرآن وعدد اياته وسوره وجمعه ومصاحفه وقراءاته ونزوله وترتيب نزوله وغير ذلك من الروايات الضعيفة المردودة غير المقبولة عقلا ومنطقا([28])، تتابعت بذكاء لزرع الشكوك في نفوس القراء ولا سيما المبتدئن والمتأثرين بالحضاررة الغربية الذين في قلوبهم الزيغ: ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ﴾ (آل عمران: 7).

ولا سيما انه نشرها في عصر كانت المصادر القرانية الموثوقة فيه شحيحة.
- العناية الكبيرة التي أولاها بعض المستشرقين بهذه المقدمة تبدو مريبة ذلك لانها جمعت المطاعن بالقرآن الكريم بأسلوب الدفاع والرد على الروايات وهي طريقة ذكية لنشر هذه المطاعن ونفي الاعجاز عنه وانه كتاب غير سماوي من كلام محمد ص وكانوا يسعون الى ذلك بشكل مبطن مقنع ومقبول لانه موضوع حساس لقد أثار جفري شكوكا وشبها في القرآن منها القول بنقص القرآن على لسان بعض الصحابة والعلماء بحسب الروايات وكما نقل عن البخاري: ولأن القرآن إذا سقط منه شيء بطل الباقي الخ([29]) ولا يستبعد ان الروايات موجودة في بعض المصادر القديمة في موروثنا الإسلامي. لكنه جمعت في هذه المقدمة وأضيف عليها كما يبدو في النقل من كتاب العاصمي زين الفتى لوجود نصوص واحالات عليه في كتابه المباني كما مرّ بنا.

- التوافق بين مقدمة المباني وكتاب زين الفتى وغيره:
مرّ بنا اضطراب أقوال الدارسين وخلافاتهم في نسبة كتاب المباني بين العاصمي مؤلف كتاب زين الفتى، وابن بسطام، وكل منهم جمع أدلة واضحة لكنها سرعان ما يبدو التناقض فيها، وما هذا الا بسبب التلاعب بالمخطوط وتزييفه وتلفيقه من كتب عدة أثارت جدلا بين الدارسين كل فريق ينقض أدلة الفريق الآخر بأدلة أُخر. مما دفع بعضهم الى القول: (الخوف أن يكون هناك كتابان باسم " المباني " لكل من العاصمي والطحري! والله أعلم )([30]).
 وعقب د عبد الرحمن الشهري : احتمال أن يكون العاصمي هذا هو ابن بسطام نفسه، لكن هذا يحتاج إلى تتبع ترجمة العاصمي هذا في موارد كثيرة للكشف عن حقيقته، وقد حاولت ذلك في قاعدة (خزانة التراث) التي أصدرها مركز الملك فيصل مشتملةً على فهارس المخطوطات في العالم، ولم أجد له ذكراً. .. والغريب أنني بحثت عن هذا الاسم في خزانة التراث فلم أظفر له بكتاب، مع إنه يظهر من مقدمة المباني أنه مكثر من التأليف([31]).
 وقال الباحث جنيد الله ان حامد هو مؤلف الكتابين واما العاصمي فوهم من ناسخ نسخة زين الفتى وهي نسخة غير معتمدة لتاخرها وذلك لصراحة ذكر الأندارابي لاسم حامد عندما ينقل نفس النصوص الموجودة في الايضاح والمباني حرفا حرفا ومن كتاب الانماري أيضا.
 فضلا عن اتفاق ([32]) نسخة كتاب زين الفتى مع نسخة كتاب " المباني " في أنهما قد سقط من أولهما جزء من المقدمة، إلا أن السقط من الثانية قد أذهب باسم المؤلف، بخلاف الأولى ؛ حيث كان السقط من أولها قليلاً([33]). وقال مهذب كتاب الزين: (وقد سقط من النسخة الوحيدة المعتمدة في التحقيق بعض المقدمة، وتتمة الفصل السادس، ومعها الفصول الأربعة الأخيرة)([34]).
يتبين كيف لفق جيفري وغيره بين الكتابين بذكاء حيث اخذوا نصوصا منه ومن غيره ليصعب على الباحثين والمحققين الاهتداء اليه وقد أثار جدلا واسعا بين الدارسين المختصين كما مرّ بنا لكنهم لم يقطعوا برأي جازم.

وكلا الطرفين على حق بذكر دلائل فهناك تلفيق بين المخطوطات

اللغة والأسلوب:
رجح جيفري ان مؤلف المباني من أهل المغرب، ولم يفصح عن الأدلة التي توصل بها إلى ذلك. قال «جيفري» في مقدمة الكتاب مقدمتان في علوم القرآن: «ويظهر لنا من لغته - مؤلف «المباني» - وأسانيده أنه من علماء المغرب، وكثيراً ما نجد أنَّ ما يدلي به يجلو الأمور الغامضة في كتب أبي عمرو عثمان الداني القرطبي المنتشرة بيننا...»( ([35])). لكن أكد جميع الدارسين والمحققين المهتمين بالكتاب على أن المؤلف من المشرق الاسلامي وليس من علماء المغرب لذكره شيوخه من الكرامية وأنه كرّامي المعتقد والمذهب. ويبدو انّ ما ذهب اليه جيفري مقصودٌ لإخفاء الحقيقة وإبعاد الشكوك عن الكتاب.
فالواضح من أسلوب الكتاب ومن حيث اللغة انّه بعيد كل البعد عن الأسلوب المغربي -الأندلسي- المتميز بصبغته الأدبية من الجناس وغيره من المحسنات البديعية.

 وأكد جاويد([36]) بان المؤلف مشرقي كرامي من خراسان كلود جيلو ردا على جفري بانه مغربي – وقال و أظهر ف. سيزكين بعض شيوخ مؤلف كتاب المباني، وأعلن بأنه "في الغالب فارسي أو عاش في فارس" . وقال: إن عمل فان إس أتاح لآرون زيزو من جامعة واشنطن إعادة الدراسة عن قرب لكتاب المباني وإظهار الأصل الكرامي وأيضا في الغالب خراسانية هذا المؤلَّف ومؤلفه.
- كثرة الاخطاء اللغوية في طبعة جفري المليئة بالتحريف والتصحيف. والأمور الغامضة الكثيرة جدا التي شكى منها عبد الله الصاوي مصحح الطبعة الثانية. وكما يبدو من الجدول الذي ألحقه بالطبعة الثانية نجد 90 بالمائة منه أخطاء في مقدمة المباني، أما مقدمة ابن عطية فتكاد تخلو من التحريف والغموض الا ماندر مما يزيد التشكيك بمصداقية المخطوط ويدل على الوضع والتزييف من قبل المستشرق الذي مهما يكن فلا يرقى الى متخصص عربي صاحب سليقة عربية سليمة او صاحب الكتاب المجهول نفسه. بل وفيها سقط كثير يظهر بمقابلتها مع النصوص التي نقلها الأندرابي عن المؤلف في كتاب «الإيضاح» وقد وازن بين 27 نصا بين الكتابين، لذلك دعا أحد الدارسين الى إعادة تحقيق كتاب «المباني لنظم المعاني» حيث إنَّ الطبعة الموجودة الآن والتي لها أكثر من (50) سنة مليئة بالتحريف والتصحيف، بل وفيها سقط كثير يظهر بمقابلتها مع النصوص التي نقلها الأندرابي عن المؤلف في كتاب «الإيضاح»([37]). وهي دعوة لا يجوز الأخذ بها بعد ما ذكرت من الأدلة في حقيقة المخطوط.
- تلفيق المقدمة والتفسير فهي تختلف في الأسلوب والموضوع والمضمون والمنهجية أيضا وهذا يمكن أن يعد دليلا آخر على أن مخطوط الكتاب مزيف بوساطة جمع نصوص وروايات وزيادات وقص وحذف ولصق. ففي الاسلوب نجد حداثة مثل قوله: المعنون، وفبنا يريد علينا ([38]) فضلا عن اللحن النحوي نحو قوله: وجوابا على والصواب عن. التي لا تصدر من مؤلف له كتاب في الاعراب كما مرّ بنا. وعنوان الفصل الثاني: (في كيفية جمع المصاحف والسبب المؤدي الى تأليفها) نجدها عبارة محدثة ولا سيما في الثانية فضلا عن طعنة التأليف لا الجمع([39]).
 وبعض المصطلحات قلما يستعملها المشارقة والمغاربة مثل تسمية أبواب المقدمة بالفصول وهي تضم أبوابا وهذا خلاف المعهود. ولم يجعل المؤلف هذه الأبواب في داخل الفصول، أما الفصل الحادي عشر فقد جعله مؤلف الكتاب أصل الكتاب، ولم يسمه تفسيرا كما ورد في مقدمة الناشر للصاوي ومقدمة المؤلف صاحب المباني نفسه.

مؤلفات صاحب المباني:
ومن الغريب أيضا أن مؤلف كتاب المباني المجهول كثير التصانيف كما يبدو من احالاته الكثيرة على سائر مؤلفاته. وعلى الرغم من أهميتها وكثرتها التي أشار اليها لم يهتد الباحثون اليه ولا الى شيوخه وتلاميذه ومصادره التي ذكرها في كتابه المباني فقد ذكر أنه ألف أربعة كتب هي : الإبانة والإعراب(([40])). والدرر في ترفيع السور(([41]))، وكتاب الغرر في أسامي السور(([42])). والزينة في سؤالات القرآن (لم يتمه، في الأقل آنذاك) (([43])). وغيرها. كلام للمؤلف عن كثرة مؤلفاته التي وعد فيها بتأليف كتاب يخدم فيه كتاب الله، وقول صاحب المقدمة 7 (و لكل فصل من هذه الفصول كتب ومقالات اختصرناها في كتابنا هذا ومن أراد الإبلاغ فيها فعليه بكتبنا المؤلفة في كل باب منها) والمفهوم ان له كتبا في كل فصل من المقدمة والمقدمة اختصارات لها.

قال الدكتور عبد الرحمن الشهري: لقد بحثت في قاعدة التراث سوى غاية النهاية
ويعني هذا جمع مادة المستشرقين ربما وان كتبه لابد من أن تكون معروفة ونسبة الكتاب تكون سهلة لكثرة كتبه. فضلا عن اصطلاح كتبا المؤلفة وهي عبارة محدثة تبدو فالقدامى يسمونها مصنفة وغيرها.

 ومن الأدلة المهمة التي تسند ما ذهبت اليه: هي ان كتاب الغرر في أسامي السور: الذي أحال صاحب كتاب المباني عليه في أثناء حديثه عن فضائل القرآن.... ذكره ابن الجزري في كتابه: (غاية النهاية) وقد حقق برجستراسر كتاب غاية النهاية هذا وخبر كتاب المباني فكيف لم ينتبه اليه وهو المحقق العالم، ولكن يدل خيوط الوضع من هنا والتلفيق لدى المستشرقين([44]).

الغموض والاضطراب في دلائل الكتاب:
اضطراب الدارسون في نسبة الكتاب وكثرة التساؤلات التي لم يجدوا أجوبة لها في تحقيق نسبة الكتاب مثل: محمد كاظم رحمتي ومن تبعه الذي رجح أن يكون مؤلف كتاب (المباني في نظم المعاني) هو أبو محمد أحمد بن محمد بن علي العاصمي (425هـ) وهو مؤلف زين الفتى نفسه وذلك لورود اسم كتاب المباني في أثناء كتاب زين الفتى وكذلك ورود أسماء مصنفات أُخر مشتركة للمؤلف في كلا الكتابين والاشتراك في النقل عن ابن الهيصم بالنص حرفا حرفا، فضلا عن النقل المشترك عن كتاب أبي سهل الأنماري فيه ما فيه
 والدكتور غانم قدوري الحمد ومن تبعه الذي رجح نسبة الكتاب الى ابن بسطام. وقال تستوقف المتابع للموضوع قضية غاية في الأهمية، وهي أننا إذا قلنا إن العاصمي هو مؤلف كتاب المباني فلماذا لم يرد له ذكر في كتاب الأندرابي، بحسب متابعتي للكتاب، وهو ينقل أقوال محمد بن الهيصم وأبي سهل الأنماري عن طريق كتاب المباني " .
والدكتور عبد الرحمن الشهري قال: احتمال أن يكون العاصمي هذا هو ابن بسطام نفسه، وقد حاول البحث عنه في قاعدة (خزانة التراث) التي أصدرها مركز الملك فيصل مشتملةً على فهارس المخطوطات في العالم، ولم يجد له ذكراً.

وقال أيضا: الغريب أنني بحثت عن هذا الاسم (أبي محمد أحمد بن محمد بن علي العاصمي) في خزانة التراث فلم أظفر له بكتاب، مع أنّه يظهر من مقدمة المباني أنه مكثر من التأليف.

وكذلك الشك في ان يكون مؤلف زين الفتى هو العاصمي وهو مؤلف المباني.
وسبب ذلك هو اختلاف عقيدة المؤلفين فمؤلف زين الفتى واضح انه شيعي اما مؤلف المباني فيترضى على عثمان وعلى الشيخين وعلى أم المؤمنين عائشة ويستدل بأقوالهم. فضلا عن أن كنية مؤلف المباني أبوجعفر كما جاء أثناء كتابه المباني وليس أبا محمد. ناهيك عن أن العاصمي "أديب فاضل تميز في النحو والتصريف وأنه شرح المفضليات وله كتاب في التصريف "([45]) كما ذكر القفطي ومن هذه صفته لايمكن أن يكون كتاب المباني المطبوع من تأليفه لأنه مؤلف بأسلوب بعيد عن الأسلوب الأدبي . وغير ذلك من التساؤلات التي أثارها الباحثون حول الكتاب والاحتمالات التي احتملوها والافتراضات التي لم تثبت مثل([46]):
 ان العاصمي مؤلف زين الفتى واما المباني فلا زال مجهولا او هو حامد. وان العاصمي مؤلف الكتابين ولكن نسخة زين الفتى الموجودة ليست له ولعلها مختصر او تهذيب بدليل وجود نسخة واحدة لها ومتاخرة النسخ جدا. وان حامد هو مؤلف الكتابين واما العاصمي فوهم من ناسخ نسخة زين الفتى وهي نسخة غير معتمدة لتاخرها وذلك لصراحة ذكر الأندارابي لاسم حامد عندما ينقل نفس النصوص الموجودة في الايضاح الاندارابي والمباني حرفا حرفا ومن كتاب الانماري ايضا

ورد الدكتور السالم محمد محمود أحمد الشنقيطي: وقد يكون للعاصمي هذا كتاب بنفس العنوان لكن قطعاً ليس هو هذا المطبوع.

 وغير ذلك من الاحتمالات والافتراضات التي لا تنتهي مع كل ناظر في الكتاب:
فقد وجدت أن هناك عاصميا اخر اهتم بتناسب السور ونظم آيات القرآن وسوره وثمة مشتركات بينه وبين صاحب كتاب المباني وقد ورد في سلسلة نسبه اسم جعفر وتخصص بتناسب السور وهو متأخر عنه توفي سنة 708 هـ وهو مغربي كما احتمل جفري، هو ابن الزبير بن جعفر الثقفي العاصمي الغرناطي. ربما هو لكن لم يذكر المؤلفات التي ذكرها صاحب المباني ولا يستبعد أن أصل التفسير من تأليف ابن زبير وأما المقدمة فمن صنيع وتلفيق واضع المخطوط أصل الكتاب.
وكان على صاحب المباني – في الأقل - ان يشير الغرناطي والى تفسيره أو العكس لأن الكتابين في موضوع واحد في تناسب السور وقد يكون له التفسير لكن لم يذكر في قائمة كتبه ولا سيما أن عصر ابن الزبير الغرناطي يتناسب مع سخرية مؤلف المباني من احدى فرق الشيعة الذين ينتظرون امامهم الغائب منذ أربعمائة سنة وهذا التأريخ يتناسب مع عصر الغرناطي ذلك ان المؤلف توفي في حدود 700 هـ فضلا عن ان الغرناطي كان يهاجم المذهب الشيعي كثيرافي كتبه كذلك وان له اقولا ضد الروافض. ومع ذلك لا أجزم بهذا الاحتمال ولا ادعي انه هو لكن هناك تشابه وتساؤلات تحتاج الى مزيد من البحث([47]). ومن قوله الذي يدلّ على انّ المؤلف من القرن السادس الهـجري.

مجهولية الاحالات والاسانيد:
وأما من حيث أسانيد كتاب المباني وشيوخه المباشرين الذين روى عنهم فهم غير معروفين ولم أجد لهم ذكراً في المصادر المتوافرة ما عدا شيخيه ابن الهيصم والفارسي الذين لا شك أنهما مشرقيان وليسا مغربيين([48]). وقال كاظم رحمتي: وبالنسبة للأنماري ([49])وكتابه التفسيري فيه ما فيه، فإننا عدا ما نقله العاصمي وبعض المنقولات الأُخر، لا نملك أيّ معلومات إضافية... ويتجلى الغموض أكثر لدى المستشرق كلود جيلو الذي درس اسانيد الكتاب دراسات مستفيضة وتتبع شيوخه وتلامذته وكتبه وحلل الكتاب تحليلا تأريخيا لكنه لم يصل الى مؤلفه الحقيقي وهذه ليست مصادفة عفوية. فقد درس المستشرق الفرنسي كلود جليو([50]) في بحثه([51]) مصادر الأحاديث المنقولة في كتاب المباني مع تراجم للرجال الذين يتضمنهم وعني به وتتبّع سيرة مؤلفه وشيوخه ومصادره بدراسة جميع أسانيد الرواة والإشارات الى الأشخاص والمؤلفات وحتى الاستشهادات التي تضمنتها.. وعقد مبحثا خاصا عن أبي سهل الأنماري ـ المصدر الأساسي الذي اعتمد عليه مؤلف كتاب المباني في تصنيفه. ولم ينته الباحث الفرنسي إلى قول جازم في تحديد مؤلف كتاب المباني وقال جيلو في خلاصة: ولكن الشيء الأكيد أنّ المؤلف خراساني أو نيسابوري ومتكلم كرامي. وقال :يعترض البحث في أسانيد الرواة الذين يتضمنه كتاب المباني عائقان: في الواقع وقبل كل شيء، فالعديد من الأشخاص القريبين من المؤلف ومصدره يصعب بل يستحيل التحقق من هويتهم مع حدود معلوماتنا.
أما العائق الثاني فهو متواجد بكثرة في المؤلفات العربية القديمة. إن مؤلفنا لديه مصدر أساسي -نتحدث عنه لاحقا- ويذكره كثيرا. وبخصوص أسانيد الرواة كما هي فإن المؤلف غالبا ما يقوم بالإسناد إلى شيوخه، ولكن مع لعبة الاستشهادات يكون من الصعب في الغالب أن نقرر إن كان هذا السند أو ذاك له أو لأحد شيوخه ([52]).
 أما أبو سهل الأنماري، المصدر الرئيس لمؤلف كتاب المباني فيظهر مؤلف المصدر الرئيس لكتاب المباني - في الغالب- بكنية أبي سهل(كتاب المباني ص: 13: قال أبو سهل (ثلاث مرات) أو قال الشيخ أبو سهل؛ ص: 16)، أو أبي سهل الأنماري(- كتاب المباني ص: 10، 12، 20). ولكن في مستهل الكتاب ظهر اسمه أكثر إتماما: الشيخ أبو سهل محمد بن محمد الطالقاني الأنماري(كتاب المباني ص: 8، 1. 7-8). وأحيانا يتبع المؤلف -أو مصدره- اسمه بدعاء: ([53]).

أدلة أُخر:
- إن الدارسين المختصين والمحققين لم يهتدوا الى صاحب مقدمة كتاب المباني الى يومنا هذا بعد أكثر من نصف قرن على نشره على الرغم من التنقيب والبحث، وفي ضوء تطور تقدم التحقيق والفهرسة: ونشر التراث وتقدم وسائل الاتصال وفهرسة التراث العربي المخطوط في العالم. أيصح بعد هذه أكثر من نصف قرن لم يعرف الكتاب وفي ضوء تقدم التحقيق والمؤسسات والنت لم يعرف المؤلف فهل يعقل أن يظلّ هذا الكتاب ومكانته هذه عند الباحثين والدارسين «مجهول المؤلِّف»؟ رغم الجهود الحثيثة التي بذلها المختصون في تحقيق نسبتها.
- المؤلف في الصفحة الاولى نصفها تقريبا ما يزال بالاستهلال التحميد والصلاة على النبي ثم قال أما بعد مما يدل على ان المفقود من الكلام لا يرقى الى الصفحة كاملة لان الاستهلال بالحمد والصلاة على النبي (ص) لا يستغرق صفحة ونصف في الغالب الذي عهدناه. لكن المؤلف في الصفجة الاولى نصفها تقريبا ما يزال بالاستهلال التحميد والصلاة على النبي ثم قال أما بعد مما يدلّ على انّ المفقود من الكلام لا يرقى الى الصفحة كاملة لان الاستهلال قصير .

- المقدمة الطويلة للتفسير التي نشرها جفيري، وهي تقع في عشرة فصول، وسائر الكتاب الفصل الحادي عشر الذي توقف عنده جفري وهو يتناول فاتحة الكتاب باسهاب بطريقة البلاغيين ثم تكون العناوين بحسب السور البقرة ال عمران يتناول نظمها.
 - ولم يسمه صاحبه مقدمة وهي تسمية حديثة من جفري وان الفصل الحادي عشر ينبغي ان يكون بابا أو عنوانا جديدا لانه متن الكتاب.
- وان المقدمة لا تتفق مع محتوى الكتاب اذ يتناول نظم القران واعجازه اللغوي والبلاغي وكان عليه ان يعقد بابا في لغته واعجازه يتناسب مع متن الكتاب في اعجاز نظم القرآن الكريم، وهذا ما كان جفري لا يؤمن به وينفيه والله أعلم.

وهذه الطريقة في التفسير اشتهر بها علماء الشام أكثر من غيرهم ويليهم الأندلسيون والاشاعرة وغيرهم كما يبدو لاهتمامهم بالاعجاز اللغوي للقران الكريم ولم يذكر مؤلف المباني أحدا ممن عني بهذا النوع من التفسير ولا حتى كبيرهم الامام عبد القاهر 471 هـ الذي اشتهر بالنظم وتفسير المباني في النظم وتحوي عنوانه نظم المعاني ولم يشر اليه وربما كان معاصرا له.

- ان السيوطي المعني بعلوم القرآن لم يذكر صاحب المباني وقد نسب المصطلح الى ابن الجوزي، يقول الباحث (المدخل لدراسة القرآن الكريم لدكتور محمد محمد أبو شهبة في اصطلاح علوم القرآن: كان المعروف لدى الكاتبين في هذا الفن أن ظهور هذا الاصطلاح كان في القرن السادس الهجري، على يد أبي الفرج بن الجوزي استنتاجا مما ذكره السيوطي في مقدمة الإتقان.

ولكني وقفت على مؤلّف بعنوان: مقدمتان في علوم القرآن طبع في عام 1954، إلا أنه ذكر في الصحيفة الثانية منها: أنه بدأ في تأليف كتابه في سنة أربعمائة وخمس وعشرين.

الخاتمة والتوصيات
 أثار كتاب المباني جدلا بين الدارسين والمحققين وحتى المستشرقين مثل المحقق الفرنسي كلود جاويد وغيره. وكان هذا أحد أسباب الشك لديّ في حقيقة مقدمة كتاب المباني. فضلا عن أسباب أُخر ذكرتها في ثنايا البحث. وقد سقت أدلة كثيرة تدل على أن مخطوط كتاب المباني من صنيعة بعض المستشرقين ولا سيما المستشرق آرثر جفيري ناشر الكتاب ومحققه. محاولة منهم للطعن في القرآن الكريم وسلبه الاعجاز.
لذلك أدعو الباحثين الى تحقيق التفسير كله لمعرفة المزيد من أدلة التزييف. كما أحذرهم من الاستناد الى مقدمة كتاب المباني واعتمادها في دراساتهم القرآنية. لانها لمؤلف مجهول في الأقل أو لأنها مما زيفه جفيري أيضا ناهيكم عن احتواء المقدمة على روايات لا يجوز الاطلاع عليها لأنها تسيء الى القرآن الكريم، وتدعي الزيادة والنقص والتحريف وغير ذلك في القرآن بأسلوب محكم ذكي اذ ورد الطعن في معرض الدفاع عن القرآن الكريم بطريقة الطعن ثم الدفاع وهي طريقة ذكية لنشرها هذه الروايات لتؤدي الى التشكيك.
والحمد لله رب العالمين..

(*) كلية التربية للبنات/ جامعة بغداد.

*  هوامش البحث  *
[1] - لذلك عندما ترجموا القران الكريم سموه بالكتاب المقدس التركي ينظر مقمة نولدكة تاريخ القرآن 11.
[2] - المصدر نفسه. وينظر: المستشرقون، نجيب العقيقي تفصيل ايات القران الكريم ومفتاح كنوز السنة
[3] - د. أحمد نصري / الاستشراق العلمي،
[4] - «كتاب المباني لنظم المعاني لمْ يَعُدْ مجهول المؤلِّف» إعداد د/السالم محمد محمود أحمد الشنقيطي، في جامعة طيبة بالمدينة المنورة 1426هـ
[5] - ينظر: مقدمتان في علوم القران مقدمة التحقيق و بحث «كتاب المباني لنظم المعاني لمْ يَعُدْ مجهول المؤلِّف» إعداد د/السالم محمد محمود أحمد الشنقيطي ص 3.
[6] - [ ترجم له القفطي في إنباه الرواة 1/133]
[7] - موقع ملتقى أهل التفسير:
http://vb.tafsir.net/forum2/thread4905-3.html
[8] - البحث منشور بمجلة الكتب الاسلامية العدد السادس:
ttp://www.i-b-q.com/ara/06/article/02.htm
[9] - ينظر بحث الدكتور غانم قدوري الحمد تحت عنوان: (مؤلف التفسير المسمى : كتاب المباني لنظم المعاني)، مجلة الرسالة الإسلامية (1) ببغداد، في عددين متتاليين هما العدد رقم 164 والعدد 165 عام 1404هـ . « ص 243- 255 ):
[10] - «كتاب المباني لنظم المعاني لمْ يَعُدْ مجهول المؤلِّف» 16.
[11] - في بحثه: «كتاب المباني لنظم المعاني لمْ يَعُدْ مجهول المؤلِّف» ص6 .
[12] - المصدر نفسه ص 20 وص 18 .
[13] - نفسه 6 و 16 .
[14] - ينظر تعقيب د. عبدالرحمن الشهري ملتقى اهل التفسير.
[15] - http://rahmati.kateban.com/print/1604
البحث منشور مترجم الى العربية في موقع اسمه رحمتي بعنوان ملاحظات حول النسختين الكراميتين جاء فيه. و البحث منشور بمجلة الكتب الاسلامية العدد السادس:
 http://www.i-b-q.com/ara/06/article/02.htm
وكتب بحثاً مطولاً بالفارسية أكد فيه ذلك منشور في موقعه الالكتروني باللغتين الفارسية والعربية
[16] - مقدمة كتابه " زين الفتى في شرح سورة هل أتى "، هذبه وعلق عليه الشيخ/ محمد باقر المحمودي، وسمى التهذيب : " العسل المصفى من تهذيب زين الفَتى في شرح سورة هل أتى "، ونشره مجمع إحياء البحوث الإسلامية في مدينة قم الإيرانية، وصدرت الطبعة الأولى سنة 1418 هـ .
[17] - (مخطوطة زين الفتى، الورقة 41أ؛ العسل المصفى، ج 1 ص 84-85).
[18] - (نفس المصدر السابق، المخطوطة، الورقة 48 ب ؛ العسل المصفى، ج 1 ص 96) و (مخطوطة زين الفتى، الورقة 52أ ؛ العسل المصفى، ج1، ص 102).
[19] - ...(زين الفتى، الورقة 206أ؛ العسل المصفى، ج2، ص 8).
[20] - ينظر ملتقى اهل التفسير:
http://vb.tafsir.net/forum2/thread4905-3.html
[21] - المصدر نفسه.
[22] - ينظر مقدمتان في علوم القران مقدمة المباني: ص 24س8: وقوله ص82س17 ص191س2: وكقوله ص203س14 كقوله ص58س7: وقوله ص59س20: كما في ص40و184.
[23] - أستاذ بجامعة بروفانس، قسم اللغة العربية والدراسات الاسلامية، 29 شارع روبرت شومان 13621 اكس ان بروفانس، سيديكس1. مستشرق فرنسي مهتم بتراث المسلمين ـ في علوم القرآن وعلم الكلام خاصة ـ في بلدان وسط آسيا.
[24] - (علوم القرآن عند كرامية خراسان: كتاب المباني) ترجمة الدكتورة أم عاصم.
[25] - ينظر مقمة نولدكة تاريخ القران.
[26] - ينظر مقدمة تاريخ القران نولدكة.
[27] - ينظر مقدمته لكتاب المصاحف.
[28] - ينظر مثلا مقدمة المباني من كتاب مقدمتان في علوم القرآن ص 16.
[29] - وكما في ص89-93.
[30] - «كتاب المباني لنظم المعاني لمْ يَعُدْ مجهول المؤلِّف» 16.
[31] - ينظر:ملتقى أهل التفسير.
[32] - المصدر نفسه: رأي الأستاذ كفراوي.
[33] - المصدر نفسه.
[34] - كتاب " زين الفتى في شرح سورة هل أتى "، الذي هذبه وعلق عليه الشيخ/ محمد باقر المحمودي، وسمى التهذيب : " العسل المصفى من تهذيب زين الفَتى في شرح سورة هل أتى "، ونشره مجمع إحياء البحوث الإسلامية في مدينة قم الإيرانية، وصدرت الطبعة الأولى سنة 1418 هـ.
[35] - مقدمتان في علوم القرآن 3 .
[36] - كتاب المباني ص: 6 كتاب المباني ص: 2 من الترجمة الإنجليزية.
[37] - ينظر: بحث الأستاذ السالم محمد شنقيطي ص 28.
[38] - ينظر الصفحة: 174 وص 6 .
[39] - المصدر نفسه 17.
[40]- وقدمة كتاب المباني: 116.
[41]- المصدر السابق: 172.
[42]- مقدمة كتاب المباني: 64.
[43]- المصدر السابق: 116.
[44] - ينظر بحث الأستاذ السالم الشنقسطي 14.
[45] - ينظر: انباه الرواة، القفطي 3/75.
[46] - ينظر منتدى .
[47] - ينظر كتابي: البرهان في تناسب سور القران – الامام الحافظ أبو العباس احمد بن إبراهيم بن الزبير الثقفي العاصمي 708 هـ رحمه الله كما ورد في مستهل الكتاب تح د سعيد الفلّاح الجامعة الزيتونية مطابع جامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية 1988 . وملاك التأويل القاطع بذوي الالحاد والتعطيل في توجيه المتشابه اللفظ من آي التنزيل للمؤلف نفسه والمحقق، أطروحة دكتوراه، طبعت بدار الغرب الإسلامي ط 1 بيروت لبنان .
[48] - الشنقيطي.
[49] - المباني ص17.
[50] - أستاذ بجامعة بروفانس، قسم اللغة العربية والدراسات الاسلامية، 29 شارع روبرت شومان 13621 اكس ان بروفانس، سيديكس1. مستشرق فرنسي مهتم بتراث المسلمين ـ في علوم القرآن وعلم الكلام خاصة ـ في بلدان وسط آسيا.
[51] - (علوم القرآن عند كرامية خراسان: كتاب المباني) ترجمة الدكتورة أم عاصم.
[52] - أرفق في مداخلته بحث كتبه ـ كلود جليو[52]ـ (علوم القرآن عند كرامية خراسان: كتاب المباني) ترجمة الدكتورة أم عاصم. وكلود جيليو* مستشرق فرنسي مهتم بتراث المسلمين ـ في علوم القرآن وعلم الكلام خاصة ـ في بلدان وسط أسيا.
[53] - كتاب المباني ص: 20. يفترض أنه مات 325/937، غالبا بالاعتماد على أسانيد الرواة التي يظهر فيها.