البحث في...
إسم البحث
الباحث
اسم المجلة
السنة
نص البحث
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

الاستشراق الفرنسي والبعثات اليسوعية لقاء الاستشراق والتبشير

الباحث :  أ.د جواد كاظم النصر الله، أستاذ في جامعة البصرة - كلية الآداب وآخرون...
اسم المجلة :  دراسات إستشراقية
العدد :  4
السنة :  السنة الثانية - ربيع 2015 م / 1436 هـ
تاريخ إضافة البحث :  August / 11 / 2015
عدد زيارات البحث :  4981
تحميل  ( 530.860 KB )
تأثر الاستشراق([1]) الفرنسي([2]) بجملة من العوامل والخصائص الذاتية الوثيقة الصلة بمقومات الشخصية القومية لفرنسا، وبتطورها الحضاري والثقافي المميز في إطار السياق العام للحضارة الأوربية، ويأتي في مقدمتها إن فرنسا دولة يشكل الدين المسيحي على المذهب الكاثوليكي([3]) تحديداً مكوناً أساسياً من مكونات هويتها الوطنية. خصوصاً موقفها مع الآخر وتعاملها معه حتى إنها تلقب بالبنت الكبرى للكنيسة. رغم ادعائها التمسك بالعلمانية والدعوة إليها! وكونها تلقب ببلد الأنوار!
وهي حضاريا تعد نفسها وريثة تركة العالم اللاتيني، ونواته الصلبة، وحاملة لوائه قبالة الكيانات الحضارية الأخرى، فهي تمثل أوربا بحقيقتها وجوهر حضارتها المتمثل بتراكم خلاصة التراث الإغريقي والروماني والمسيحي. ولذلك كانت النواة التي انطلقت منها الحروب الصليبية من(أفينيون وكليرمون). بل يقال إن ثلاث عشرة حملة من بين الحملات  الخمسة عشر التي سيرت من أوربا انطلقت من فرنسا([4]).
ولدى الفرنسيون بصفة عامة إحساس طاغ بتفوقهم الثقافي على جميع شعوب المعمورة. مما يولد عدم التسامح مع الآخر ذي الثقافة المختلفة، وربما نظر إليها على أنها ثقافة منحطة متدنية؛ وبالنتيجة غياب النظرة الموضوعية لقضايا الآخرين عموماً. كما أن لديهم إحساس متضخم بالمركزية الذاتية، ولذلك أقدمت على فرض اللغة الفرنسية على البلدان التي احتلتها([5]).
فضلاً عن ذلك كانت فرنسا وما زالت موئلاً، ومنطلقاً لسلسلة متتابعة من التيارات الفكرية الحديثة والعلمانية الطابع، التي كان لها الأثر البالغ في تناول المستشرقين والباحثين والأكاديميين الفرنسيين لقضايا الإسلام والعالم الإسلامي. ولعل من أظهر الأمثلة على ذلك تأثيرات وآراء عصر الأنوار كــ ):فولتير، ومنتسكيو، وديكارت، وجان جاك روسو)، مروراً بأفكار الفلسفة الوضعية لـ : (كونت وسارتر)، وانتهاءً بتيارات الحداثة وما بعد الحداثة التي يمثلها على سبيل المثال: (جاك دريدا، وليوتار، وشترواس)([6]).
وقد مثلت فرنسا نقطة ارتكاز رئيسة في العلاقات الثقافية بين الشرق والغرب، وذلك منذ اللقاءات الصِدامية على اثر محاولات توغل الفتوحات الإسلامية إلى قلب أوربا عبر جبال (البرانس أو البرتات) التي تقع جنوب غرب أوربا كحدود طبيعية فاصلة بين اسبانيا وفرنسا([7]).
ولعل أشهر تلك اللقاءات هي معركة (بواتييه أو بلاط الشهداء عام 732م/144هـ)([8])، فقد دشن أحد تلك اللقاءات أولى النتاجات الاستشراقية الفرنسية والمتمثلة بأنشودة (رولاند) التي تحكي قصة إبادة مؤخرة الجيش الفرنسي الذي يقوده (رولاند ابن أخ الإمبراطور شارلمان) على أيدي المسلمين في معركة (رونسيفو عام 778م)، وقد دار موضوع الملحمة الشعرية حول صراع البطل المسيحي مع الأعداء المسلمين([9]). ثم تحولت لقاءات الصِدام إلى صلات ودية، وتبادل هدايا في عهد هارون الرشيد!؛ إذ تبودلت الهدايا بينه وبين الإمبراطور شارلمان. كما لعبت المراكز العلمية التي أنشأها المسلمون في الأندلس دوراً فاعلاً في اجتذاب العلماء ورجال الدين الذين كان في مقدمتهم الفرنسي (جربردي أورالياك = البابا سلفستر الثاني([10]). فيما بعد) الذي أمر بإنشاء مدرستين لتعليم العربية: الأولى في(روما) مقر البابوية والثانية في(رايمس) بفرنسا، ثم أضيفت إليهما مدرسة ثالثة في (شارتر).([11]) ولذلك تعد المدرسة الفرنسية رائدة المدارس الاستشراقية الأوربية.([12])
تسارعت خطى الاستشراق الفرنسي بعد سقوط (طليطلة 1085م) ومسارعة العلماء، ورجال الدين الفرنسيين لدراسة كنوز مخطوطاتها، وترجمة جانب كبير منها. وسجل دير (Cluny = كلوني) الذي شيد في جنوب فرنسا عام(910م) ([13]) العلامة البارزة الأولى في هذا المجال، بأن احتضن الترجمة الأولى لنص القرآن الكريم عام(1143م).([14]) على أن هذه الترجمة  رغم كونها أساءت كثيراً للقرآن، وحرفت العديد من معانيه وألفاظه؛ كونها تزخر بأخطاء جسيمة سواء في المعنى أو المبنى، فضلاً عن نسبتها تأليف القرآن للنبي(صلى الله عليه وآله) لأنها كانت موجهة للرد على المسلمين، وتفنيد عقائدهم! بحسب ما صرح به (بطرس المبجل = صاحب الترجمة) نفسه،([15]) حتى أنه قدم لتلك الترجمة بدراسة تحت عنوان (ملخص البدعة الكاملة التي أتت بها طائفة الشرقيين الشيطانية)!([16]) ورغم كل ذلك بقيت هذه الترجمة قابعة بين جدران هذا الدير حتى عام 1543م، عندما عثر الطباع (=Bibliander ببلياندر) على نسخة من المخطوط في مدينة (بازل) السويسرية، فبادر  لطبعها لتصبح بعد ذلك الأساس الذي اعتمدت عليه الترجمات اللاحقة في مختلف اللغات الأوربية([17]).
ومن ثم بعد إنشاء معهد تعليم اللغات الشرقية بأمر من البابا (هونوريوس الرابع) عام (1285م)، وقرار البابا (كليمانس الخامس) في مجمع مدينة (فيين) الفرنسية بإنشاء كراسي دراسة العربية، والعبرية، والكلدانية في باريس وروما وأكسفورد وبولونيا([18]). كما كان لفرنسا الدور البارز في شن الحملات الصليبية التي كان من نتائجها ازدياد التقارب بين الشرق والغرب، وتسريع خطى الحركة الاستشراقية. إذ انطلقت أولى تلك الحملات من مدينة (كليرمون) الفرنسية عام(1095م)، وفيها خاطب البابا (اربانوس الثاني) شعب فرنسا قائلاً : " أيتها الطائفة الفرنساوية العزيزة لدى الله. إن كنيسة المسيحيين قد وضعت رجاها مسنداً على شجاعتكم" ([19]).
وقد أشاد المؤرخ الفرنسي (جروسيه) بالدور الريادي لفرنسا في الحروب الصليبية، وعد حملة (لويس التاسع) حملة صليبية فرنسية خالصة([20]). وقد تمخض عن تلك الحملات نتائج عدة كان من شأنها زيادة الصلات بين الشرق الإسلامي وفرنسا؛ مما أسهم في نقل الاستشراق الفرنسي لخطوات متقدمة وسريعة، إذ أن الصليبيين العائدين إلى فرنسا، حملوا معهم من بلاد الشرق صوراً ورؤى، كثيراً ما كانت مشوقة، أيقظت في بعض النفوس المغامرة شوقاً وحباً للتجوال في تلك الأمصار، حتى انتشرت فكرة الذهاب لهداية أولئك الوثنيين الساكنين في بلاد الشرق([21]).
إذن فليس من قبيل المصادفة، أن تكون فرنسا رائدة الاستشراق الأوربي، وليس من المصادفة أن يكون أول عمل استشراقي فرنسي الجنسية، ولا أن تصدر أول ترجمة للقرآن الكريم في فرنسا، ولا أن يعقد أول مؤتمر عالمي للمستشرقين في فرنسا وذلك عام(1783م)،([22]) ولا أن تؤسس أول جمعية استشراقية في فرنسا باسم (جمعية باريس الآسيوية) وذلك عام(1821م)، وأصدرت دوريتها تحت اسم (المجلة الآسيوية) منذ عام (1822م)([23]). وترسخت أقدام الاستشراق الفرنسي بعد إنشاء كراسي اللغات الشرقية فيها خصوصاً في :
■  جامعة السوربون التي أسسها الأب (روبر دي سوربون) كاهن القديس لويس عام (1257م) ثم جدد الكاردينال (ريشيليو) بنائها عام (1626م) وضمها نابليون إلى جامعة باريس عام (1808م). عنى معهد الآداب فيها بتاريخ وحضارة وفن الشعوب الإسلامية. 
■  معهد تعليم اللغات الشرقية الذي أنشأه البابا (هونوريوس الرابع) عام(1285م).
■  جامعة (تولوز) التي أنشأها رجال الدين الفرنسيين عام(1217م).
■  جامعة (بوردو) التي تحتوي على معهد الآداب للغة العربية والتمدين الإسلامي، وقد أنشأت عام(1441م).
■  كرسي دراسة العربية في (ريمس) ، الذي أنشأه الملك (فرانسو الأول) عام(1519م).
■  معهد فرنسا للدراسات الشرقية. أنشأه (فرانسو الأول) عام (1530م).
■  المدرسة الوطنية للغات الشرقية الحية ،أنشأت عام(1795م) بأمر من الإمبراطورة (ماريا تريزيا) لتدريس القناصل والسفراء، والتجار اللغات الشرقية، وكان المستشرق الفرنسي (دي ساسي) أحد أبرز أساتذتها، ثم مديراً لها عام(1824م)([24]).
وكان للحروب الصليبية وتأثيرات التحريض الكنسي العنصري، والتطلعات الاستعمارية الفرنسية الأثر الأكبر في دفع الاستشراق الفرنسي ليظهر بصورته العنصرية الحقيقية، ومواقفه العدائية تجاه الإسلام. ويمكن القول: إنه إنما نما وترعرع نتيجة تلك العوامل([25]).
الاستعمار الفرنسي وأثره في تغذية الحركة الاستشراقية :
مع الاتصال المباشر الذي حدث بين فرنسا وبلدان العالم العربي والإسلامي، وانطلاقاً من اكتشاف (رأس الرجاء الصالح عام 1488م)، وتدفق المستشرقين بعناوينهم المتعددة من علماء ومنقبين ومبشرين وغيرهم، وافتتاح مراكز التبشير في أفريقيا السوداء بدءاً من الكونغو عام(1491م)، وعملها للتعرف على هذه القارة، والتمهيد بالتعاون مع عصابات تجار الرقيق؛ لدخول فرنسا بوصفها أكبر قوة غازية، ثقافياً، واقتصادياً، وعسكرياً لهذه القارة([26]). ومن ثم تأكيد وتوسع هذا التواجد والاتصال في القرن التاسع عشر من خلال حملة نابليون على مصر عام (1798م)، وفتح قناة السويس فيما بعد عام (1869م)، واحتلال الجزائر عام (1833م) وتونس عام(1881م) ثم تواجدها في المغرب والشام بعد فرض الانتداب الفرنسي على سوريا ولبنان خلال المدة (1920- 1949م)، والسعي لخلق وإيجاد دولة لبنان الكبير([27]).
لذا أعطيت حركة الاستشراق الفرنسية زخماً كبيراً؛ إذ كان هذا التواجد على الأرض يعني توفر المختبر العملي والعلمي للاستشراق. فقد أعدت فرنسا جيشاً من المبشرين والمستشرقين للعمل في أفريقيا وبلاد الشام، وقد بلغ عدد المبشرين المرتبطين بالمقام البابوي قبل الحرب العالمية الأولى(73000) مبشراً، كان ثلاثة أرباعهم من الفرنسيين الذين توجهوا إلى سوريا في مجال التعليم، وقد توجه المبشرين الفرنسيين للتخصص في الاستشراق، وتلبسوا بجميع المظاهر، حتى في ثياب المستكشفين؛ لرسم مناهجه بما يخدم الأهداف الثقافية والسياسية لفرنسا([28]).
ولعل من أبرز الأمثلة على ذلك: قيام المبشرين اليسوعيين في منطقة الانتداب الفرنسي في سوريا ولبنان بتوسيع نفوذهم التبشيري في بلاد العلويين بين طوائف (النصيرية) ليفرضوا على المستضعفين منهم المذهب الكاثوليكي. فزعموا أن نفراً من هؤلاء (النصيرية) جاءوا إلى الراهبات اليسوعيات في (صافيتا) وطلبوا منهن أن يقبلنهم في المذهب اللاتيني، وادعوا أن الراهبات،اتصلن ببيروت؛ فأسرع  بعض الرهبان اليسوعيين إلى بلاد العلويين واستكتبوا رجلاً من العلويين اسمه (محمد تامر) ـ أو زعموا ذلك  ـ كتاباً، ثم أرسلوا كتابه إلى البابا!، الذي يقول بزعمهم: أن (النصيريين) أحفاد الصليبيين، وإن التعليم الديني عند الرهبان جعلهم يرون النصرانية خير الأديان!. وهكذا تمكن اليسوعيون بمساعدة الجيش الفرنسي أن ينقلوا (22 أسرة) أو نحو (80 شخصاً) إلى المذهب المسيحي بعد أن جمعوهم في منطقة (جنية رسلان في15/ آب/1930م)!، وعلقوا على ذلك بقولهم : «Le premier pas etait ,il etait decisif = لقد خطونا الخطوة الأولى»، ولقد كانت خطوة حاسمة. وبعد شهرين من هذه الحادثة ذهب الأب (شانتور) رئيس الجامعة اليسوعية ببيروت مع خمسة من المبشرين ليؤسسوا مركزين للتبشير: في بلاد (العلويين) و(قرق خان).([29]) 
وقد تكفل المبشر، والمستشرق الفرنسي (Henri Lammans = هنري لامنس 1862- 1972م)([30]) بتغذية وتأكيد نصرانية بلاد العلويين من خلال بحوثه ومقالاته- ذات النتائج المعدة مسبقاً- بهذا الخصوص كمقالته في  مجلة المشرق(دولة العلويين) ومقالتيه(النصيريين) و (هل كان النصيريون نصارى) في مجلة العالم المسيحي.
وكان لغزو نابليون لمصر الأثر الكبير في مسيرة الحركة الاستشراقية عموماً والفرنسية على وجه الخصوص. فقد مثل هذا الغزو ـ ومن عدة زوايا ـ النموذج الصادق للاستيلاء العلمي الحقيقي على ثقافة ما من جانب ثقافة أخرى أقوى منها، كما أذن بدوران عجلة الروابط بين الشرق والغرب، وأعد المشهد أو الإطار الذي ازدهر فيه الاستشراق، فأصبح ينظر إلى مصر ومن بعدها من البلدان الإسلامية الأخرى على أنها المجال أو المختبر أو المسرح الحي للمعرفة الغربية عن الشرق([31]).
كان الشرق يجتذب نابليون منذ أيام مراهقته، حتى أنه طالع وكتب بيده مخطوطات تمثل ملخصاً للكتاب الذي ألفه ماريني بعنوان (تاريخ العرب) ويتضح من مذكراته وكتاباته أنه كان منغمساً بالذكريات والأمجاد التي ارتبطت بالشرق في عهد(الاسكندر الأكبر) بصفة عامة وبمصر  بصفة خاصة. فطرحت فكرة إعادة فتح مصر  باعتباره (الاسكندر) الجديد!!. طرحت نفسها عليه مضافاً للأسباب الأخرى؛ فأصبح مشروع فتح (مصر) اكتسب طابع الحقيقة الواقعية في ذهن نابليون!!؛ من خلال الخبرات التي تنتمي لمجال الأفكار  والأساطير  والنصوص الاستشراقية، المستمدة من كتابات الرحالة الفرنسي(فولني)([32]). فكانت توصيات(فولني) بمثابة خارطة طريق لمشروع نابليون فطبقها تطبيقاً دقيقاً،إذ كان يصحب معه فريقاً كبيراً من المستشرقين والعلماء تجاوز عددهم (175)منهم (21) عالماً في الرياضيات، و(3) علماء في الفلك، و(17) مهندساً مدنياً و(13) عالماً في الطبيعيات، ومتخصصون في الاقتصاد، والفنون الجميلة و عمال المطابع، و المترجمون وغيرهم([33]).
ومنذ اللحظة الأولى التي ظهر فيها الجيش الفرنسي على الأفق المصري، حاول (بونابرت) إقناع المسلمين بأن الفرنسيين هم المسلمون الحقيقيون وأنهم جاءوا ليخلصوهم من المماليك. بل إنه استعان بالعلماء في إدارة اتصالاته مع الأهالي، وحاول أن يبث في كل مكان إنه يحارب لأجل الإسلام وكان يأمر بترجمة كل ما يقوله إلى الأسلوب العربي القرآني، كما حاول جعل الأئمة والقضاة والمفتين والعلماء المحليين يفسرون القرآن لصالح الحملة والمشروع الفرنسي. كما دعا إلى مقر إقامته العلماء الستين الذين كانوا يتولون التدريس في الأزهر، وانعم عليهم بمراتب التكريم العسكرية الكاملة، وداهنهم بالإعراب عن إعجابه بالإسلام والنبي الأكرم (ص)، وبتبجيله للقرآن الكريم، فنجح في ذلك أشد النجاح، وسرعان ما بدا سكان القاهرة يفقدون ارتيابهم من المحتلين، كما إنه وبعد رحيله عن مصر أصدر تعليماته لنائبه(كليبر)بأن يدير مصر من خلال المستشرقين والزعماء الدينيين الإسلاميين الذين يستطيع المستشرقون استمالتهم ([34]).
وبالنتيجة كانت حملة (نابليون) مبنية على الخبرة والنصوص الاستشراقية المتنقلة بين التاريخ والدين و الجغرافيا والاجتماع والاقتصاد..الخ ؛ لإدارة التعامل مع المسلمين، والسعي لتحقيق الانفتاح الكامل لمصر، وتمكين الدارسين الأوربيين من دراستها دون أية عوائق. وكان المعهد الذي أنشأه (نابليون) بما به من فرق علماء الكيمياء والتاريخ والآثار والبيولوجيا والجراحة، والمتخصصين في الدراسات القديمة، والمهندسين والاقتصاديين وغيرهم يمثل(الفرقة العلمية) من فرق الجيش الفرنسي، والتي أنتجت العملان العالميان المتمثلان بـ:
كتاب (وصف مصر) الذي نشر بثلاثة وعشرين مجلداً ضخماً تبلغ مساحة الصفحة الواحدة فيه متراً مربعاً ، الذي ظهر خلال المدة (1809م - 1828م). فكان يمثل عملاً جماعياً عظيماً، يحكي ملامح وآفاق الحركة الاستشراقية التي تحققت كاملة من خلال هذا الكتاب.
مشروع (قناة السويس) التي كان نابليون مهتما بحفرها، ولكنه لم يكن يظن أن ذلك هدف يقبل التحقق أبدا؛ بسبب خطأ المعلومات التي قدمها له الخبراء. حتى جاء(دي لسبس)الذي قرأ المشروعات المتقطعة للقناة. وسافر إلى مصر عام (1854م) وبدأ العمل على مشروع جديد للقناة، كتب له النجاح بعد (15سنة) أي عام(1869م) محققا بذلك النتيجة المنطقية لفكر وجهود الاستشراق ([35]).
كما أنجب الاستشراق الفرنسي خلال وبعد غزو نابليون لمصر عدداً آخر من المعاهد والمدارس والكليات الاستشراقية الفرنسية منها: معهد مصر، وقد أسسه نابليون عام (1798م). والمعهد الفرنسي للآثار الشرقية في القاهرة ،وقد أنشأه ماسبيرو عام (1880م). وكلية الأب بورجاد في تونس. أنشأها عام (1841م)، ثم تحولت إلى معهد الآداب العربية عام(1937م). ومدرسة الآداب العالية في الجزائر. أنشأها فاري عام (1881م) ثم تحولت إلى جامعة عام(1909م). والمعهد الفرنسي في دمشق، وقد أسس خلال المدة (1922-1930م). ومعهد الدراسات المغربية في الرباط، وقد أسس عام(1931م). ومعهد قرطاجنة في تونس، وقد أسس عام(1895م). ومعهد الدراسات العليا في تونس، وقد أسس عام(1945م). والمعهد الفرنسي – الإيراني في طهران، وقد أسس عام(1948م) ([36]).
هذا فضلا عن المكتبات الضخمة التي ضمت نوادر المخطوطات النفيسة، وأمهات المصادر العربية، وقطعاً من النقود والأختام والأوسمة والخرائط. ويكفي أن نشير هنا إلى أن مكتبة باريس الوطنية وحدها تحتوي على(6000000) من الكتب والمخطوطات، منها نحو (7000) مخطوط عربي، كان نابليون ساهم بتوفير (320 مخطوط) منها بعد حملته على مصر.  ومن بين هذه المخطوطات قطع من القرآن الكريم تعود للقرون الثاني والثالث والرابع للهجرة، وقطعة من تاريخ بني هود مكتوبة على جلد الغزال المدبوغ، وقسم من كتاب العقاقير  الطبية (لديوسقوريدس) من القرن الثاني أو الثالث للهجرة وغيرها.([37])
وتحتفظ المكتبة الوطنية بباريس بأقدم درهم عربي إسلامي ضرب في مدينة البصرة عام40هـ خال من أي إشارات أجنبية، مما دعا البعض للقول أن الإمام علي7 هو أول من ضرب عملة عربية إسلامية سابقا بذلك الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان الذي أعاد ضربها سنة 74هـ.([38])
وقد عد المستشرق الفرنسي (روبير مانتران) (R. Mantran)([39]) إنشاء هذه المكتبة والكلية الملكية نقطة مميزة لانطلاق الاستشراق الفرنسي([40]). وعد بعض الباحثين ظهور شخصية المستشرق الفرنسي (سلفستر دي ساسي 1758- 1838م) بداية حقيقية لظهور الدراسات العلمية المنظمة الموضوعية الحديثة في مجال الحركة الاستشراقية، التي كانت مدينة له ولمدرسته التي انتمى إليها عشرات الرواد في مجال الاستشراق من مختلف البلدان الأوربية، ولنزعته التي جعلت الاستشراق يتحرر من المرجعية الدينية ([41]).
أن المنهج الذي تبنته المدرسة الاستشراقية الفرنسية على يد(ساسي) تبنته أيضا جميع المدارس الاستشراقية في أنحاء أوربا، من خلال التلاميذ الذين كانوا يتوافدون على باريس للدراسة على يديه في المدرسة العامة التابعة للمكتبة الوطنية، وكان من أبرزهم المستشرقين الذين رافقوا نابليون في حملته على مصر وفي مقدمتهم (شامبليون) مكتشف(حجر رشيد) المكتوب بالخط (الهيروغليفي) وتفكيك رموز ذلك الخط، ولوجاً لاكتشاف أسرار الحضارة الفرعونية بكاملها([42]). وقد لقبه (عبدالرحمن بدوي) بشيخ المستشرقين الفرنسيين، على الرغم من أن الغموض يحيط بالكيفية التي صار بها (ساسي) مستشرقاً؛ إذ لايُعرف أسماء أساتذته، ولا كيفية توجهه للتخصص في الدراسات العربية والشرقية بصورة عامة!. ومع ذلك كان يتقن العبرية والعربية والألمانية، والانجليزية، والأسبانية، والإيطالية، والفارسية التي تولى تدريسها في  (الكوليج دي فرانس) عام(1806م)، وفيها ألف كتابه (النحو العربي) بمجلدين ليدرس لتلاميذ المدرسة. على أن(ساسي) قد تكفل بالإجابة عن كيفية تعلمه العربية وذلك برسالة وجهها لأحد الذين سألوه عن ذلك، حيث قال فيها: " تريد أن تعرف مني هل تعلمت العربية على المشايخ؟ وأنا أشهد لك أنه لم يكن لي معلم سوى الكتب. ولهذا فإني لا أستطيع أن أتناقش بالعربية ولا أن أفهم مايقال بهذه اللغة،.... وأنا بعيد تماماً عن الظن أني أمتلك معرفة تامة بهذه اللغة الواسعة سعة البحر المحيط" ([43]).
وقد منحه نابليون لقب بارون عام (1814م)، وكان كلما التقى به في قصر (التويلري) يسأله دائماً نفس السؤال: كيف حال العربي؟. وكان (ساسي) منذ عام(1805م) يشغل منصب المستشرق المقيم بوزارة الخارجية الفرنسية. وكان عمله فيها ـ الذي ظل بلا أجر حتى عام (1811م) ـ ينحصر في البداية بترجمة نشرات الجيش الفرنسي و(المانيفستو) أو البيان الذي أصدره نابليون عام (1806م). كما عمل على تخريج مترجمين للعمل بقلم الترجمة الفرنسية، إلى جانب تخريج باحثي المستقبل، وعندما احتل الفرنسيون الجزائر عام (1830م) كان (ساسي) هو من ترجم الإعلان العام للجزائريين، وكان وزير الخارجية يستشيره بانتظام في جميع الشؤون الدبلوماسية المتعلقة بالشرق، وأحياناً كان وزير الحربية يستشيره كذلك، وكان اسمه يرتبط بإعادة بناء وإعادة تشكيل الدراسات الشرقية.([44]) وامتدت شهرته في كل أنحاء أوربا حتى أنه لما غزت ألمانيا وانجلترا فرنسا عام(1814م) صدر الأمر  للجيوش بعدم التعرض لممتلكاته([45]).
ثم جاء المستشرق والمفكر الفرنسي (آرنست رينان 1823- 1892م) ليكمل ما بدأه (ساسي) إذ قام بتدعيم الخطاب الاستشراقي الرسمي وتنظيم الأفكار التي أتى بها، وإنشاء مؤسساته الفكرية والدنيوية، وتطويعه حتى يلاءم فقه اللغة ـ وهو المجال الذي تخصص به ـ وتطويع فقه اللغة والاستشراق حتى يلاءما الثقافة الفكرية لعصره. وهو ما مكن الأبنية الاستشراقية من الاستمرار فكرياً، وزاد من إبرازها للعيان، فكان بمثابة قوة دينامية عملت على إشاعة ونشر منجزات (ساسي) وسابقيه الثقافية باعتبارها عملة كان يتداولها ويعيد تداولها من خلال فقه اللغة الذي كان ثراؤه الفذ، وما يتمتع به من موقع ثقافي مرموق من وراء اكتساب الاستشراق أهم خصائصه التقنية ([46]).
إن المقصود بفقه اللغة هنا ليس مجرد دراسة الألفاظ دراسة تثير الأرض ولا تسقي الحرث؛ ولا مجرد معرفة بالعالم القديم؛ وإلا فلن يستطيع فقه اللغة البقاء إلى الأبد؛ لأن مادته قابلة للنفاد.؛ ولذلك فإن المقصود به هو سرد لقصة حياة الكلمة ومغامراتها وما اكتسبته من انطباعات مختلفة من الأحداث التي استعملت فيها، وما أيقظته من ألوان شتى من الانطباعات في شتى الناس وفقاً للأماكن التي استعملت فيها، وهو أسلوب من أساليب التمييز  التاريخي للذات عن العصر  الذي يعيش فيه المرء، وعن الماضي القريب، وكانت نجاحاته الكبرى تتمثل في (النحو المقارن)، وإعادة تصنيف اللغات في أسر منفصلة، والرفض النهائي للقول بأن اللغة لها أصول إلهية.
وكانت هذه النظرية قد شاعت بعد أن اكتشف العلماء بالمناهج التجريبية أن اللغات المزعومة (العبرية بصفة خاصة) لم تكن ذات عراقة أزلية ولا أصول ربانية، وفقدان المسيحية المنزلة الإلهية لنصوصها المقدسة؛ بعد اكتشاف الأسبقية الزمنية للغة (السنسكريتية: إحدى أقدم اللغات الهندية) على اللغة العبرية، وانتفاء أي فكرة عن وجود لغة أولى أعطاها الرب للإنسان في جنة عدن؛ مما أدى بالنتيجة لابتعاد وانتقال موقع أولى بدايات الحضارة إلى مناطق شاسعة البعد شرقي الأراضي المذكورة في الكتاب المقدس. وإخلاء الساحة للقول بوجود لغة أم (كالهندية الأوربية أو السامية) واستخدام اللغة (السنسكريتية) كدالة أو كمعيار  ومحك للمقابلة والاستكشاف؛ وهو ما أنتج فيما بعد نظريته القائلة بالأصل السامي، التي قال عنها وعن صفة السامية أنها من خَلقِ الدراسة الاستشراقية لفقه اللغة. الذي بات يمثل للعلوم الإنسانية ما تمثله الفيزياء والكيمياء للعلوم الفلسفية الخاصة بالأجسام([47]).
 ومثلما أنتج الاستشراق الفرنسي على يدي (ساسي ورينان) البدايات الحديثة لهذا الفرع المعرفي، وإحدى أهم مباحثه المتمثلة بفقه اللغة. فإنه أنتج العديد من المجلات الخاصة بالاستشراق أو الوثيقة الصلة به، التي أخذت تصدر في باريس، والشرق الأدنى، وشمالي أفريقيا، منذ عهد بعيد عن الجمعيات والمعاهد والكليات والهيئات الخاصة والرهبنات وجمعيات المستشرقين الفرنسية. وتعنى جميعها بالعرب وتاريخهم وأديانهم وأنسابهم وأخلاقهم وجغرافيتهم وثقافتهم وحضارتهم،.. وكان من شأنها أن أطلعت الغرب على أصالة الشرق وخصائصه وتطوره، وألفت بمجموعها مكتبة موسوعية شاملة لجهود وأعمال المستشرقين الفرنسيين([48]). لتضاف للمكتبة الموسوعية الأولى التي قدمها الاستشراق الفرنسي بعنوان (ببليوتيك أورينتال) أي المكتبة الشرقية التي ألفها (هربلو 1625- 1695م)([49]) الذي جمع فيها بين التاريخ والجغرافيا والأديان والحضارة وثقافات الشعوب منذ بدء الخليقة حتى عصره، وبقيت ـ رغم أخطائها وتجنيانها العديدة وتأثرها بالفكر الأسطوري ـ المرجع المعتمد في أوربا حتى أوائل القرن التاسع عشر([50]).
ونظراً للتمركز الفرنسي في البلاد العربية، سيما أفريقيا الشمالية وسوريا ولبنان. حرص الفرنسيون على إدخال دراسة العربية في المؤسسات الثانوية، كاختيار المعلمين أي في الامتحان الذي يجرى لاختيار مدرسي ومدرسات المدارس الإعدادية منذ سنة 1920م، كما غدت العربية موضوع تعليم عالي المستوى في جامعات باريس وليون وغيرها([51]).
البعثات اليسوعية ودورها في الاستشراق الفرنسي:
سارت الرغبة الاستعمارية الفرنسية في سوريا ولبنان، جنباً إلى جنب مع العمل التبشيري؛ فالتقت أهدافهما في المؤسسات والمراكز التعليمية الاستشراقية التي أنشأتها البعثات اليسوعية، الموكلة بمهمة: " فرض الحضارة الغربية على القسم الباقي من العالم" ([52]).
وقد انبثقت هذه البعثات اليسوعية، عن(جمعية يسوع) وهي جمعية أسسها القديس الأسباني(= Ignace de loyola إيناس دي لويولا) عام(1534م) بعد فترة صاخبة بالمشاكل في حياته الخاصة، وظروف تأسيس الجمعية. وكان (لويولا) ولد عام(1492م) من أسرة تنتمي لنبلاء  مقاطعة الباسك، وعاش في شبابه عيشة لهو  وترف وانغماس في الملذات. حتى أن صديقه الأب (Lainez = لاينـز) الذي خلفه في رئاسة الجمعية عام(1556م) قال عنه: إنه كان أسيراً لهفوات الجسد، ويقول هو عن نفسه: (فحتى السادسة والعشرين تركت نفسي لملذات الحياة). وقد حدث التحول الكبير في حياته أثناء مرضه؛ إذ طالع خلال ذلك بالصدفة (حياة المسيح وحياة القديسين) فتأثر بذلك تأثراً دفعه للاهتمام الديني، وولد في نفسه شعوراً بالندم على حياته الماضية. إلا أنه عاش عاماً كاملاً آخر من الشك والقلق خلال (1522- 1523م) قبل أن يقرر السفر إلى القدس أسوة بالقديسين، فوصلها بعد سفر  طويل، ثم إلى اسبانيا وباريس التي وصلها عام (1528م) ليتابع دراسته فيها. فحصل على شهادة في الفنون، وبدأ يجمع الشبان حوله اثناء وعظه ومتابعته للدروس، وتوثقت علاقته مع(6) منهم، فتوجه معهم ذات يوم إلى (مونمارتر) وكان ذلك عام (1534م) وهناك حلفوا حلفاً مقدساً مثل النواة الأولى لـ(جمعية يسوع)، وقرروا في هذا الحلف أنهم: إذا لم يتمكنوا من الذهاب إلى الأراضي المقدسة،فإنهم سيتوجهون إلى البابا ليقرر لهم أين وكيف يمكن أن يساهموا في مجد الله وخلاص النفوس. وفعلاً لم يتمكن (ليولا) ورفاقه من الذهاب إلى القدس؛ بسبب الصراع بين الأتراك والغرب، فتنقلوا بين اسبانيا وإيطاليا، وفي طريق العودة إلى روما عام(1538م) " شعر (ليولا) بتغير في نفسه وأن الله، الأب، يضعه مع المسيح ابنه، وهو لا يمكن أن يشك في ذلك مطلقاً". ويقال أنه قرر بعد هذه الرؤيا أن يطلق على مجموعته اسم(جمعية يسوع). ولم تحصل هذه الجمعية من البابا والكرادلة على الإذن الشرعي بممارسة الوعظ والتبشير إلا عام (1540م). وقد توفي (ليولا) بعد (16سنة) من رئاسته لهذه الجمعية عام (1556م)([53]).
لقد امتد نشاط هذه الجمعية منذ تأسيسها وحتى منتصف القرن الثامن عشر  إلى مختلف بقاع العالم، فوصلت بعثاتها التبشيرية إلى آسيا وأوربا وأفريقيا وبلاد الشام والصين وغيرها، وعملت تلك البعثات على تعليم الشباب وتشييد الأديرة والكنائس، وممارسة الوعظ الديني، والتدريس..الخ؛ لكسب المتلقين للديانة المسيحية، ثم أنهم تركوا المسائل الدينية والروحية، وانخرطوا في سلك السياسة، وصاروا يتدخلون في حياكة المؤامرات السياسية، وارتبطوا بالاستعمار  في تلك البلدان، وكونوا مقاطعات خاصة بهم في (البرغواي) وغيرها بمساعدة من ملك اسبانيا (فليب الثالث). ثم إنهم حملوا السلاح مع  ملك البرتغال ضد اسبانيا...، مما جعل البروتستانت وغيرهم يسعون لإسقاطهم، وفعلاً تم ذلك بقرار  بابوي من روما يمنع هذه الجمعية من العمل، وطردوا من البرتغال عام(1759م) ، ثم من فرنسا عام(1762م)، ومن اسبانيا (1767م)، ومنعت الجمعية عام(1773م). إلا أن هذا الحصار  والمنع لم يستمر طويلاً، فقد عاد ملوك أوربا، وسمحوا لليسوعيين مع بداية القرن التاسع عشر بتجديد نشاطهم، فعادت الجمعية لنشاطها العلني على مستوى العالم عام (1814م) أي بعد (41 سنة) من الانقطاع (1773- 1814م). أما في فرنسا فقد استمر منع اليسوعيين لفترات أطول، وتعرضوا وبيوتهم وممتلكاتهم عام(1885م) لحملات عنيفة من العداء أحرقت فيها بيوتهم وممتلكاتهم، وطردوا من أنحاء فرنسا كلها. ولم يسمح لهم بالعودة لمزاولة نشاطهم إلا بعد الحرب العالمية الأولى عام(1923م) في عصر الاستعمار الأوربي الحديث ([54]).
لقد كان لجبل لبنان قبل أن تلحق به أقضية ومناطق من سوريا ليكون دولة (لبنان الكبير)، وفيما بعد حصة وفيرة من نشاط البعثات؛ بسبب كاثوليكيتها من جهة، والحضور الفرنسي السياسي والعسكري والاقتصادي من جهة أخرى؛ وهي عوامل أدت إلى إلحاق سكان الجبل المسيحيون بفرنسا على جميع المستويات([55]). وقد اختلف المؤرخون حول تاريخ وصول البعثات اليسوعية إلى بلاد الشام. فقال الأب (جيروم) مسؤول إحدى البعثات اليسوعية التي وصلت سوريا عام(1625م): (إن بعثتهم هي الأولى من بين جميع البعثات و النشاطات الفرنسية التي تغطي الأرض السورية). وقيل أن بداية وصولهم كانت عام (1638م) أو عام (1650م) أو عام (1656م)([56]).
و يبدو إن هذا الاختلاف ناجم عن التباين في أوقات تمركزهم في مناطق بلاد الشام. حيث تواجدوا في (حلب) عام (1625م) وفي (دمشق) عام (1634م)، وفي (صيدا) عام (1644م)، وفي (طرابلس) عام (1645م)، وفي (عينطورة) عام (1653م). ومن ثم وبعد إلغاء رهبانيتهم خلال المدة (1773- 1814م) عادوا إلى بيروت عام (1831م)، و(كيفا) عام (1833م)  و(عزير) عام (1846م)، وتفرقوا بين أقطار  الشرق، وشيدوا الأديرة.([57])
وقد أسس هؤلاء اليسوعيين، بعض المراكز التعليمية منها: كلية (عينطورة) وكلية (Ravenne) وحلقة (Stlie). وكانت فرنسا في بداية الأمر على خلاف مع اليسوعيين الذين تبعثهم روما، ولا ترحب بحضورهم إلى بلاد الشام؛ لأنها تعتبر نفسها مسؤولة عن حماية مسيحي المشرق أمام الباب العالي. مما يشكل دعماً ومبرراً أساسياً لتواجدها في الشرق. ولأنها تريد إقامة علاقات طيبة مع موارنة لبنان وهو ما يرفضه اليسوعيون.([58]) 
ثم حدث التقارب بين فرنسا واليسوعيين بعد اقتراب الأخيرين من النمسا كقوة كاثوليكية لمواجهة الضغط الفرنسي، وخشية الفرنسيين من استفحال أمرهم اعتماداً على المد النمساوي. فعقدت فرنسا اتفاقاً مع روما، تم بموجبه تسوية توزيع مدارس اليسوعيين في لبنان، ولم تر  فرنسا بعد ذلك في اليسوعيين قوة معادية بل رسل حضارة تتوافق مع المصلحة الفرنسية. وبالمقابل لبى اليسوعيون الرغبة الفرنسية، وانتقلوا بعملهم من التحريض والتشويش على فرنسا إلى طليعة المدافعين عن القضية الفرنسية، ولم يعد سراً ـ في سوريا وفلسطين ـ أن رجال الدين بمؤسساتهم المدرسية هم الذين رفعوا إلى أعلى درجة النكرة الفرنسية ([59]).
وقد عمل اليسوعيون على فتح الكليات والمدارس والمستشفيات ودور الأيتام، وغيرها من المؤسسات الاجتماعية والتعليمية للتقرب إلى الناس وكسبهم لمصلحة فرنسا. وهذا ما يؤكده قول اليسوعيين: (سيكون لفرنسا هنا في كل وقت جيش متفان)([60]) وكان الغرض من تأسيس كلية الطب أن يأتي إليها شبان فرنسا ليتعلموا فيها العلوم الطبية، واللغات الشرقية؛ ومن ثم لينشروا عن طريقهما النفوذ والحضارة الفرنسية. فكانت الغاية الأولى للمؤسسين أن يجعلوا من هذه الكلية فكرة سياسية ومؤسسة دعائية ([61]).
وقد استطار المبشرون فرحاً لما أصبح لبنان متصرفية، يحكمها النصارى الأوربيون بعد عام (1860م). فقال في ذلك الأب اليسوعي (ريشتر): إن مقاطعة لبنان لتغتبط منذ عام (1862م) بحاكم مسيحي، وبحرية نسبية للمبشرين. ويضيف أنه يود أن توالي الدول الأجنبية تدخلها بالقوة كلما لزم الأمر، توسيعاً لحركة التبشير  بين المسلمين خاصة. وكانت فرنسا تؤمن بأن النفوذ الديني والسياسي في جبل لبنان احتكار  لها دون سائر الدول الأوربية؛ ولذلك أرادت تركيز التواجد اليسوعي الكاثوليكي في سوريا ولبنان على حساب التواجد البروتستانتي ([62]).
 على أن التواجد التبشيري من كلا الطرفين مر بفترة سكون لمدة أربع سنوات خلال الحرب العالمية الأولى؛ بعد أن رأى العثمانيون أن نظام المتصرفية يهدد إمبراطوريتهم. ولكن هذا التواجد ما لبث أن عاد بقوة بعد احتلال الإنجليز  والفرنسيون سوريا وقلصوا ظل الدولة العثمانية عن شرقي البحر الأبيض المتوسط كله، ومن ثم تفرد الفرنسيون في الشمال(سوريا ولبنان) وانسحاب الإنجليز  إلى الجنوب (فلسطين وشرق الأردن). وهكذا صال المبشرون اليسوعيين و جالوا في منطقة الانتداب الفرنسي، سيما بعد أن التقت مصالحهم التبشيرية مع مصالح الاستعمار الفرنسي، أو  بالأحرى أنهم قدموا وسخروا كل جهودهم لتثبيت وترسيخ هذا الاستعمار. الذي بدوره فتح الطريق أمام المبشرين إلى سوريا ولبنان ووطد أقدامهم هناك، حتى أنهم كانوا يصرحون بذلك فيقولون: أيها المبشرون، هذه فرص لم تسنح لكم من قبل. وهكذا وظفت فرنسا كل إمكانياتها لتقوم بحركة تنصير واسعة بالاعتماد على اليسوعيين، وكانت أولى ثمار  تلك الحملة هي مسخ الهوية الإسلامية لبلاد (العلويين) حول اللاذقية بتحويلهم إلى النصرانية، تحت تهديد السلاح.([63]) 
وجد الفرنسيون والمبشرون أن الخطوة الأولى في سبيل السيطرة على لبنان تستوجب تغذية وتفعيل واستثمار الطائفية، بإثارة الطوائف بعضها ضد البعض الآخر، ورعاية طائفة وحمايتها دون الأخرى؛ ولذلك غذوا المشروع الطائفي، ونموه، وتعاهدوه بأموالهم وحمايتهم، وعمل الوزراء والقناصل لتكريس هذا المشروع؛ لأن فرنسا كانت تعتبر  نفسها حامية للمسيحيين في الشرق. وقد دعمت هذه العلاقة السياسية المستترة بثوب الدين، بتعهد العلاقات التجارية والإرساليات، ولإنشاء المكاتب بين فرنسا ولبنان، ووسعت بناء الكنائس والأديرة والمدارس والجامعات، وبدأت فرنسا تستقبل رجال الدين اللبنانيين وتعلمهم في مدارسها الدينية؛ ليعودوا إلى لبنان ويخدموا السياسة الفرنسية هناك، هذا مع استمرار تدفق المبشرين والأساتذة والمعلمين اليسوعيين إلى لبنان.([64])
هنا بالذات تشابكت المصالح التبشيرية والاستشراقية والاستعمارية، فبعد أن أضحى التبشير عنواناً ممجوجاً، وغير مرحب به، حل محله الاستشراق ليقوم بما كان يقوم به التبشير، بل أكثر من ذلك! فمن المعلوم أن الاستشراق وليد التبشير؛ إذ بدأت دراسة العربية في أوربا استجابة لحاجات العمل التبشيري،([65]) أو  لنقل أن الرهبان ورجال الدين بصورة عامة، شكلوا الناقل والقناة الأساس لعبور الثقافة والفكر العربي الإسلامي إلى أوربا؛ ولذا لا غرو أن قرر المختصون أن الاستشراق- بما هو تمثل وتناقل وفحص ونقد ورد لهذه الثقافة والفكر- ولد بين أحضان رجال الدين، وأنه كان خاضعاً ومصطبغاً بتصورات وايدلوجية الكنيسة والبابوية ([66]).
لكنه رغم تماهيه مع تطور الصراع الحربي في العصر  الحديث على إثر استعمار أوربا المسيحية للعالم الإسلامي، وتبدل الصراع من استعمار استيطاني عسكري  مباشر إلى استعمار فكري وثقافي، لا نزال نشهد أواره، ونراقب أحداثه، وننتظر نتائجه([67]). فإنه إنما تأصل ووظف، وغذي، وألبس كثيراً من الوجوه، دون أن يُبتعد به كثيراً عن تجاذبات وأيدلوجية الكنيسة، والسياسة الغربية الاستعمارية.
أقنع المبشرون والمستشرقون زعماء الاستعمار، بأن المسيحية ستكون منطلقاً، وقاعدةً، للاستعمار الغربي في الشرق.  وبالمقابل أمن الاستعمار الحماية للمبشرين والمستشرقين، وزودهم بالمال والسلطان، ولذا نشأ الاستشراق في أول أمره على أكتاف المبشرين، ثم اتصل بالاستعمار. فكانت الإرساليات التبشيرية مقدمات الاستعمار  وطوالعه الممهدة. وقد اتكأ التبشير  على الاستشراق في الحصول على المعلومات عن المجتمعات المستهدفة وخصوصاً  الإسلامية منها بعد اكتساب التنصير  مفهوم ومعنى أوسع من مجرد الإدخال في النصرانية. إذ عمل على التشكيك في الكتاب والسنة والسيرة. وكان فرسان هذا التوسع المستشرقين ([68]).
وعلى هذا الأساس كان التعاون والتنسيق بين التبشير  والاستشراق قائماً و متصلاً، ويمكن وصف الاستشراق بأنه (المصنع) والتبشير  بأنه (المصدر أو الموزع) لما يصنعه الاستشراق؛ فقد كانت معطياته نافعة لتغذية حركة التبشير ، وكانت آراؤه وملتقطاته، مادة خام يستطيع التبشير  استعمالها في دعم خططه، وإثارة عوامل الخلاف والشبهات بما يحقق غاياته. وقد عمل عدد كبير من رجال الاستشراق في مجال التبشير  وكانت كتاباتهم وقوداً خصباً في أيدي المبشرين ([69]).
يمكن القول: أن حركة التبشير  اعتصمت بعد الحرب العالمية الثانية بحركة الاستشراق!؛ بعد أن اسودت صفحتها وكرهها الناس ونفروا من المتصلين بها، وبعد أن كشفت الأحداث أعمالها المهينة؛ ومن هنا خلعت حركة التبشير ثيابها لتلبس ثياب الاستشراق، ولتختفي خلف ستاره؛ فالاستشراق عندما يدرس التراث الإسلامي، ويتعرض للمذاهب الفكرية والفلسفية، وآراء الاتحاد والحلول ووحدة الوجود، وما شابه، ويركز على بعض الشخصيات من أمثال  الحلاج، وأبو نواس، وبشار، وابن عربي وغيرهم، وعلى الروايات الإسرائيلية المشككة، وأخبار القصاصين والأمور التي تتقاطع مع الإسلام الأصيل. ويقدمها على أنها حقائق تاريخية، فهو إنما يقدم حججاً وخدمات كبيرة للتبشير والمبشرين، بل انه يختصر عليهم المسافة، ويكفيهم مؤونة تشويه الإسلام، وتزيين المسيحية، بتقديمه هذه الدراسات التي توظف لإثارة الشبهات حول الإسلام، وإضعاف العقيدة الإسلامية في نفوس معتنقيها. فكيف إذا كان كل من الاستشراق والتبشير ولدان نشآ في حضانة الكنيسة، وإن الاستشراق إنما انبثق عن التبشير؛ ليؤدي ما عجز التبشير عن تأديته ([70]).
ولعله لا تعوزنا الشواهد الاستشراقية في بيان الترابط بين هذه الخطوط الثلاث. فمثلاً قال المستشرق الهولندي (Christiaan SnoucK Hurgronje = كريستيان سنوك هورغنيه 1857-1936م)([71]): " يجب على الحكومات الأوربية التي استولت على بلاد الإسلام أن تجتهد في إظهار التناقض بين الإسلام والمدنية العصرية، وإقناع ناشئة المسلمين  بأنهما ضدان لا يجتمعان! فلابد من رفع أحدهما. ولما كانت المدنية الحاضرة هي نظام كل شيء ولا محيد عنها لمن يريد أن يعيش، كان البديهي أن الذي سيرتفع  من النقيضين هو الإسلام"([72]).
وقال المبشر  والمستشرق (Louis Massignon 1883- 1962م)([73]):" لم نبحث في الشرق إلا عن منافعنا، ولقد دمرنا كل ما هو خاص بهم، فدمرنا فلسفاتهم ولغاتهم وآدابهم. والشرقيون ليسوا من السذاجة حتى يعتقدوا بكرم أخلاقنا، وقد تحققوا بالشواهد أننا نعمل على أن نستبقيهم ضعفاء"([74]). وقال المبشر (هومان استنجل): "إننا يجب أن نكسب وجهات نظر لعقائدنا المسيحية، بناء على فهمنا العميق للتعاليم الإسلامية، وفهمنا لنفسية المسلم المتدين، وذلك حتى نتجنب نقاط الضعف فيما نستخدمه... وحتى نبني من جديد دفاعاً جديداً عن العقيدة المسيحية"([75]). وهذا الدفاع الجديد يتمثل في انتقال التبشير من إطار توجهات الكنيسة إلى فلك النفوذ الأوربي وسياسته. بحيث تحول هدف التبشير من غرس الكنيسة في بلد جديد إلى غرس للنفوذ الأوربي ولغته وثقافته. وهو مايقر به الآباء والقناصل على حد سواء ([76]).
وعلى العموم فإن المستشرق ـ في أغلب الأحيان ـ إن لم يكن مبشراً فهو طليعة للتبشير  والاستعمار؛ فهو الذي يمهد السبيل للتشكيك في عقائد المسلمين، والطعن بالإسلام ونبيه الكريم 9 تحت ذريعة المباحث العلمية والنقد الفني وحرية الفكر والاستنتاج التحليلي([77]). كما وظفت لذلك المعاهد والمدارس والجامعات والمراكز التعليمية. فمثلاً يحدد أحد المسؤولين الفرنسيين أهداف كلية الطب اليسوعية في بيروت بقوله: إنّ غاية المؤسسين الأولى أن يجعلا من هذه الكلية فكرة سياسية ومؤسسة دعائية. فإذا كانت كلية الطب ـ رغم سمو الطب ونبله ـ وسيلة لغاية سياسية دعائية!، فما حال المدارس، والمعاهد، والجامعات، ومراكز التعليم، ورياض الأطفال؟ كل تلك المؤسسات، وغيرها كانت مؤسسات دعائية لفرنسا في المقام الأول!([78]). ويمكن رصد النشاط الاستشراقي اليسوعي في لبنان من خلال المؤسسات الثقافية والتعليمية التالية:
المطبعة الكاثوليكية في بيروت (Imprimerie Catholique):
تأسست عام(1852م)، واستخدمت الحروف العربية عام (1874م) وطبعت الكتب والمجلات والنشرات بالعربية، والتركية، والأرمينية، والقبطية، والحبشية، والسريانية. حتى ضاهت أشهر المطابع في الشرق والغرب. وقد نشر عدد كبير من المستشرقين مصنفاتهم فيها.
المكتبة الشرقية (Bibliotheque Orientale):
تكونت نواتها في غزير عام(1863م)، ثم نقلت إلى جامعة القديس يوسف في بيروت، ثم استقلت ببناء رحب وأنيق على الطرازالعربي، وهي تحتوي على نحو(30000 مصنف مرقم) و (2058 مخطوطة شرقية) وقد تنوعت مخطوطاتها بين مسيحية وإسلامية وتاريخية وجغرافية وفلكية وطبيعية ورياضية وموسيقية وطبية وكيميائية وفلسفية وغيرها. والمكتبة على صلة بالمكتبات الشرقية في العالم، وتتبادل معها الدوريات والمجلات والمصنفات في كافة المجالات.
المكتبة العربية السكولاستيكية (La Bibliotheca Arabica Scholasticorums):
أسسها الأب (بويج) وهي مخصصة لنشر النصوص الفلسفية العربية التي ترجمت إلى اللاتينية في مجمع (ترانت) لوضع مادة دراسية بين أيدي فلاسفة ولاهوتي الغرب، ونصوص لغوية للمعنيين باللغة العربية في العصر الوسيط .
منوعات الكلية الشرقية (Melanges de la Faculte Orientale):
 وهي دورية صدرت خلال المدة (1906- 1921م) باللغة الفرنسية وبعض مباحثها باللغة الإنجليزية، وقد أسهم في تحريرها عدد من المستشرقين.
المكتبة الأثرية والتاريخية (archeologique et historique Bibliotheque):
تتكون من عدد من المجلات والدوريات من أهمها: جريدة البشير: وهي جريدة تصدر باللغة العربية. امتد إصدارها خلال المدة (1870- 1947م). ومجلة المشرق([79]): وهي مجلة ثقافية تهتم بالعلوم والآداب والفنون، أسسها الأب (لويس شيخو) وهي تصدر باللغة العربية أيضاً. امتد إصدارها خلال المدة(1898- 1970م) ثم عادت إلى الصدور عام(1991م). وهي تصدر مرتين في السنة (كانون الثاني/يناير- وتموز /يوليو).([80]) وفي عام (1961م) أصدر المركز الثقافي الجامعي التابع للآباء اليسوعيين في بيروت مجلة بعنوان: (أعمال وأيام)، ونشر مجموعة بعنوان: (رجال ومجتمعات الشرق الأدنى)، وفي عام(1971م) أنشئ (معهد الدراسات للعالم العربي الحديث)، لبحث ونشر ما يعنى بالعالم العربي وخصوصاً المظاهر الاجتماعية والاقتصادية.([81]) 
جامعة القديس يوسف (Universite Saint Joscph):
وهي من أبرز المؤسسات الاستشراقية التي أنشأها اليسوعيون في لبنان، وهي في الأصل مدرسة (إكليريكية غزير) التي كانت تأسست عام(1846م).([82]) ومن ثم تحولت إلى جامعة وأبصرت النور بعد موافقة الحكومة الفرنسية على مشروعها الذي تقدم به اليسوعيون عام(1883م). فافتتحت بداية بكلية طب فرنسية، تولى اليسوعيون إدارتها في حين تولت الحكومة الفرنسية الإشراف المالي، وإرسال الهيئة التعليمية فيها، وفي عام (1889م) فتحت كلية للصيدلة، ثم كلية للهندسة، ثم أنشأت الكلية الشرقية عام(1905م) وكلية للحقوق عام(1913م). ودفع التوسع في مؤسسات اليسوعيين التعليمية إلى تأسيس المطبعة الكاثوليكية. وكان السبب في التوسع وفتح الكليات الجديدة هو استقبال الأوربيين الراغبين بتعلم اللغات والآداب الشرقية.([83]) أي تلبية لحاجة المستشرقين للإقامة في الشرق ودراسته عن قرب وكثب وممن رجعوا إلى جامعة القديس يوسف من المستشرقين: (سنوك هرجرونيه، جولد صيهر، نللينو، كايتاني، هيار، ماسينيون) وممن أخذوا عن أساتذتها: (فورجه، موزيل، هافنر، هيل، كراتشكوفسكي) وقد أصبحوا فيما بعد أساتذة اللغات الشرقية في جامعات روما، ولوفان، وبراغ، وبودابست، وموسكو، وغيرها ([84]).
وعلى العموم عمل وتخرج من هذه المؤسسات الاستشراقية عدد كبير من المستشرقين اليسوعيين الذين خصهم (نجيب العقيقي) بـ(32 صفحة) في كتابه المستشرقون، وترجم لـ(64 مستشرقا )منهم.([85]) وأصدرت هذه الجامعة دورية بعنوان: (منوعات جامعة القديس يوسف = Melanges de la Universite Saint Joseph): وقد حلت محل منوعات الكلية الشرقية عام(1922م). ولما أنشئ معهد الآداب الشرقية راح ينشر سلسلة بعنوان : مباحث معهد الآداب الشرقية([86]).
ونكتفي هنا بالترجمة لواحدٍ من أبرز مستشرقي الرهبان اليسوعيين، وخريجي وأساتذة جامعة القديس يوسف. ألا وهو: المستشرق البلجيكي المولد الفرنسي الجنسية اللبناني الإقامة والوفاة الأب (Henri Lammens = هنري لامنس1862- 1937م): ولد كطفل أجير في مدينة (خنت Gent) البلجيكية في أول يوليو عام (1862م).([87]) لأب كان مدمن على الخمر، فيترك زوجته مع أولادها الستة وبضمنهم (La`mmens) ولا قوت لهم؛ مما اضطره للعمل منذ طفولته ثم أنه انضم إلى المدرسة الرسولية بإشراف يسوعي في (Turnhout= أرض تربية المبشرين)([88]).
وبعمر الخامسة عشر غادر  إلى لبنان، وتحديداً في مارس عام(1877م) ([89]). وبدأ حياة الرهبنة في السنة التالية في دير لليسوعيين في قرية غزير في جبل لبنان. وبعد سنتين التحق بجامعة القديس يوسف لدراسة الخطابة واللغات،([90]) ثم تقدم لدراسة الفلسفة في عام(1883م)، وبعد أن أمضى خمس سنوات في جامعة القديس يوسف، كان من أول خريجيها عام (1884م) وبعد سنتين أي في عام (1886م) صار أستاذاً لمادة البيان الخطابة والبيان في الجامعة نفسها.([91])
وخلال المدة (1886- 1891م) ظهرت نتاجاته الأولى وأهمها كتابه( فرائد اللغة في الفروق) ويقع في(528 صفحة)، وطبع في المطبعة الكاثوليكية عام(1889م).([92]) وخلال المدة (1891- 1897م) تنقل شرقاً وغرباً لدراسة علم اللاهوت وإكمال تشكيل ثقافته الدينية اليسوعية، فرحل إلى: (انجلترا، ولوفان، وروما، وفينا) التي كانت محطته الأخيرة. إذ عاد بعدها إلى بيروت عام(1897م) ليتولى تدريس مادتي التاريخ والجغرافيا في جامعة القديس يوسف. ولما أسس معهد الدروس الشرقية ضمن كلية اليسوعيين عام(1907م) تولى تدريس مادة التاريخ الإسلامي فيه([93]).
وخلال المدة (1897- 1907م) قام مثل العديد من المستشرقين المعاصرين برحلات عديدة إلى سوريا ولبنان وفلسطين، وينشر مقالات عن تلك الرحلات يبين فيها تاريخ وآثار وديانات سكان المناطق التي زارها، كما يتعمق بالبحث الآثاري عن المسيحيين الأوائل في بلاد الشام ومناطق تواجدهم، ويبحث عن مواقع التاريخ الصليبي، فيعرض على نطاق واسع وبشكل رشيق وساحر تاريخ المسيحيين في الشرق الأوسط، في المجلات الكاثوليكية الفرنسية وفي مجلة البشير( التي تولى إدارتها مرتين: مرة في عام(1894م) وأخرى من خلال المدة (1900- 1903م)، ومجلة المشرق، التي تولى إدارتها بعد وفاة لويس شيخو([94]) عام 1927م والنشرات العربية تحت الإدارة اليسوعية([95]).
وفي تلك المقالات يبدو (Lammens) كعضو مرتبط بادعاء فرنسا الطويل المدى، فيظهر كمحامي ومدافع قوي عن الطموحات الفرنسية الاستعمارية في سوريا ولبنان؛ إذ إنّه انتقد وبشدة أعمال منافسي فرنسا الأوربيون، وقد أكد على عدم نزاهته من خلال تورطه مع مدير متحف بروكسل المدعو (فرانز) وبمساعدة من الحكومة البلجيكية بتهريب مجموعة من المصنوعات اليدوية الآثارية من سوريا إلى بلجيكا.([96])
في عام (1915م) وبعد إمضاء ثلاث سنوات في المدرسة أو الكلية اليسوعية في مصر،تم تعيين (Lammens) كأستاذ للغة العربية في المعهد البابوي في روما، فعمل في أجواء يسودها الدفاع عن الكاثوليكية. وأثناء اندلاع الحرب العالمية الأولى انتقل من روما إلى المدرسة اليسوعية في القاهرة والإسكندرية، وبقي هناك حتى عام(1919م). حيث عاد إلى لبنان للتدريس في(جامعة القديس يوسف)، وليشارك من هناك في دعم المشروع الاستعماري الفرنسي لسوريا ولبنان- على سبيل المثال: في المقال الذي نشره في مجلة المشرق عام(1921م العدد الأول،49- 55) تحت عنوان: العلائق الأولى بين فرنسة وسورية-. فقد حاول تخفيف حدة وطأة التواجد الاستعماري الفرنسي في سوريا من خلال البحث عن إشارات تاريخية متناثرة لنفوذ متبادل بين الطرفين!، وتضخيمها، وتقديمها بشكل مسلمات تاريخية!!. وكذلك في كتابه(La Syrie précis historique = سوريا- موجز تاريخي، وكتاب تاريخ سوريا بجزأين)([97]).
وعلى العموم قدم(Lammens)معلومات كثيرة لفرنسا من خلال أعماله وجهوده الاستشراقية([98]). وغدا المدافع عن سياستها في بلاد الشام عموماً بين الحربين العالميتين الأولى والثانية([99]). وفي بدايات الثلاثينات من القرن العشرين أصيب (Lammens) بمرض الشلل وبقي يصارعه حتى وفاته في 23 أبريل1937م.([100])
مؤلفاته:
دار نتاج (Lammens) حول محاور عدة من أهمها: السيرة النبوية ، وبدايات العهد الأموي، على أنه قدم لدراسته للسيرة النبوية بدراسات عن الطبيعة الجغرافية والتاريخية والدينية للجزيرة العربية ـ خصوصاً مكة والطائف ـ وعرب قبل الإسلام. وقد تنوعت مؤلفاته بين الكتب المطولة والمقالات القصيرة، كما جرته محاولة إثبات افتراضاته!! لتسليط بعض الضوء على القرآن الكريم والسنة النبوية لاستخلاص ما يتعلق بحياة النبي 9 ([101]).
ومع أنه لم يكن عالم آثار إلا أن تجواله في أراضي سوريا ولبنان؛ لتتبع آثار الصليبيين!؛ جعله يخصص جانباً من اهتماماته للآثار هناك! فكتب عن بعضها مقالات عدة في (Encyclopedia of Islam = دائرة المعارف الإسلامية)، و (مجلة المشرق). وكتب عن تاريخ المسيحيين في الشرق. وبالجملة هو أنتج كتابات عديدة، باتت مصدراً للعديد من المستشرقين. فمن النادر أن تجد مستشرقاً يتناول تلك الفترات، ولا يمر بأحد أعماله، أو يعتمدها كمصدر أساس. وقد بلغت مصنفاته بين مقال وكتاب (185 باللغة الفرنسية و 127باللغة العربية)([102]).
كتب في مجلة المشرق مواد كثيرة([103]) علماً انه كان يكتب أغلبها بالفرنسية ويتولى غيره ترجمتها للعربية([104]) وقد تم فهرست المجلدات الأربعة والأربعين الأولى من المجلة أعلاه (1898 ـ 1950) في مجلد للفهارس.
كما أسهم(Lammens) بثمانين مقالا في دائرة المعارف الإسلامية بطبعتها القديمة التي صدرت في ليدن خلال المدة (1913- 1934م)، ومن هذه المقالات: الاخطل، أذرح (اسم مكان)، بوقا (زعيم تركي)، بيت رأس،  بئر معونة، بيسان (مدينة في فلسطين)، زياد بن أبيه، بادية، بثرون (حصن)، بحدل (أبو ميسون زوجة معاوية)، بديل بن ورقاء، بردى (نهر)، البشر (جبال)، بشر بن مروان بن الحكم، بشر بن الوليد بن عبد الملك،  بشرى (قرية)، سليم (قبيلة)، الشام، الطائف، ظاهر العمر([105]).
وله مصنفات أخرى أوردها العقيقي([106]) من فهرس مصنفاته في منوعات جامعة القديس،(مجلد 21/ 340- 355).
ففي تاريخ الشرق الأدنى والنصارى: له سوريا ورسالتها التاريخية (محاضرة في الجمعية الجغرافية بالقاهرة  1915م). والتطور التاريخي للجنسية السورية (محاضرة في الإسكندرية 1919م).  وتاريخ سوريا في جزأين الأول يقع في (280) صفحة والثاني في (287) صفحة نشرته المطبعة الكاثوليكية عام  (1921م).  وموجز تاريخ سوريا ولبنان،صدر بطبعتين عربية بمساعدة الأبوين اليسوعيين(فردينان توتل وخليل إدة) وفرنسية بمساعدة (رينه موترد وفردينان توتل) المطبعة الكاثوليكية (1932- 1939م). وهو في هذا الكتاب الذي عالج مدة ثلاثة عشر قرناً ونصف لم يذكر لا للإسلام ولا للعرب محمدة واحدة، وبالمقابل امتدح الصليبيين وشاد بدورهم([107]). وله كتاب خمسون سنة على جامعة القديس يوسف في بيروت (1875- 1925م) المطبعة الكاثوليكية (1925م). و شكوى اليونان من روسيا (مجلة الشرق المسيحي 6، 1901م). وروسيا والمشرق المسيحي في الأشهر الأخيرة (مجلة الشرق المسيحي 7، 1902م).
 أما في تاريخ الإسلام والإسلاميات: فله دراسات عن حكم الخليفة الأموي معاوية الأول.في (448) صفحة و (34) لوح (باريس ـ لندن ـ ليبزيج 1906م). ووالي مصر قرة بن شريك نقلاً عن أوراق البردي العربية (نشرة المعهد المصري  5، 2، 1907م). والحكام الثلاثة :أبو بكر ، وعمر ، وأبو عبيدة (منوعات الكلية الشرقية 4، 1910م). والبادية والحيرة على عهد الأمويين (منوعات الكلية الشرقية 4، 1910م). و قرآن وحديث (مباحث العلوم الدينية 1، 1910م). وسن محمد وتاريخ السيرة (المجلة الآسيوية 17، 1911م). وإخلاص محمد (مباحث العلوم الدينية 2، 1911م). وزياد بن أبيه عامل العراق وقائد معاوية (مجلة الدراسات الشرقية الايطالية 4، 1912م). وفاطمة وبنات محمد ، ويقع في(170) صفحة (روما 1912م). ومهد الإسلام ، الجزيرة العربية الغربية قبيل الهجرة، الجزء الأول، المناخ والبدو في(371صفحة. روما 1914م). ومعاوية الثاني أواخر السفيانيين (مجلة الدراسات الشرقية الايطالية 7، 1915م). وعبادة الأصنام ، التطواف عند العرب في الجاهلية (نشره المعهد الفرنسي بالقاهرة 17، 1919م). و الثأر  وسمته الدينية في عرف عرب الجاهلية، وموقف الإسلام من الفنون المصورة(1915م). وخلافة يزيد الأولى( الأول)، ويقع في(532) صفحة (المطبعة الكاثوليكية 1922م). والسفياني بطل العرب القومي (نشره المعهد الفرنسي بالقاهرة 12 ، 1923م). ومكة قبيل الهجرة ويقع في 342 صفحة (المطبعة  الكاثوليكية 1924م). و الخليفة الوليد وزعم قسمة الجامع الأموي بدمشق (نشره المعهد الفرنسي بالقاهرة 26، 1925م). والمساجد في الجاهلية في الجزيرة العربية الغربية (منوعات جامعة القديس يوسف 11، 1926م). والمراونة وخلافة مروان الأول (منوعات جامعة القديس يوسف 12، 1927م). وغربي الجزيرة العربية قبل الهجرة. ويقع في(342)صفحة (المطبعة الكاثوليكية 1928م). ويهود مكة (مباحث العلوم الدينية 1918م). والقرآن والسنة كيف كونت حياة محمد (مباحث العلوم الدينية 20، 1930م). ودراسات عن عصر الأمويين، ويقع في 424 صفحة (المطبعة الكاثوليكية 1930م). 
وقد دمج العقيقي كتابيه(مهد الإسلام) و(غربي الجزيرة العربية قبيل الهجرة) بكتاب واحد من جزأين إلا أنه لم يذكر إلا عدد صفحات الجزء الأول. في حين يظهر من كلام (بدوي) أنهما كتابان منفردان فعدهما كل على حدة. فقد ذكر ضمن مؤلفاته كتاب(غربي الجزيرة العربية قبل الهجرة): وهو مجموع من (ست دراسات) عن اليهود والنصارى، قبيل الهجرة النبوية، وعن ديانات العرب قبل الإسلام، ويقع في(344)صفحة، وقد طبع ونشر في (بيروت 1928م) ([108]). والصحيح هو ما ذهب إليه(العقيقي)؛ فقد أشار المستشرق الألماني (جوستاف بفانموللر) إلى أن الكتاب يتكون من أكثر من جزء([109]).
وفي التاريخ المعاصر له المسألة الإسلامية (مجلة العالم الكاثوليكي 1895م). والإسلام وأفريقيا الوسطى( تحديات تاريخية 1897م). ونبذة عن المسلمين الهنود( الإرساليات البلجيكية للآباء اليسوعيين 1902م). والحج إلى مكة عام 1902م (الإرساليات البلجيكية للآباء اليسوعيين 1904م). وشريف مكة والثورة العربية (مجلة الدراسات للآباء اليسوعيين بفرنسا، 149، 1916م). وفتيان تركيا وكنز قبر محمد (العلم الإسلامي ،61، 1920م). وهل يعقد مجمع دولي للإسلام؟ (فرنسا – المغرب، 8، 1924م ثم في مجلة دراسات).
أما في العقائد والتصوف والنظم والعادات الإسلامية فله الإسلام: عقائد ونظم، ويقع في334 صفحة (المطبعة الكاثوليكية، الطبعة الأولى عام (1926) والثانية عام (1941م) والثالثة عام (1942م). وترجم إلى الايطالية والانجليزية عام (1929م). والنصيريين: (مجلة العالم المسيحي 2، 5، 1900م). وهل كان النصيريون نصارى (مجلة العالم المسيحي 3، 6، 1901م).
وفي فقه اللغات والأدب العربي له مختارات متدرجة للترجمة الفرنسية العربية : النصوص العربية 128 نص تقع في 140 صفحة، والنصوص الفرنسية 132 نص، تقع في163صفحة (المطبعة الكاثوليكية، الطبعة الأولى1891م، والثانية1910م، والثالثة 1925م). وفرائد اللغة في الفروق ،في 528 صفحة (المطبعة الكاثوليكية 1889م). وصناجة الأمويين: نبذ في سيرة وأدب الشاعر المسيحي الأخطل (باريس 1895م). وشاعر ملكي في قصر الأمويين بدمشق (الشرق المسيحي، 8). وأثر اللغات الشرقية في الاشتقاق المعاصر (تحديدات تاريخية 1891م). وملاحظات على المفردات الفرنسية المشتقة من العربية، 52 ملاحظة في 312 صفحة (المطبعة الكاثوليكية 1890م).
وكتب في الجغرافية البشرية وسلالاتها عدة ملفات منها طريق الهند المقابل (الإرساليات البلجيكية للآباء اليسوعيين، بروكسل1903). وسوريا وخطورة جغرافيتها (مجلة المسائل العلمية 1904). ونبذات من الجغرافيا السورية (منوعات الكلية الشرقية 1، 1906). ودراسات في الجغرافيا والسلالات الشرقية (منوعات الكلية الشرقية 2، 1907). والطائف مدينة الحجاز الألبية في القرن الأول للإسلام (مجلة المسائل العلمية 1906م). والمذاكرات الجغرافية في الأقطار السورية (المطبعة الكاثوليكية 1911م). ومصيف عربي في القرن الأول الهجري (مجلة دراسات 151، 1917م). وعلى الحدود الشمالية لأرض الميعاد (مجلة دراسات 78، 1899م). ونزهات في عمانوس ومنطقة أنطاكية (الإرساليات البلجيكية 7، 1905م). والحياة الجامعية في بيروت على عهد الرومان (مجلة العلم العربي 10، 1921م).  ومدَ به مدينة الفسيفساء (دراسات 73، 1897م). ونبذ كتابية وطبوغرافية عن أمسين (المتحف البلجيكي 4، 1902م). والمناخ السوري الفلسطيني في الماضي واليوم (دراسات 76، 1898م). وخمس وعشرون سنة في الصحافة العربية . التسيير (مجلة العالم الكاثوليكي 7، 1895م). وترجمة الأب لويس شيخو 1859- 1927م (رسائل فورفيير 2، 1929م).
ومن هنا يتبين وفرة النتاج الاستشراقي ـ بغض النظر عن سلبيته وإيجابيته ـ الذي أسهم به هذا اليسوعي المبشر، مما يسلط الضوء على نشاط ودور تلك المؤسسات في رفد الحركة الاستشراقية الفرنسية.
(*) أستاذ في جامعة البصرة- كلية الآداب.
(**)أستاذ في جامعة ميسان- كلية التربية.
*  هوامش البحث  *
([1]) لمزيد من التفاصيل عن الاستشراق، ومفهومه ومراحله وأطواره ينظر: إدوارد سعيد: الاستشراق (المفاهيم الغربية للشرق)، دار بنجوين العالمية، 1995، ص10 ـ 194. الحاج: ساسي سالم، نقد الخطاب الاستشراقي: الظاهرة الاستشراقية وأثرها في الدراسات الإسلامية (ط1، دار المدار الإسلامي،  بيروت- لبنان، 2002).  1 / 7 ـ 107. ناجي: عبد الجبار: الاستشراق في التاريخ ، المركز الأكاديمي للأبحاث ، ط1، بيروت، 2012. ص63 ـ 85. تطور الاستشراق في دراسة التراث العربي، دار الجاحظ، بغداد، 1981. ص3 ـ 81. مراد: يحيى، افتراءات المستشرقين على الإسلام والرد عليها ، ط1، دار الكتب العلمية، بيروت، 2004. ص7 ـ 122. المقدادي: فؤاد كاظم، الإسلام وشبهات المستشرقين ، ط2، مجمع الثقلين العلمي، المعارف، 1425 هـ . ص31 ـ 76. النصرالله: جواد كاظم، الكعبي: شهيد كريم : الثورة الحسينية في الرواية التاريخية والقراءة الاستشراقية، مجلة دراسات استشراقية، العدد الثاني، 2014. ص85 ـ 126.
([2]) لمزيد من التفاصيل عن الاستشراق الفرنسي ينظر: هوار: كليمان: الدروس العربية في فرنسا، ترجمة: الشفالية عبد الله بك، منشور ضمن كتاب (كتابات المستشرقين عن نتاجهم) جمع ودراسة : حامد ناصر الظالمي، ط1، البصائر، بيروت، 2014. ص155 ـ 178. الحاج: ساسي سالم، نقد الخطاب الاستشراقي:  1/ 107 ـ 117.  كوثراني: وجيه، من الاستشراق إلى مناهج الإنسانيات (المدرسة الفرنسية نموذجا)، مجلة معهد الدراسات العربية والإسلامية، لندن،العدد الأول، 1999. ص81 ـ 102، المقدادي: الإسلام وشبهات المستشرقين ص86 ـ 128. الهاشمي: حسن علي: قراءة نقدية في كتاب تاريخ القرآن للمستشرق ثيودور نولدكه، المركز الإسلامي للدراسات الاستشراقية، ط1، 2014. ص48 ـ 51، جياد: حاتم كريم: الإمام علي 7 في كتابات بعض المستشرقين الفرنسين، مجلة دراسات استشراقية، العدد الثاني، 2014. ص63 ـ 80.
([3])  مذهب الكاثوليك: مذهب مسيحي، يقول بالطبيعتين والمشيئتين للسيد المسيح، اعتنقته كنيسة روما، واتخذت به قرارا في مجمع خلقيدونية سنة 451 م، وهذا المذهب يقول بأن للمسيح طبيعتين ومشيئتين، فالمسيح أقنوم إلهي بحت، ولكن له ذاتان وكيانان هما الإله والإنسان، ومن الواضح أن هذا القول متأثر إلى حد ما باتجاه نسطور الذي يرى بأن المسيح إنسان غمره اللاهوت بعد ولادته، ولكن الكاثوليك يختلفون عن نسطور في اعتقادهم أن مريم ولدت الاثنين جميعا، فهي قد ولدت يسوع المسيح الذي هو مع أبيه في الطبيعة الإلهية ومع الناس في الطبيعة الإنسانية، فهو طبيعتان ومشيئتان وأقنوم واحد، وقد حضر زوج الملكة مجمع خلقيدونية، ولذلك يسمى هذا المذهب بالمذهب الملكاني .  ينظر: أحمد شلبي: مقارنة الأديان (المسيحية)، ط4، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، 1973. ص166.
([4]) فرح، خالد محمد، قضايا العالم الإسلامي من منظور المنهج الاستشراقي والبحثي الفرنسي(كراس صدر عن: مركز دراسات الإسلام والعالم المعاصر، 2008)، 17.  المقدادي: الإسلام وشبهات المستشرقين ص89 ـ 90.
([5]) فرح، خالد محمد، قضايا العالم الإسلامي من منظور المنهج الاستشراقي والبحثي الفرنسي 18.  المقدادي: الإسلام وشبهات المستشرقين ص 90ـ 94.
([6]) فرح، خالد محمد، قضايا العالم الإسلامي من منظور المنهج الاستشراقي والبحثي الفرنسي ، 19- 21. 
([7]) عن هذا الموضوع ينظر: المزروع، وفاء عبد الله ،جهاد المسلمين خلف جبال البرتات من القرن الأول إلى القرن الخامس الهجري (ط1، 2003، دار القاهرة- مصر). (الصفحات جميعها).
([8]) ينظر: المقداد،محمود، تاريخ الدراسات العربية في فرنسا(ط1، 1992، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب- الكويت) ص8.
([9]) درويش، احمد، الاستشراق الفرنسي والأدب العربي، (طبعة الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1997م). ص 8.
([10]) درس في الأندلس حتى أصبح أوسع علماء عصره ثقافة بالعربية والفلك والرياضيات،ثم رجع إلى روما فانتخب حبراً أعظم باسم سلفستر الثاني خلال المدة(999 - 1003م)، ثم أول بابا فرنسي، وقد أمر  بإنشاء مدرستين للغة العربية الأولى في روما والثانية في ريمس بفرنسا. ينظر: العقيقي: نجيب، المستشرقون، (ط4، د.ت، دار المعارف: القاهرة- مصر)، 2/120؛ وات: مونتغمري، فضل الإسلام على الحضارة الغربية، ترجمة: حسين أحمد أمين (ط1، 1983،، مصر- القاهرة)، 81-82؛ هونكة:  زغريد، شمس الله تسطع على الغرب، ترجمة: فاروق بيضون و كمال دسوقي(ط8، 1993م، دار الجيل، بيروت- لبنان)، 80 – 88.
([11]) العقيقي: المستشرقون 1/ 110.  
([12]) خريوش: عبد الرؤوف، دور المستشرقين الفرنسيين في نقل الثقافة العربية إلى الغرب. ص 8. السامرائي: خليل إبراهيم: وآخرين: تاريخ العرب وحضارتهم في الأندلس ، ط1، المؤسسة اللبنانية للكتاب الأكاديمي، بيروت، 2014. ص475.
([13]) العقيقي: المستشرقون، 1/ 122، 123.
([14])فوك، يوهان، تاريخ حركة الاستشراق: الدراسات العربية والإسلامية في أوربا حتى بداية القرن العشرين، ترجمة: عمر لطفي العالم(ط2، 2001، دار المدار الإسلامي، بيروت، لبنان).  ص 17. 
([15]) يوهان فوك:  تاريخ حركة الاستشراق، ص 15- 19.
([16]) آرمستونج: كارين، سيرة النبي محمد، ترجمة: فاطمة نصر  و محمد عناني، (ط2، 1998، دار اللواء، القاهرة - مصر)، ص 47. 
([17]) الغزالي: مشتاق بشير، القرآن الكريم في دراسات المستشرقين، (ط1، 2008، دارالنفائس: دمشق- سوريا)، ص 27، 28.
([18]) العقيقي: المستشرقون 1/139.
([19]) نصري:أحمد،  آراء المستشرقين الفرنسيين في القرآن الكريم(ط1، 2009، دار القلم، الرباط- المغرب)، ص 19.
([20]) نصري: آراء المستشرقين، 19. وقامت هذه الحملة عام (1270م) وكانت آخر الحملات الصليبية الخمس التي قادتها فرنسا. المقدادي،الإسلام وشبهات المستشرقين، ص90.
([21]) روبير مانتران، الاستشراق الفرنسي أصوله،تطوره،آفاقه، (لقاء نشر في: مجلة الاستشراق العراقية، العدد الثاني، شباط 1987م)، ص 32. 
([22]) العقيقي: المستشرقون 3/ 1101.
([23]) المقدادي: الإسلام وشبهات المستشرقين . 86 .
([24]) العقيقي،المستشرقون 1/ 138- 140؛ نصري ، آراء المستشرقين، ص 26- 27؛ ادوارد سعيد: الاستشراق:ص  213.
([25]) المقدادي: الإسلام وشبهات المستشرقين، 99، 100.
([26]) المقدادي: الإسلام وشبهات المستشرقين، 101- 102.
([27]) درويش: الاستشراق الفرنسي 11؛ خريوش: دور الفرنسيين في نقل الثقافة ، 406.
([28]) المقدادي: الإسلام وشبهات المستشرقين،  107.
([29]) فروخ: عمر ، وخالدي: مصطفى: التبشير والاستعمار في البلاد العربية، (ط1، 1953، المكتبة العصرية، بيروت- لبنان)، 53- 54.
([30]) تنظر ترجمته عند: بدوي، عبد الرحمن، موسوعة المستشرقين، (ط3، 1993م، دار العلم للملايين: بيروت)، 503- 505. يحيى مراد: معجم أسماء المستشرقين ص610 ـ 613، ولمزيد من التفاصيل ينظر: الكعبي: شهيد كريم محمد : صورة أصحاب الكساء بين تجني النص واستباحة الخطاب الاستشراقي ، اطروحة دكتوراه غير منشورة، كلية الآداب، جامعة البصرة، 2014 . ص48 ــ 88 .
([31]) إدوارد سعيد: الاستشراق، 100. الحاج:نقد الخطاب الاستشراقي 1/ 87 ـ 101.
([32]) ينظر: ادوارد سعيد: الاستشراق، 152- 154.
([33]) الحاج: ساسي سالم، نقد الخطاب الاستشراقي . 1/90.
([34]) إدوارد سعيد: الاستشراق، 154- 155؛ ساسي: نقد الخطاب، 1/ 88- 89.
([35]) إدوارد سعيد :الاستشراق، 156- 168.
([36]) العقيقي: المستشرقون، 1/ 154، 155.
([37]) العقيقي: المستشرقون، 1/155- 157.
([38]) PAR M . Henri Lavoix: Catalogue des monnaies Musulmanes de La bibliotheque  
Nationale. Paris . 1887. P58. no.158 .
ولمزيد من التفاصيل ينظر: النصر الله: جواد كاظم. الإمام علي 7 وتعريب النقود في الإسلام، مجلة تراث النجف، العدد الثاني، 1434هـ. ص256 ـ 264.
([39]) ولد روبير مانتران في باريس في 1917، تدرج في التعليم حتى نال الدكتوراه في الآداب من السوربون في 1963، عين أستاذا للغة التركية والحضارة الإسلامية في جامعة بروفانس، واشترك في كثير من اللجان حول الشرق والإسلام، له مؤلفات ومقالات كثيرة سيما حول الدولة العثمانية وتركيا. للمزيد عن ترجمته ينظر: يحيى مراد،معجم أسماء المستشرقين، ط 1، دار الكتب العلمية، بيروت، 2004. ، 664- 665.
([40]) مانتران: روبير، الاستشراق الفرنسي أصوله،تطوره،آفاقه،  33.
([41]) إدوارد سعيد: الاستشراق، 212- 213؛ درويش:الاستشراق الفرنسي،  24.
([42]) درويش: الاستشراق الفرنسي، 25.
([43]) بدوي: موسوعة المستشرقين 334- 339 ؛ الطهطاوي: رفاعة رافع، ،تخليص الإبريز في تلخيص باريز(طبعة عام 1993م، الهيئة  المصرية العامة للكتاب)2/161- 170.
([44]) ادوارد سعيد: الاستشراق،  213.
([45])  بدوي: موسوعة المستشرقين ، 336.
([46]) إدوارد سعيد: الاستشراق، 221- 222.
([47]) إدوارد سعيد: الاستشراق، 223- 234. ولعل أبرز الأعمال الاستشراقية التي وظف فيها  فقه اللغة هو كتاب تاريخ القرآن لنولدكة. تنظر: مقدمة الترجمة العربية للكتاب 14، 19.
([48]) ينظر تفاصيل هذه المجلات عند: العقيقي، المستشرقون 1/161- 164.
([49]) العقيقي : المستشرقون 1/173.
([50]) إدوارد سعيد: الاستشراق، 132.
([51]) مجلة الاستشراق العراقية، 35.
([52]) عتريسي، طلال، البعثات اليسوعية: مهمة إعداد النخبة السياسية في لبنان،(ط1، 1978م)،26.
([53]) عتريسي: البعثات اليسوعية، 28، 29.
([54]) عتريسي: البعثات اليسوعية، 29- 33؛ ثم ينظر: عمر فروخ: التبشير والاستعمار، 166، 167.
([55]) عتريسي: البعثات اليسوعية، 27.
([56]) عتريسي: البعثات اليسوعية، 65.
([57]) العقيقي: المستشرقون، 3/284.
([58]) عتريسي: البعثات اليسوعية ، 68- 70.
([59]) عتريسي: البعثات اليسوعية ،  73.
([60]) عتريسي: البعثات اليسوعية ،  91.
([61]) عتريسي: البعثات اليسوعية ، 150.
([62]) عمر فروخ: التبشير والاستعمار، 150، 151.
([63]) عمر فروخ: التبشير والاستعمار، 151، 152، 157.
([64]) عمر فروخ: التبشير والاستعمار، 153، 154.
([65]) رودنسون: مكسيم، جاذبية الإسلام، ترجمة: إلياس مرقص، (ط2، 2005، دار التنوير: بيروت- لبنان)، 41.
([66]) ينظر: العقيقي، نجيب، المستشرقون(ط 3،دار المعارف المصرية 1964م) 1/ 87- 110؛ فوك، يوهان، تاريخ حركةالاستشراق:الدراسات العربية والإسلامية في أوربا حتى بداية القرن العشرين، ترجمة: عمر لطفي العالم(ط2، 2001،دار المدار الإسلامي،بيروت لبنان) 13- 35؛ رودنسون:مكسيم، جاذبية الإسلام: 15- 52؛ سوذرن: ريتشارد ،صورة الإسلام في أوربا في العصور الوسطى،ترجمة وتقديم:رضوان السيد (ط2،2006،دار المدار الإسلامي،بيروت- لبنان) 11- 70.
([67]) الحاج: نقد الخطاب الاستشراقي، 1/ 39، 40.
([68]) النملة:علي إبراهيم، المستشرقون والتنصير،(ط1، 1998م، مكتبة التوبة: الرياض- السعودية)، 17- 25.
([69]) الجندي: أنور، التبشير والاستشراق والدعوات الهدامة(ضمن موسوعة مقدمات العلوم والمناهج، ط 1983م، دار الأنصار:  القاهرة- مصر)، مج 5/ 74.
([70]) الجندي: التبشير والاستشراق، 75- 78.
([71]) ولد في استرهوت سنة 1857م، وتتلمذ في ليدن على دي غويه، ثم نولدكه، ورحل الى جاوة لمدة 17 سنة، ثم زار مكة باسم عبد الغفار، وكان من رواد دراسات الفقه الاسلامي والحديث والتفسير، له مؤلفات عديدة، توفي سنة 1936. ينظر : بدوي، موسوعة المستشرقين، 353- 355. مراد: معجم اسماء المستشرقين ص453.
([72]) الجندي: التبشير والاستشراق، 137.
([73])  لويس ماسينيون : ولد في نوجان بباريس سنة 1883 م، تتلمذ على جولدزيهر ، واهتم بالدراسات الشرقية لاسيما المغرب الاسلامي، وطاف البلاد العربية، واصبح استاذا في الجامعة المصرية والجامعات المغربية، له اثار تزيد على 650 بين مصنف ومحقق ومترجم ومقال ومحاضرة في مختلف الدراسات الاستشراقية . توفي سنة 1962م. ينظر : بدوي، موسوعة المستشرقين، 529- 535. مراد: معجم اسماء المستشرقين ص658 ــ 662.
([74]) الجندي: التبشير والاستشراق، 155.
([75]) الجندي: التبشير والاستشراق، 139.
([76]) عتريسي: البعثات اليسوعية، 10.
([77]) الهرواي: حسين، المستشرقون والإسلام،(ط1، 1936م، مطبعة المنار: القاهرة- مصر)، 14- 16، 73.
([78]) عتريسي: البعثات اليسوعية ، 12- 17.
([79]) العقيقي: المستشرقون،(ط3)،  3/ 1058- 1060. 
([80]) دليل دار المشرق(لسنة 2012م)، 62.
([81]) العقيقي: المستشرقون، 3/287.    
([82]) العقيقي: المستشرقون، 3/ 1060.
([83]) عتريسي: البعثات اليسوعية ، 129- 133.
([84]) العقيقي: المستشرقون،  3/ 1060. 
([85]) العقيقي: المستشرقون، 3/284- 316.
([86]) العقيقي: المستشرقون، 3/ 287.
([87]) بدوي: موسوعة المستشرقين، 503؛ فردينان توتل: الأب هنري لامنس، مقال في (مجلة المشرق، السنة 35، نيسان- حزيران،1937م)، 162.
 ([88])Stijn KNUTS :Lammens,Henri,Jesuit and historian of Islam .  http://www.kaowarsom.be/nl/notices ـ Lammens ـ Henri 
([89]) بدوي: موسوعة المستشرقين، 503؛ العقيقي :المستشرقون 3/ 293؛ توتل: الأب هنري لامنس ، 162.
([90]) Stijn KNUTS :Lammens,Henri,Jesuit and historian of Islam. http://www.kaowarsom.be/nl/notices ـ Lammens ـ Henri
([91]) بدوي: موسوعة المستشرقين، 503؛ العقيقي: المستشرقون، 3/ 293.
([92]) العقيقي: المستشرقون، 3/294- 295.
([93]) بدوي:  موسوعة المستشرقين، 503 ؛ توتل: الأب هنري منس، 163- 164.
([94])  لويس شيخو اليسوعي: كان اسمه قبل الرهبنة رزق الله بن يوسف بن عبد المسيح بن يعقوب شيخو . ولد في ماردين بالجزيرة الفراتية سنة 1859م، وانتقل إلى الشام يافعا، فتعلم في مدرسة الآباء اليسوعيين في غزير (بلبنان ) وانتظم في سلك الرهبانية اليسوعية سنة 1874 وتنقل في بلاد أوربا والشرق، فاطلع على ما في الخزائن من كتب العرب، ونسخ واستنسخ كثيرا منها، حمله إلى الخزانة اليسوعية في بيروت. وانصرف إلى تعليم الآداب العربية في كلية القديس يوسف، ثم أنشأ مجلة المشرق سنة 1898 فاستمر يكتب أكثر مقالاتهما مدة خمس وعشرين سنة. وكان همه في كل ما كتب، أو في معظمه، خدمة طائفته . وتوفي في بيروت سنة 1927 م . من تصانيفه المخطوطات العربية لكتبة النصرانية،  ومعرض الخطوط العربية، وشعراء النصرانية، وعلم الأدب، والآداب العربية في القرن التاسع عشر،  و الآداب العربية  في الربع الأول من القرن العشرين، والنصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية، وشرح ديوان الخنساء، وأطراب الشعر وأطيب النثر، ونشر كثيرا من الكتب العربية. ينظر: الزركلي،خير الدين،الأعلام،(ط5، دارالعلم للملايين: بيروت، 1980)،5/ 246.
([95]) بدوي: موسوعة المستشرقين، 503. 
([96]) Stijn KNUTS :Lammens,Henri,Jesuit and historian of Islam.
([97]) بدوي: موسوعة المستشرقين، 505؛ العقيقي: المستشرقون، 3/ 294.
([98]) الأعسم: عبد الأمير، الاستشراق من منظور فلسفي عربي معاصر،(مجلة الاستشراق العراقية،العدد الأول،1982م، تصدر عن: دار الشؤون الثقافية العامة: بغداد- العراق)،21.
([99]) فوزي: فاروق عمر، الاستشراق والتاريخ الإسلامي- القرون الإسلامية الأولى،(ط1، 1998م،دار الأهلية: عمان- الأردن)، 58.
 ([100])Stijn KNUTS :Lammens,Henri,Jesuit and historian of Islam.
([101]) بدوي: موسوعة المستشرقين، 504.
([102]) العقيقي: المستشرقون، 3/ 296.
([103]) عن هذه المواد راجع: الكعبي: صورة أصحاب الكساء بين تجني النص واستباحة الخطاب الاستشراقي : هنري لامنس أنموذجا . ص50 ـ 56.
([104]) بدوي: موسوعة المستشرقين،  505.
([105]) العقيقي: المستشرقون، 3/ 294.
([106]) العقيقي: المستشرقون، 3/ 294-  296. 
([107]) العفاني: سيد حسين، أعلام  وأقزام  في ميزان الفكر الإسلامي،(ط1، 2004م، جدة- السعودية)، 2/ 460. 
([108]) دوي: موسوعة المستشرقين، 503- 504.
([109]) سيرة الرسول في تصورات الغربيين، ترجمة: محمد حمدي زقزوق، (نشر في العدد الثاني من حولية كلية الشريعة والدراسات الإسلامية- جامعة قطر. د.ت)،  162- 163.
* مصادر الدراسة  *
آرمستونج: كارين،
1 ـ سيرة النبي محمد،ترجمة: فاطمة نصرو محمد عناني، (ط2، دار اللواء، القاهرة، 1998 ).
الأعسم:عبد الأمير،
2 ـ الاستشراق من منظور فلسفي عربي معاصر،مجلة الاستشراق العراقية،دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، العدد الأول،1982م. 
بدوي، عبد الرحمن،
3 ـ موسوعة المستشرقين، (ط3، دار العلم للملايين: بيرت، 1993م).
بفانمولر: جوستاف،
4 ـ سيرة الرسول في تصورات الغربيين،ترجمة: محمد حمدي زقزوق، حولية كلية الشريعة والدراسات الإسلامية- جامعة قطر. ، العدد الثاني، د.ت).
توتل: فردينان، 
5 ـ الأب هنري لامنس،مجلة المشرق،السنة 35، نيسان- حزيران،1937م.
الجندي: أنور،
 6 ـ التبشير والاستشراق والدعوات الهدامة(ضمن موسوعة مقدمات العلوم والمناهج، ط 1983م، دار الأنصار:  القاهرة، 1983).
جياد: حاتم كريم
7 ـ الإمام علي 7 في كتابات بعض المستشرقين الفرنسين، مجلة دراسات استشراقية، العدد الثاني، 2014.
الحاج: ساسي سالم،
8 ـ نقد الخطاب الاستشراقي:الظاهرة الاستشراقية وأثرها في الدراسات الإسلامية(ط1، دار المدار الإسلامي،  بيروت- لبنان، 2002). 
درويش، احمد،
9 ـ الاستشراق الفرنسي والأدب العربي، (الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1997م).
رودنسون: مكسيم،
10ـ جاذبية الإسلام، ترجمة: إلياس مرقص،(ط2، دار التنوير: بيروت، 2005 ).
الزركلي،خير الدين،
11 ـ الأعلام،(ط5، دارالعلم للملايين: بيروت، 1980).
السامرائي: خليل إبراهيم: وآخرين:
12ـ تاريخ العرب وحضارتهم في الأندلس، ط1، المؤسسة اللبنانية للكتاب الأكاديمي، بيروت، 2014.
سعيد: أدوارد،
13ـ الاستشراق: المفاهيم الغربية للشرق، ترجمة: محمد عناني، ط1، دار رؤية، القاهرة، 2006.
سوذرن: ريتشارد،
14ـ صورة الإسلام في أوربا في العصور الوسطى، ترجمة وتقديم: رضوان السيد، ط2، دار المدار الإسلامي،بيروت، 2006. 
شلبي: أحمد،
15 ـ مقارنة الاديان (المسيحية)، ط4، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، 1973. 
شيخو: لويس 
16ـ دليل دار المشرق، (لسنة 2012م).
الطهطاوي: رفاعة رافع
17 ـ  تخليص الإبريز  في تلخيص باريز( الهيئة  المصرية العامة للكتاب، 1993م). 
عتريسي، طلال،
18 ـ البعثات اليسوعية: مهمة إعداد النخبة السياسية في لبنان،(ط1، 1978م).
العفاني: سيد حسين،
19 ـ أعلام  وأقزام  في ميزان الفكر الإسلامي، (ط1، جدة،  2004م).
العقيقي: نجيب،
20 ـ المستشرقون(ط 3،دار المعارف المصرية، 1964م).
الغزالي: مشتاق بشير،
21 ـ القرآن الكريم في دراسات المستشرقين، (ط1، دارالنفائس: دمشق، 2008م ).
فرح، خالد محمد،
22 ـ قضايا العالم الإسلامي من منظور المنهج الاستشراقي والبحثي الفرنسي(كراس صدر عن: مركز دراسات الإسلام والعالم المعاصر، 2008).
فروخ: عمر، وخالدي: مصطفى:
23 ـ التبشير والاستعمار في البلاد العربية، ط1، المكتبة العصرية، بيروت، 1953.
فوزي: فاروق عمر،
24 ـ الاستشراق والتاريخ الإسلامي- القرون الإسلامية الأولى،(ط1، دار الأهلية: عمان- الأردن، 1998م).
فوك، يوهان،
25 ـ تاريخ حركة الاستشراق:الدراسات العربية والإسلامية في أوربا حتى بداية القرن العشرين، ترجمة: عمر لطفي العالم(ط2، دار المدار الإسلامي،بيروت، 2001. 
كوثراني: وجيه،
26 ـ من الاستشراق الى مناهج الانسانيات (المدرسة الفرنسية نموذجا)، مجلة معهد الدراسات العربية والاسلامية، لندن، العدد الاول، 1999.
مانتران: روبير،
 27 ـ الاستشراق الفرنسي أصوله،تطوره،آفاقه، (مجلة الاستشراق العراقية، العدد الثاني، شباط 1987م).
مراد: يحيى،
28 ـ افتراءات المستشرقين على الاسلام والرد عليها ، ط1، دار الكتب العلمية، بيروت، 2004.
29 ـ معجم أسماء المستشرقين، ط 1، دار الكتب العلمية، بيروت، 2004. ،
المزروع، وفاء عبد الله،
30 ـ جهاد المسلمين خلف جبال البرتات من القرن الأول إلى القرن الخامس الهجري (ط1، دار القاهرة، 2003. ).
المقداد،محمود،
31 ـ تاريخ الدراسات العربية في فرنسا(ط1، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب- الكويت، 1992م) .
المقدادي، فؤاد كاظم،
32ـ الإسلام وشبهات المستشرقين ، مجمع الثقلين العلمي، بغداد، 1425 هـ .
ناجي: عبد الجبار:
33 ـ الاستشراق في التاريخ ، المركز الاكاديمي للابحاث ، ط1، بيروت، 2012. 
34ـ تطور الاستشراق في دراسة التراث العربي، دار الجاحظ، بغداد، 1981.
النصرالله:  جواد كاظم.
35 ـ الإمام علي 7 وتعريب النقود في الإسلام، مجلة تراث النجف، العدد الثاني، 1434هـ.
النصرالله: جواد كاظم، والكعبي: شهيد كريم :
36 ـ الثورة الحسينية في الرواية التاريخية والقراءة الاستشراقية، مجلة دراسات استشراقية، العدد الثاني، 2014.
 نصري: أحمد،
 37 ـ آراء المستشرقين الفرنسيين في القرآن الكريم(ط1، دار القلم، الرباط، 2009 ).
النملة: علي إبراهيم،
38 ـ المستشرقون والتنصير،(ط1، مكتبة التوبة: الرياض، 1998م).
الهاشمي: حسن علي
39 ـ قراءة نقدية في كتاب تاريخ القرآن للمستشرق ثيودور نولدكه، المركز الاسلامي للدراسات الاستشراقية، ط1، 2014.
الهرواي: حسين،
40 ـ المستشرقون والإسلام،(ط1، مطبعة المنار: القاهرة، 1936م).
هوار: كليمان
41 ـ الدروس العربية في فرنسا، ترجمة: الشفالية عبدالله بك، منشور ضمن كتاب (كتابات المستشرقين عن نتاجهم) جمع ودراسة : حامد ناصر الظالمي، ط1، البصائر، بيروت، 2014.
هونكة: زغريد،
42 ـ شمس الله تسطع على الغرب، ترجمة: فاروق بيضون وكمال دسوقي (ط8، دار الجيل، بيروت، 1993م).
وات: مونتغمري،
43 ـ فضل الإسلام على الحضارة الغربية، ترجمة: حسين أحمد أمين (ط1،القاهرة، 1983).
44 - PAR M . Henri Lavoix: Catalogue des monnaies Musulmanes de La bibliotheque.
Nationale. Paris . 1887. P58. no.158
 45 ـ Stijn KNUTS :Lammens,Henri,Jesuit and historian of Islam http://www.kaowarsom.be/nl/notices ـ Lammens ـ Henri
***